أردوغان يدعو إلى إصلاح الأمم المتحدة
دمشق مستعدة لتشكيل لجنة أمنية سورية ــ تركية

أبدت دمشق، أمس، استعدادها لتشكيل لجنة أمنية للتواصل المباشر بين سورية وتركيا بناء على اقتراح روسي، فيما تشهد الحدود بين البلدين توتراً متصاعداً، في وقت دعا فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى إصلاح الأمم المتحدة التي تقف موقف العاجز في سورية، مؤكداً أن مجلس الأمن الدولي «يفتقد العدالة».
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان، إنها ناقشت مع السفير الروسي في دمشق «استعدادها لإنشاء لجنة امنية سورية تركية مشتركة تتولى مهمة ايجاد آلية لضبط الاوضاع الامنية على جانبي الحدود المشتركة، في اطار احترام السيادة الوطنية لكل من سورية وتركيا».
ويعكس هذا الموقف «ترحيب سورية» بما اعلنه وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) امام مجلس الاتحاد الروسي في 10 أكتوبر الجاري، حول ضرورة اقامة آلية للتواصل الامني المباشر بين سورية وتركيا، بحسب ما جاء في البيان.
وشهدت العلاقات بين سورية وروسيا من جهة، وتركيا من جهة اخرى، توتراً في الايام الاخيرة، بعد إرغام انقرة، الاربعاء الماضي، طائرة سورية مدنية قادمة من موسكو على الهبوط لتفتيشها، واتهامها بنقل معدات عسكرية الى النظام السوري.
وردت دمشق بنفي هذه الاتهامات، في حين اكدت موسكو على لسان لافروف ان الطائرة كانت تنقل «معدات رادار مشروعة» بالكامل.
وكان لافروف شدد قبل حادثة الطائرة المدنية السورية، على ضرورة وجود «قناة تواصل مباشر» بين سورية وتركيا.
وقال للصحافيين في موسكو «تظهر التجربة انه في حال وجود توترات بين بلدين مجاورين، فالسبيل الافضل لتخطيها هو تأسيس قناة تواصل مباشر»، بحسب ما نقل عنه الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الروسية.
وأضاف «أعرف ان الطرف السوري مستعد لذلك، وأنا واثق بأن الطرف التركي مستعد ايضاً، ستسمح خطوة مماثلة على الاقل بإلغاء الشروحات والتفسيرات المحورة، نتطلع الى تشجيع شركائنا ليصبح الامر موضع التنفيذ».
وشهدت الحدود بين سورية وتركيا في المدة الاخيرة ارتفاعاً في حدة التوتر بعد تكرار حوادث سقوط قذائف مصدرها الجانب السوري على قرى حدودية تركية، ما دفع انقرة الى الرد بالمثل والتلويح بالتصعيد. كما قامت مقاتلة تركية، أول من أمس، بإبعاد مروحية سورية اقتربت من الحدود، وكانت مكلفة قصف بلدة عزمارين السورية التي سقطت في ايدي الثوار السوريين.
وفي اسطنبول، دعا أردوغان، أمس، إلى إصلاح الأمم المتحدة التي تقف موقف العاجز في سورية.
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية عن أردوغان قوله، إن «انعدام العدالة هو أحد الأبعاد المهمة للمشكلات العالمية، فمجلس الأمن وغيره من المؤسسات العالمية، تفتقد العدالة، ولا أحد يستطيع أن يقول إن الأمم المتحدة قائمة على أساس عادل»، مشدداً على أهمية إصلاح الأمم المتحدة لتأسيسها على مبدأ العدالة.
وقال إن «خمس دول فقط داخل الأمم المتحدة قولها معتبر، ومجريات العالم كله تعود لقرار هذه الدول، لكن ألا توجد وجهات نظر مختلفة عن هذه الدول؟ هل قراراتها تشمل العالم بأسره؟ لابد من إصلاح الأمم المتحدة».
وأضاف أن مجلس الأمن الذي نعتبره مؤسسة قادرة على تأسيس الأمن والعدالة «بقي تحت تأثير بعض الدول، وهم مع الأسف يحاولون أن يسيطروا على آلية اتخاذ القرار».
وتطرق أردوغان إلى الأزمة السورية، فأشار إلى وجود وضع مأساوي منذ 20 شهرًا، مضيفاً «ماذا فعل مجلس الأمن؟ اليوم في سورية قتل 30 ألف شخص بأعمار متراوحة دون تفريق بين مسن وشاب، وهناك أعداد كبيرة من اللاجئين تتجاوز 100 ألف».
وقال أردوغان إن الأمم المتحدة تقف موقف العاجز في سورية، و«موقفها عبارة عن منح الضوء الأخضر لنظام (الرئيس بشار) الأسد لكي يستمر في القتل والمجازر»، مضيفاً أن «مجلس الأمن لا يستطيع أن يضع سياسة فاعلة، فهو يفتقد شرعيته أمام المظلومين، العدالة حاجة للسوريين، وحق للسوريين، وليست حقاً للأسد».