مصرع 18 جندياً نظامياً بحمـص.. واشـتباكات عنيفة في أسواق حلب.. وقصف شـرق دمشق
30 قتيلاً بينهم 8 أطفال بـ «مجـزرة» للقوات السورية في سلقين
ارتكبت القوات السورية النظامية، أمس، مجزرة راح ضحيتها 30 شخصاً، بينهم ثمانية أطفال في غارة شنتها طائرة حربية على بلدة سلقين في ريف إدلب، فيما دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في الأسواق القديمة لمدينة حلب التي تعرضت أحياء عدة فيها إلى قصف عنيف، في حين قتل 18 جندياً نظامياً، في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص (وسط)، بينما قصفت القوات السورية الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق، واشتبكت مع مقاتلي المعارضة الذين يسعون الى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن 30 شخصاً، بينهم ثمانية أطفال، قتلوا في غارة شنتها طائرة حربية على بلدة سلقين في ريف إدلب شمال غرب سورية.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن القوات النظامية السورية قصفت سلقين واشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط البلدة.
وكان مدير المرصد رامي عبدالرحمن ابلغ «فرانس برس» في اتصال هاتفي ان «طائرة حربية شنت غارة على بلدة سلقين، وأن عدداً من الجثث مازالت تحت الانقاض».
وأشار إلى أن ثلاث سيارات اسعاف تركية وصلت الى معبر باب الهوا الحدودي الذي يبعد نحو خمسة كيلومترات عن البلدة، لنقل المصابين الى داخل الاراضي التركية. وبث ناشطون شريطاً مصوراً على موقع «يوتيوب»، يظهر رجلاً يبكي وينتحب امام شاحنة صغيرة وضعت في صندوقها جثث متفحمة وأطراف بعضها مقطعة. وسمع الرجل وهو يصرخ «يا الله ابني مات، يا محمد، يا الله»، قبل ان يغطي وجهه بيده ويتكئ الى حائط.
كما عرض شريط آخر جثث ثلاثة اطفال مضرجين بالدماء وممدة على قطعة قماش بيضاء في غرفة. وسمع صوت المصور يقول «واحد عشرة (الاول من أكتوبر) مدينة سلقين. ثلاثة اطفال من عائلة واحدة». وكان المرصد أفاد بأن القوات النظامية تحاول اقتحام البلدة. وأشار عبدالرحمن الى ان محاولة الاقتحام ترافقت مع اشتباكات مع مقاتلين معارضين «توقفت بعد الغارة».
من جهته، قال التلفزيون الرسمي السوري إن «الجهات المختصة تدمر عدداً من السيارات المزودة برشاشات دوشكا، وتقضي على مجموعة ارهابية مسلحة كانت تعتدي على المواطنين في مدينة سلقين بريف ادلب».
وفي مناطق سورية اخرى، قتل ستة اشخاص على الاقل، أمس، في قصف للقوات النظامية السورية على مناطق في محافظتي درعا (جنوب) وحمص (وسط)، بحسب المرصد الذي تحدث عن استمرار القصف والاشتباكات في احياء بمدينة حلب (شمال).
وقال المرصد إن «خمسة شهداء سقطوا اثر القصف الذي تعرضت له بلدة طفس (في درعا)، بينهم سيدة ووالدها ومقاتل من الكتائب الثائرة»، مرجحاً ارتفاع عدد الضحايا بسبب وجود عدد من الجرحى «ونقص المواد الطبية في البلدة».
وفي شريط بثه ناشطون على موقع «يوتيوب» قالوا انه للضحايا الذين سقطوا في طفس، أمس، بدا رجل وهو يتنقل بين عدد من الجثث مسمياً كلاً منها. ويقول الرجل في الشريط «على الرغم من هذه الجرو ح وهذه الدماء والقتل، ورغم ما يحدث في هذه البلدة، بإذن الله تعالى لن نتوانى ولن نتراجع، ولن نتخاذل عن تقديم كل ما نملك من دماء ومن جرحى ومن شباب ومن نساء ومن اطفال».
وفي حمص، قتل 18 جندياً نظامياً سورية على الاقل وجرح اكثر من 30 آخرين في كمين للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص (وسط)، بحسب المرصد. وقال المرصد في بيان «قتل ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية واصيب اكثر من 30 بجروح، وذلك اثر تفجير عبوات ناسفة وكمين لقافلة للقوات النظامية تضم حافلات وشاحنات وسيارات على طريق حمص – تدمر»، كما تعرضت منطقة الحولة وبلدة طلف لقصف عنيف من قبل القوات النظامية بحسب المرصد. وقتل رجل عند محاولة القوات النظامية اقتحام بلدة السمعليل في ريف المحافظة، بحسب المرصد.
