الى هذا الحد أوجعكم مقالي المنشور بالأمس بعنوان «تعالوا نتحاسب»؟
الى هذا الحد كشفكم ونزع أوراق التوت عنكم وعن عوراتكم؟
وبقدر وجيعتكم بقدر ما أسعدني ان تتألموا وتخافوا على الرغم من ان الموضوع ليس شخصياً.. وليس يتعلق بثأر بيني وبينكم، ولكن بينكم وبين الكويت التي تصرون على تدميرها!!.
حقاً أسعدتني ردود فعلكم الغاضبة، وغير المسبوقة أيضاً على سطوري، فقد اكتشفت كم انتم انتهازيون.. لا وطنيون، ولديكم قدر من الهشاشة لا تحسدون عليه أبداً!!.
٭٭٭
ردود أفعالكم على مقالي (تعالوا.. نتحاسب) أسعدتني.. فقد اخرجت أقبح ما في ممثلي القوى الانتهازية (اللاوطنية) ومن يدورون بفلك (الشيخ ناصر المحمد والشيخ جابر المبارك)، ومن هم أصحاب المصالح الخاصة جداً، الذين انبروا للهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسر سعادتي انني تأكدت ان الرسالة وصلت وانها اوجعت وأصابت، ورفعت الغطاء وكشفت ما قام به هذان الرئيسان من اخطاء وسوء أداء.. أسفر عن فشل حقيقي سندفع ثمنه في السنوات القادمة، وخاصة أجيالنا المقبلة، فكم من الأموال العامة قد اهدرت دون وجه حق لكي يبقى كلاهما على كرسي رئاسة الوزراء.. هذا الشخصان أوصلانا الى ما نحن فيه الآن من انقسامات وصراعات وفتن وتردي تنمية وخدمات، واذا كان هناك كلمة تقال فهي الحمد لله كثيراً، ان الاسعار المرتفعة «لبراميل النفط» هي التي حمت الكويت وتكفلت بسد كل العورات التي أحدثاها بسوء ادائهما وفشلهما وان كنا سنظل ندفع ثمنها الآن ومستقبلاً، فقد انقسم الشعب وتراجعت مؤشرات الشفافية وتزايدت معدلات الفساد وانعدم الانجاز وتم تشويه كل السلطات!!.
٭٭٭
لكن الغريب هو فزع هؤلاء من تعريتي لهذه الشخصيات من خلال كشف تآمرهم على بعضهم البعض، كما شهد به بعض ممثلي الأغلبية الذين أقسموا يمين الحق على صحة كلامهم أمام المحكمة.. هذا ما لم يتطرق اليه هؤلاء المنتفضون من أجل (معازيبهم) وتجاهلوا تماماً كل ما أثير من اتهامات!!.
يا سادة.. ان كل ما جرى به قلمي ليس الا استعادة لما رواه عدد من النواب السابقين امام المحكمة.. وما شهدوا به فقط أمام القضاء.. كل ما فعلته هو تسليط الضوء عليه، لكن من الغريب انهم لم يتطرقوا الى فحوى حديثهم المؤلم لم يجرؤ انصار (ناصر او جابر) على مواجهة ما قيل وانما سلطوا سهامهم على «شخص» كاتب المقال.. وما أجمل ما كتبوا بالفعل، لأنني أدركت يقيناً ان مسؤوليتي قد تضاعفت، وأن المسألة تحتاج الى المزيد وتوضيح اكثر واستكمال ما بدأت كتابته تحت عنوان (تعالوا.. نتحاسب!!).
على ماذا نتحاسب؟!.
٭٭٭
أكمل لكم.. لقد ناشدت ولي الأمر من خلال مقالي هذا بان يثق ويتأكد ان هذين الشخصين قد استنفذا كل الفرص التي أتيحت لهما، واستفادا من الدعم اللامحدود الذي حصلا عليه من قبل القيادة السياسية!!.
والآن.. اليوم وليس غداً قد حان وقت محاسبتهما.. ماذا فعلا بكل الفرص التي حصلا عليها وبهذا الدعم اللامحدود الذي تلقياه.. ماذا قدما للكويت، هل حققا تنمية، هل قدما خططاً، هل حققا انجازاً، هل ترجما فوائض الأموال الى أعمال ومشروعات، هل حققا نمواً، هل استردت الكويت مكانتها.. هل تحولت الى مركز مالي وتجاري كما يطالب سمو الأمير؟ وماذا عن الأموال التي أهدرت من المال العام ولن تعود؟ ماذا عن التكسب غير الشرعي الذي حققه الموالون لهم، كل هذا ذهب في جيوب و«كروش» هؤلاء ولا يمكن استعادته، حتى الأنفس التي تشوهت وتخربت تحتاج الى الكثير من الترميم والعلاج وأبداً لن تعود كما كانت، تماماً كقلوبنا، التي نرجع كما كنا بقلب واحد!.
