عندما كنت أجلس مع أصدقائي في اول يوم عمل لي، كانت الاجواء مختلفة علي
فـ بكوني موظف جديد فالجميع ينظر الي بأستغراب وكأنني لا انتمي الى هذا الكوكب،
انخرطت بالعمل مع الموظفين وكانت المفاجأة في اول اسبوع من بدئي للعمل الجديد كان الحوار:
سلمان …
انت شنو اصلك !!
وين ساكن !!!
شنو سيارتك !!
الحسنة الوحيدة انهم لم يسآلوا عن قياس ملابسي الداخلية لانهم ينظرون لي من الخارج وليس من الداخل . ومع انخراطي في العمل و التأصل في زمالتي مع الموظفين بدأنا نتحدث عن الشق السياسي والديني والاجتماعي
فكانت المحصلة الكارثية التي استنتجها في نهاية كل حوار هي :
التضارب الديني والاجتماعي بطرحهم لموضوع اهل السنة والشيعة والحضر والبدو وأخيراً فساد كثير من مؤسسات الدولة.
الكارثة الفكرية هي ما دفعتني لكتابة هذا المقال المتواضع والذي ترددت كثيرا في كتابته لاسبابي الخاصة.
الانسان يولد صفحه بيضاء فهو يتلون بلون البيئة المحيطة به سواء كانت هذه البيئة سوداء ام بيضاء. شريرة ام خيّرة.
نحن المسئولين عن تشكيل هذه القشرة الاجتماعية ،لأنها المعنية بنشآتنا و انخراطنا الفكري و الاجتماعي بين افراد المجتمع
ففي بلاد الهند مئات الديانات و المعتقدات و مع ذلك هم في تفاهم ووئام تام..
هم يفوقوننا عددا ونحن فئة قليلة وصغيرة مغلوب على أمرنا،
غير قادرين على التآقلم و التعايش بسلام بيننا وبين غير المسلم الذي يشاركنا بآقيلم هذه الارض
لاتقل الدولة هي من زرعت الفتنة او المعضله بين الافراد لانك انت المسؤول عن نشأتك و نشأة اسرتك وانت تشكلهم حسب ما تريد،
الدولة سوف تتبرمج اوتوماتيكيا اذا استشعر المواطن بالاتزام و النظام الاجتماعي المتزن مما يجبر الدولة على احترام ذاتها قبل احترام الشعب
انت الذي سوف تنهض في وطنك ابتداءً من نفسك مرورا بآبنائك و باسرتك و اصدقائك وصولاً لأعلى الهرم الاجتماعي
لا تخلوا مجالسنا من حديث السياسة و الدين. هناك من يتخذ نفسه البطل القومي والسيف الصادع في الدفاع عن الديانات
هذا اسد السنة و ذاك اسد الشيعة و الوطن ينزف و يتفكك الجميع
سلمان الملا ـ ابدأ بنفسك
لنعمل سويا على بناء هذا الوطن و النهوض فيه لان لا قيمة لنا بدون وطن و الكويت اكبر من وطن.