علاج الحساسية: تعرفوا على كل الطرق
إذا قمنا بإجراء استطلاع بين الأصدقاء والمعارف، فمن المرجح أن لكل واحد منا صديق يعاني من حساسية معينة. يمكن أن تكون هذه الحساسية للنبات، الغبار، الحيوانات أو حتى للطعام. مع ان الأمر ليس بالسهل, ولكن, يمكن علاج الحساسية!
في الوضع الطبيعي والسليم، يستطيع جهاز المناعة تمييز وتحديد العناصر الغريبة التي تسبب ضررا للجسم ويقوم بإزالتها. أما الشخص الذي يعاني من الحساسية، فإن جهاز المناعة لديه، يتعامل مع المواد التي هو حساس تجاهها، على أنها عامل غريب يغزو الجسم، ولذلك يبدأ بمقاومتها ومحاربتها. عندئذ تظهر أعراض الحساسية المختلفة، مثل: الطفح الجلدي، الربو، الأورام الحميدة (البوليبات)، حُمَّى الكَلأ (Hay fever) وغيرها. من المهم أن نتذكر أن هذه المواد التي تسبب الحساسية هي مواد لا تضرّ بالصحة، إلا أن الجهاز المناعي لدى هؤلاء الأشخاص، يعتبرها ويتعامل معها على اعتبار أنها عناصر ضارّة.
هنالك عدّة طرق لعلاج الحساسية. الطب التقليدي يؤمن أن العلاجات الصحيحة تعتمد على مضادات الهيستامين أو الاستروئيدات. في كلتا الحالتين، تعالج هذه الأدوية أعراض المشكلة، وليس المرض نفسه. في مثل هذه الحالة، يتناول المريض الدواء بشكل دائم، وغالبا ما يبقى أنفه مسدودا أو يبقى مصابا بالرشح المزمن.
أما الطب البديل فيقترح، أيضا، طريقة المعالجة المثلية (Homeopathy). تقوم المعالجة المثلية بتحفيز الجهاز المناعي دون استخدام الأدوية الكيميائية، ودون إدخال المريض إلى غرفة العمليات الجراحية. علاوة على ذلك، فإنها لا تعالج المرض أو أعراضه فقط، إنما تأخذ بعين الاعتبار أيضا نمط حياة المريض وشخصيته.
يؤمن أسلوب العلاج هذا، بوجود علاقة مباشرة بين الجسد والنفس، لذلك فهو يقترح معالجة المشكلة عن طريق النفس. من أجل القيام بذلك، يبحث عن دواء ملائم للوضع الذي بسببه أصيب المريض بالمرض. عند وجود الحساسية، يعتمد هذا الأسلوب على البحث عن العامل الذي تسبب بإصابة المريض بهذه الحساسية.
لكي يصاب شخص ما بالحساسية، يجب أن يتحقق أمران: وجود ميل للحساسية لدى هذا الشخص، ووجود عامل يؤدي إلى ظهورها – بمعنى حدث عاطفي أو جسدى. في مثل هذه الحالة، من الضروري تقوية جهاز المناعة، لكي يستطيع المريض مواجهة هذا الميل وكذلك مواجهة العامل الذي أدى إلى ظهور الحساسية.
وجدت الأبحاث التي فحصت نجاعة العلاج المثلي (Homeopathy) أن تحسّناً طرأ على معالجة أنواع مختلفة من الحساسية، لدى أكثر من ثمانين بالمائة من الذين تمت معالجتهم. والعلاج لا يساهم في معالجة الحساسية فقط، إنما يساهم أيضا في تحسين الحالة الصحية العامة للمريض، لأن الهدف ليس حل مشكلة بعينها فقط، بل توفير حل مجموعي شامل.
يتم القيام بالعلاج على النحو التالي: أولا، تجرى مقابلة المريض لفهم شخصيته، طبيعته وأسلوب حياته، ولمعرفة كيفية إصابته بالحساسية. بعد ذلك، تتم ملاءمة دواء مثلي يناسبه بشكل شخصي. مع البدء بتناول الدواء، يشعر المريض بتحسن في حالته. إذا كان يتناول أدوية عادية، فإنه يواصل تناولها حتى يقوّي الجهاز المناعي، عندها يمكن الاستغناء عنها تدريجيا. من المهم أن نعرف أن هذه الأدوية لا تسبب الإدمان ولا تسبب آثارا جانبية.
تلخيصا للموضوع نقول: تكمن أفضلية العلاج المثلي (Homeopathy) في كونه لا يعالج المشكلة بشكل محدد فقط، وإنما بشكل مجموعي شامل، من خلال إزالة العوامل التي تسبب ظهور المرض بشكل عام (والحساسية، في هذه الحالة) بحيث إنه يقوي جهاز المناعة ويحافظ عليه ليكون قادرا على حماية الجسم بشكل يومي ودائم.