٭٭٭
قلت وأقول ان القرار بيد صاحب القرار وهو صاحب الحق في ذلك.. لكن نحن على أبواب مستقبل مجهول بوجود هذين الشخصين.. فنحن اذا كنا نرصد ونكتب نبض الشارع، فاننا نعلم اليوم أنه لم يعد هناك قدوة يجب الاحتذاء بها او التهيب منها.. ولو سلطنا الضوء على ما قاما به من تخريب للحياة العامة من خلال ترؤسهما للسلطة التنفيذية لاحتجنا مجلدات نكتبها ومع هذا فلن نوفيهما حقهما من النقد جراء التخريب الذي احدثاه في حق الكويت!! دعونا نتصفح بسرعة بعض من محطات مسيرة الشيخ ناصر المحمد، والذي سبق ان دافعنا عنه في فترة لم تكن فيها الأمور بهذا الوضوح أمامنا كما هي اليوم.. هل تذكرون شركة «أمانة للتخزين» والتي صدر مرسوم اميري لتأسيسها والتي ثار لغط بشأنها بسبب مساهمة رئيس الوزراء آنذاك في هذه الشركة، مما تسبب في الغاء المرسوم الذي أصدره مجلس الوزراء بعدما ثار حولها شبهات!! كانت النتيجة ان الشركة قاضت الدولة ولا أدري كم كبد المال العام لهذا السبب!! وهل تذكرون مصروفات ديوان سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر، وما أثير حولها من شبهة اعتداء على المال العام، وأتذكر الوزير الحالي «المليفي» الذي قال ونشر كلامه بالقبس في 2008/8/21، أكد فيه ان هناك أطرافاً حكومية نافذة تحاول عرقلة احالة مصروفات مكتب رئيس الوزراء الى ديوان المحاسبة وانتهى الموضوع بحفظ القضية عند النائب العام!!.
٭٭٭
هل تتذكرون (شيك المسلم) والذي اعترضنا نحن عليه وعلى مبدأ فضح سرية حسابات العملاء من قبل البنوك وهو ما لم ولن نقبل به، لكن هل تتذكرون ما قاله الشيخ ناصر آنذاك: «الشيك شخصي لا علاقة له بالمال العام»، نعم ليس له علاقة بالمال العام لكنه له علاقة بك من حيث صفتك كرئيس للوزراء، وعلاقتك بالمباشرة مع نائب في البرلمان يمتهن المحاماة، ولذا كان من الأجدر ألا يتم التعامل معه!!.
٭٭٭
ثم أتت علينا «أم القضايا» والتي خسرت الكويت بسببها كثيراً من سمعتها على المستويات الكبرى، وهي قضية «الايداعات المليونية» التي نشرنا سلسلة مقالات صارخة عنها بعنوان «من وراء كرة النار».. وقد كانت بالفعل «كرة نار» أثبتت فساد السلطة التشريعية والتنفيذية وأيضاً المصرفية، ولو استعرضنا كل هذه المحطات القبيحة في قضايا (مال وأموال) وكل محطة كم كلفت الكويت من حيث الاستنفار والمواقف السياسية والاحتقان السياسي والمحاولة المستمرة لتغطية هذه العوارات كما تكلفت الكويت وأبناؤها وما هي الرسائل الاخلاقية التي استقيناها من هذه المحطات، وكيف انقسم الشعب الكويتي الى مع والى ضد، وكم من التخوين والتشويه حدث للحياة البرلمانية والدستورية!!.
٭٭٭
بالنهاية لقد خسرنا الكثير بسبب سمو الشيخ ناصر المحمد عندما كان رئيساً للوزراء، وما زلنا نخسر بسببه، اليوم وغيره رئيس للوزراء.. وهذا فيض من غيض ناهيكم عما رأيناه في الأيام الأخيرة من مشهد قبيح، لا نريد ان نتناوله حتى لا تغلق جريدة «الوطن» مرة اخرى، لذلك عندما قلنا «تعالوا.. نتحاسب» كان لأن الحساب تضخم وأصبح مرهقاً تنوء بحمله الجبال، وقد استنفذ كل مقدراتنا، ألا يكفي ذلك؟ ألا تستحق الكويت ان يبتعد هؤلاء الرئيسان السابق والحالي من المشهد السياسي نهائياً؟ أحدهما لديه المال والجاه وكل ما يتمناه، فلما لا يترك الكويت تعيش بسلام!!.
لقد اخذ كل شيء.. كل الفرص وتركنا بلا انجاز ولا تقدم يذكر ولا شيء يذكر له على صعيد الشأن السياسي، ألا يكفي ذلك!.
وغداً نكمل الحساب.. مع سمو الشيخ جابر المبارك.. غداً نقول له تعال نتحاسب!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.