هل يخشى ‘نتنياهو’ انتقام ‘أوباما’ لدعمه ‘رومني’؟!!
أشارت تقارير صحفية عقب فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية إلى أن ‘إسرائيل في موقف دفاعي وتخشى انتقامًا محتملاً من أوباما’، وأن الحكومة الإسرائيلية وجدت نفسها في هذا الموقف بعدما تحدثت أحزاب المعارضة والمعلقون عن احتمال ‘انتقام’ الرئيس الأميركي ‘باراك أوباما’ من رئيس الوزراء ‘بنيامين نتنياهو’ بعد دعمه للمرشح الجمهوري الخاسر ‘ميت رومني’.
وحاول وزير المال ‘يوفال شتاينتز’ المقرب من نتنياهو دحض الاتهامات بالتدخل في الانتخابات، قائلاً للإذاعة العامة: ‘لم نتدخل في الانتخابات الأميركية وكنّا حذرين للغاية’.
وأضاف: ‘أولئك الذين ينشرون معلومات كاذبة عن التدخل الإسرائيلي في الانتخابات يضرون بمصالح إسرائيل’، في إشارة خصوصًا إلى رئيس الوزراء السابق ‘إيهود أولمرت’.
وكان أولمرت الذي يفكر بالعودة إلى السياسة عبر المشاركة في الانتخابات التشريعية في 22 يناير 2013، قال للجالية اليهودية في نيويورك بأن نتنياهو ‘خرق القواعد الأساسية التي تحكم العلاقات بين الدول’، بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
من جهتها نددت ‘زهافا جالؤون’ من حزب ميرتس اليساري ‘بتدخل بنيامين نتنياهو السافر في الانتخابات الأمريكية’ ووصفته ‘بالرهان غير المسؤول’.
ورد نتنياهو – في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية- قائلاً إن ‘بعض الأصوات بيننا تحاول افتعال خلاف مع الولايات المتحدة، لكنهم لن ينجحوا. سأواصل العمل من كثب مع الرئيس أوباما للدفاع عن مصالح إسرائيل’.
ولدى ‘نتنياهو ورومني’، اللذين يعدان من التيار اليميني في إسرائيل والولايات المتحدة، تقارب إيديولوجي يعززه انتماء رومني للديانة المورمونية التي تدعم في العادة اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وحاول سفير الولايات المتحدة في إسرائيل ‘دان شابيرو’ تهدئة الأجواء قائلاً للإذاعة أن ‘المعلومات حول رغبة في الانتقام لدى أوباما سخيفة’.
وتساءل المعلقون الإسرائيليون عن ‘الثمن’ الذي سيقوم أوباما بتدفيعه لنتنياهو قبل شهرين من موعد الانتخابات التشريعية التي ترتدي أهمية بالغة في إسرائيل.
وقالت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’: ‘نتنياهو راهن وسندفع نحن الثمن ‘بينما كتبت صحيفة ‘هآرتس’ بأن ‘لدى أوباما الآن أربعة أعوام لتصفية حساباته مع نتنياهو لدعمه المفتوح لميت رومني، لإضعافه أمام الكونغرس ولتجميد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بسبب الاستيطان وبسبب محاولاته تلقينه درسًا عن الملف الإيراني’.
من جهته رأى المعلق السياسي في الإذاعة العامة الإسرائيلية أن ‘الاختبار الأول للعلاقات بين نتنياهو وأوباما سيجري عندما يقدم الفلسطينيون طلبًا للحصول على صفة دولة غير عضو لفلسطين في الأمم المتحدة’.
وأضاف: ‘يأمل نتنياهو في أن يقوم الأمريكيون بالضغط على ‘محمود عباس’ للتخلي عن المشروع، لكن الرئيس الأمريكي سيطلب مقابل ذلك من رئيس الوزراء إبداء المرونة تجاه الفلسطينيين’. وسيتركز الاختبار الثاني حول البرنامج النووي الإيراني.
ووفقاً لعدد من المعلقين، فأن أوباما قد يحاول التفاوض على اتفاق مع طهران من دون وضع حد زمني لذلك بينما يتهم نتنياهو إيران بالدخول في المحادثات لكسب الوقت’.
وفي تحليل للسياسة الخارجية لواشنطن، قال دبلوماسي أمريكي تنقّل في أكثر من دولة في آسيا وأمريكا اللاتينية، خلال محاضرةً بجامعة إلينوي في شيكاغو، بعد يوم من إعلان فوز أوباما: إن أول تحد لأوباما سيكون في رده على توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة، وستكون هذه نقطة البداية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
وفي توضيح أكثر للصحف، عقب انتهاء المحاضرة، حول التحولات الجديدة في سياسة أوباما تجاه فلسطين وحل الدولتين والعلاقة مع نتنياهو بعد الدعم العلني الذي قدمه الأخير إلى رومني، قال: بالنسبة إلى أوباما، فإن العلاقات مع إسرائيل بشكل خاص غير مبنية على علاقة أفراد، أو مفهوم الحب أو الكره، لأن هذا تحليل سطحي، والعلاقة الشخصية لن تؤثر على العلاقات الاستراتيجية التي تحددها مجموعة من المؤسسات في الولايات المتحدة على رأسها الكونجرس ولوبيات الضغط المختلفة، علماً أن الانتخابات لم تغير كثيرًا في موازين القوى في الكونجرس، والمعادلة باقية على ما هي عليه، ولكن مع إمكانية الضغط النفسي الذي سيمارسه أوباما في قضايا تكتيكية وليست استراتيجية.