الجيش السوري يقصف جنوب العاصمة ويشتبك مع «الحر» في الشمال
دمشق: اعتماد فرنسا سفيراً للمعارضة «عمـــــــــــل عدائي»
انتقدت دمشق، أمس، قرار فرنسا استقبال سفير للمعارضة، قائلة انه يشكل عملاً «عدائياً» تجاه سورية، في حين حذرت ايران من تكثيف تزويد قوات المعارضة السورية بالاسلحة. ميدانياً قصفت القوات السورية امس، عدداً من احياء جنوب دمشق، بينما دارت اشتباكات بين الجنود النظاميين ومقاتلي الجيش الحر في شمال سورية.
وتفصيلاً، قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر، أمس، ان قرار فرنسا استقبال سفير للمعارضة، وهو سفير الائتلاف السوري المعارض منذر ماخوس الذي استقبله الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر الإليزيه، أول من امس، يشكل عملاً عدائياً تجاه سورية. وقال حيدر ان «فرنسا تتصرف كأنها أمة معادية.. وكأنها تريد العودة الى فترة احتلالها سورية»، في إشارة الى فترة الانتداب الفرنسي على سورية (1920-1946).
وأضاف قبل اجتماع في طهران لممثلي الحكومة السورية والعديد من الأحزاب السورية المعارضة المعترف بها، ان فرنسا «تريد ان تتحدث باسم الشعب السوري، غير ان الشعب لا يوليها أي أهمية».
واتهم نائب رئيس الوزراء السوري جميل قدري الحاضر أيضاً في طهران، فرنسا بالسعي الى اضفاء الشرعية على تقديم السلاح الى الائتلاف الذي يرفض حل الازمة عبر الحوار. وأكد قدري ان دور فرنسا «سيئ جداً ويضعها في حالة حرب غير مباشرة مع سورية».
من جانبه، حذر وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي من تكثيف تزويد قوات المعارضة السورية بالاسلحة، مؤكداً ان هذا الامر سيزيد في «انعدام الامن وخطر الإرهاب والعنف المنظم» في المنطقة. وفي افتتاح اجتماع طهران، قال صالحي ان «بعض (الدول) تنوي إرسال اسلحة ثقيلة أو نصف ثقيلة الى المعارضة» السورية. وأضاف أنها «في الواقع تبحث عن اضفاء الشرعية رسميا على ما تفعله اصلاً في الخفاء».
وحذر صالحي من ان «مثل هذه القرارات، علاوة على انها تشكل سابقة في العلاقات الدولية، فإنها ستسهم في انتشار انعدام الامن وخطر الإرهاب والعنف المنظم في المنطقة».
وحذرت روسيا الدول التي تساند ائتلاف المعارضة السورية من أنها ترتكب انتهاكا فاضحا للقانون الدولي إذا زودت قوات المعارضة بالاسلحة.
وفي رسالة للمشاركين في اجتماع طهران، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالمقاربة العسكرية للغربيين وحذر من خطر رؤية «القاعدة ومجموعات متطرفة تستولي على الحكم في سورية»، بفضل الاسلحة التي تزود بها المعارضة، بحسب وكالة «ايرنا» الرسمية.
ميدانياً، قال المرصد المرصد السوري لحقوق الانسان في رسالة الكترونية «تتعرض الأحياء الجنوبية في مدينة دمشق للقصف من القوات النظامية»، متحدثاً عن مقتل رجل جراء قصف على حي الحجر الاسود فجر أمس.
وتحدث عن قصف عنيف لمنطقتي الحجيرة والبويضة جنوب دمشق من القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على الاحياء الجنوبية والمناطق المجاورة لها بريف دمشق.
كذلك تحدث المرصد عن تفجير عبوة ناسفة بالقرب من حافلة جامعية على الطريق السريع بين دمشق ودرعا (جنوب)، ما أدى الى اصابة شخص بجروح.
من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل ان «مسلحين أطلقوا قذيفتي هاون على الاحياء السكنية في منطقة المزة» في غرب دمشق، والتي تقطنها غالبية علوية.
وكان المرصد أفاد، صباح أمس، بسماع دوي انفجار شديد لم يعرف مصدره في منطقة المزة 86. كما تحدث عن انفجار عبوة ناسفة في المزة استهدفت كشكا تجاريا صغيرا يقع مقابل حديقة الطلائع في الحي.
واستهدف هذا الحي مراراً في الفترة الاخيرة بقذائف الهاون والعبوات الناسفة التي ادى تفجير إحداها في الخامس من نوفمبر الجاري الى مقتل 11 شخصا، بحسب حصيلة أوردها الاعلام الرسمي.
وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من أربعة أشهر، تدور اشتباكات في عدد من الاحياء الشرقية والجنوبية لاسيما منها العامرية والصاخور وكرم الجبل والاذاعة وسيف الدولة.
وفي ريف حلب، أشار المرصد الى اشتباكات عنيفة تدور في محيط الفوج 46 في ريف حلب الغربي، أدت الى مقتل اثنين من المقاتلين المعارضين. وأوضح المرصد ان المدفعية قصفت ايضا مناطق في محافظتي درعا (جنوب) ودير الزور (شرق)، حيث استولى المقاتلون المعارضون بعد اسابيع من القتال على مطار زراعي تستخدمه مروحيات سلاح الجو. وأشار المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين في جميع مناطق سورية وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية، ان 56 مدنياً و42 مقاتلاً معارضاً و48 جنديا نظاميا قتلوا أول من أمس.