«التعاون» يعترف بـ «الائتلاف» ممثلاً شرعياً للشعب السوري

الطيران الحربي يقصف «رأس العيـن».. ومعارك عنيفة في دمشق

«التعاون» يعترف بـ «الائتلاف» ممثلاً شرعياً للشعب السوري

فتى سوري يتلقى العلاج في مستشفى جيلانبينار التركي عقب إصابته في قصف للقوات النظامية على بلدة رأس العين
فتى سوري يتلقى العلاج في مستشفى جيلانبينار التركي عقب إصابته في قصف للقوات النظامية على بلدة رأس العين

أعلن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس، اعترافه بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي تأسس في الدوحة، مساء أول من أمس، باعتباره «الممثل الشرعي للشعب السوري»، في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم دعمها للمعارضة السورية الموحدة، فيما دعت روسيا المعارضة السورية الموحدة الى إعطاء أولوية للحوار مع نظام الرئيس بشار الاسد وليس للتدخل الاجنبي، في وقت قصف الطيران السوري، أمس، مدينة رأس العين السورية المحاذية للحدود التركية التي تشهد مواجهات بين القوات النظامية والجيش السوري الحر، بينما شهدت العاصمة دمشق مواجهات عنيفة بين القوات النظامية ومعارضين مسلحين

وتفصيلاً، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني، إن دول المجلس تعلن اعترافها بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تأسس بموجب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في مدينة الدوحة، أول من أمس، باعتباره «الممثل الشرعي للشعب السوري الشقيق».

وأضاف أن دول المجلس «ستقدم الدعم والمؤازرة لهذا الكيان لتحقيق تطلعات وآمال الشعب السوري»، متمنية أن يكون ذلك «خطوة نحو انتقال سياسي سريع للسلطة وأن يوقف سفك دماء الأبرياء ويصون وحدة الأراضي السورية».

وأكد المجلس في بيانه انه يأمل ان يلي ذلك الدعوة الى «عقد مؤتمر وطني عام تمهيداً لبناء دولة يسودها القانون وتستوعب جميع ابنائها دون استثناء أو تمييز ويرتضيها الشعب السوري».

وأعرب عن تطلع مجلس التعاون لاعتراف الدول العربية ودول العالم والمجتمع الدولي بهذا الائتلاف الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج وتقديم الدعم اللازم له.

وبعد اجتماعات مطولة استغرقت أياماً في الدوحة، وبضغط دولي واضح، وقعت المعارضة السورية برعاية قطرية، أول من أمس، رسمياً الاتفاق النهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».

إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة، مساء أول من أمس، انها ستقدم دعمها للمعارضة السورية الموحدة.

وقال مساعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية مارك تونر في بيان «نحن على عجلة من امرنا لدعم الائتلاف الوطني الذي يفتح الطريق أمام نهاية نظام الاسد الدموي والى مستقبل السلام والعادلة والديمقراطية الذي يستحقه الشعب السوري بأسره».

ورحب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله بائتلاف المعارضة السورية الجديد. وقال في برلين «أتمنى أن تنشأ مع الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة بدائل سياسية حقيقية لنظام بشار الأسد».

من جهتها، دعت روسيا المعارضة السورية الموحدة الى إعطاء أولوية للحوار مع نظام الاسد وليس للتدخل الاجنبي تحت أي مسمى.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان إن «أهم معيار بالنسبة لنا يبقى إرادة المشاركين في مثل هذا الائتلاف للتحرك على اساس تسوية سلمية للنزاع من قبل السوريين أنفسهم من دون تدخل اجنبي عبر الحوار والمفاوضات».

على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن ‬12 شخصاً بينهم سبعة مقاتلين معظمهم من «جبهة النصرة الاسلامية» قتلوا في قصف من طائرة حربية طال منزلا يعود لعنصر في الامن السياسي، كان استولى عليه المقاتلون المعارضون لدى دخولهم مدينة رأس العين على الحدود السورية التركية (شمال شرق).

وقتل في القصف أيضاً خمسة مدنيين، بينهم طفل وسيدة.

وشاهد مصور في «فرانس برس» في المكان طائرة حربية تلقي قنبلة على المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ الجمعة الماضي وعلى المعبر الحدودي مع تركيا فيها. وأورد المصور أن المقاتلة ألقت قنبلة على بعد أقل من ‬150 متراً من الحدود التركية، ما أثار الذعر في صفوف سكان المدينة الذين هرع بعضهم في اتجاه الحدود التركية طلباً للحماية.

ونقل العديد من الجرحى الى الاراضي التركية، وتحديداً الى مدينة جيلانبينار المجاورة في محافظة سانليورفا (جنوب شرق) حيث تحطمت نوافذ منازل عدة جراء عصف انفجار القنبلة.

وكانت وكالة أنباء الاناضول التركية اوردت النبأ، مشيرة الى مقتل أربعة سوريين على الاقل، وإصابة عدد آخر بجروح بينهم ‬20 في حال الخطر. وذكرت الوكالة ان القصف استهدف مصنعاً لإنتاج الاغذية يسيطر عليه مقاتلو المعارضة.

ونقلت الوكالة عن رئيس بلدية جيلانبينار الواقعة على الحدود مع رأس العين قوله إن هناك جرحى أيضاً في الجانب التركي «بسبب تناثر الزجاج جراء عصف الانفجار».

وفي وقت لاحق، ذكر المرصد السوري أن «طائرة حوامة تطلق النار من رشاشاتها على مدينة راس العين، وان مقاتلين على الارض يردون عليها»، مشيراً في الوقت نفسه الى تعرض المدينة لقصف مدفعي. وذكر قبل قليل ان طائرة حربية تغير مجددا على المدينة.

وفي شمال غرب البلاد، نفذت طائرات حربية خمس غارات جوية على مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من أكتوبر الماضي وتسعى القوات النظامية الى استعادتها، بحسب المرصد. وشملت الغارات مناطق اخرى في ريف ادلب.

وأفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة» في محيط معرة النعمان في بلدة حارم التي يسيطر المعارضون على بعض الاحياء فيها والقوات النظامية على اخرى.

وفي محافظة دير الزور (شرق)، افاد المرصد عن تعرض منطقة الجمعيات في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، أمس، لقصف بالطائرات الحربية التابعة القوات النظامية.

وفي محافظة الرقة (شمال)، نفذت طائرات حربية غارات جوية على بلدة دبسي عفنان بهدف «فك الحصار عن مبنى البلدية المحاصر منذ ثلاثة أيام»، بحسب ما ذكر المرصد.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان إن اشتباكات تدور في المدينة «بين الجيشين الحر والنظامي بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية للقوات النظامية الى البلدة».

وتعرضت مناطق في ريف دمشق لغارات من طائرات حربية، بحسب المرصد السوري، إضافة الى قصف مدفعي على بلدتي سقبا ودوما وبعض ضواحي العاصمة.

وقتل سبعة أشخاص في سقوط قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، حيث دارت اشتباكات عنيفة منذ صباح أمس، في حي التضامن المجاور للمخيم بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة. وذكر المرصد أن القوات النظامية اقتحمت بعض المناطق في الحي الذي استقدمت تعزيزات آلية تتضمن جنوداً ودبابات.

وفي محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن مقتل ما لا يقل عن ‬13 عنصرا من قوات الامن والجيش النظامي، أمس، «إثر كمين نصبه لهم مقاتلون من كتائب مقاتلة قرب بلدة حسياء جنوب مدينة حمص».