وفي حلب، كبرى مدن شمال سورية، افاد المرصد بتعرض أحياء الشعار والحيدرية والصاخور ومساكن هنانو وطريق الباب والنصاري الشرقي للقصف، بحسب المرصد. وكانت أحياء الصاخور والشعار وسليمان الحلبي والكلاسة، في المدينة، تعرضت الليلة قبل الماضية للقصف، بحسب المرصد.
كما اشار المرصد الى «تعرض مبنى محافظة حلب للقصف بقذيفة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة، الامر الذي خلق حالة ذعر للموظفين وأُخرجوا من المبنى، وقطع الرابط بين ساحة سعدالله الجابري (وسط) والقصر البلدي».
ودارت، أمس، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في الاسواق القديمة لمدينة حلب، بحسب ما افاد مراسل «فرانس برس».
وذكر المراسل ان اشتباكات عنيفة بالاسلحة الرشاشة وقعت بين مقاتلين معارضين متحصنين داخل احد اقسام السوق المقابلة لقلعة حلب التاريخية، وجنود نظاميين موجودين خارجه، مشيراً الى تراجع حدتها في فترة بعد الظهر.
وأوضح المراسل أن الاسواق المدرجة على لائحة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتراث العالمي منذ ،1986 مازالت مهجورة منذ اندلاع النيران في اجزاء منها ليل الجمعة السبت الماضيين.
من جهته، قال محافظ حلب وحيد عقاد لـ «فرانس برس»، إن «الحرائق المفتعلة في سوق المدينة بحلب هي بسبب محاولة من قبل العناصر الارهابية المسلحة إعاقة تقدم الجيش العربي السوري، والتغطية على عمليات النهب والسرقة التي تعرضت لها المحال في هذه الأسواق».
وأضاف أن «عناصر الإطفاء حاولوا فور اندلاع الحرائق الوصول إلى الأسواق المحترقة لإطفاء النيران، حيث قاموا بمتابعة عملهم في المناطق التي استطاعوا الوصول اليها»، موضحاً ان احد هؤلاء «استُشهد نتيجة استهدافه بطلقة قناصة المجموعات الارهابية المسلحة». وبحسب التجار، لا وجود للقوات النظامية في داخل الاسواق، لكنها تقوم باطلاق النار من حواجزها العسكرية خارجها كحيي العقبة والعواميد التاريخيين، وحتى بالقرب من الجامع الأموي.
وقال أحد تجار الخيطان الذي تقدّر قيمة بضائعه بملايين الليرات السورية: «المشكلة الاكبر اننا لا نعلم شيئاً عما حل بمتاجرنا، وكل ما نعرفه سمعناه من الآخرين». وتعد الاسواق القديمة في حلب واحداً من المراكز الاساسية للتجارة في الشرق الاوسط، ويزيد عدد محالها على 1550 حانوتاً تؤلف 39 سوقاً تعد من أطول الاسواق المسقوفة في العالم، سميت أغلبيتها نسبة الى المنتج الذي تبيعه كالحبال والعباءات والعطارة.
وفي دمشق قال ناشطون ومقيمون إن القوات الحكومية السورية قصفت الاحياء الشرقية لدمشق، أمس، واشتبكت مع مقاتلي المعارضة. وأبلغ السكان عن سماع أصوات قذائف المدفعية الثقيلة. وقالوا إن العاصمة اهتزت بعد ساعتين نتيجة لانفجارات مدوية عدة، ربما كانت نيران المدفعية. وقال مقيم في حي العدوي بوسط العاصمة لـ«رويترز» في مكالمة هاتفية تخللها دويّ انفجارين «كل منها (الانفجارات) يبدو كأنه زلزال».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، إن قوات الاسد تستهدف المناطق الريفية حول أحياء الزمالكة وعين ترما على المشارف الشرقية لدمشق، والتي تمثل معاقل للمعارضة. وقال إن هجوم الجيش، أمس، جاء بعد أن مُنيت قوات الاسد بخسائر فادحة في المنطقة، أول من أمس،عندما تعرضت نقاط تفتيش عسكرية عدة للهجوم.