خبيران: البيئة الآمنة للاستثمارات والاستقرار يرفعان مستوى المعيشة في الدولة
«ميرسر»: دبي تتصدّر مؤشر جـــودة المعيشة «أوسطياً»
حلت دبي في المرتبة الأولى، أوسطياً، في «مؤشر جودة المعيشة»، وفي المرتبة الـ73 عالمياً، متقدمة مركزاً واحداً عن عام 2011 عندما حلّت في المرتبة الـ74 عالمياً، تلتها أبوظبي، محتفظة بترتيبها العالمي في المرتبة الـ78، بحسب شركة «ميرسر» للاستطلاعات وخدمات المعلومات في الشرق الأوسط
وتذيلت بغداد قائمة المؤشر للمدن «الأقل جودة للعيش»، لتحل في المرتبة 221 عالمياً، فيما حلت العاصمة السودانية، الخرطوم في المرتبة 217 عالمياً.
وحدد استبيان عام 2012 للشركة، بشكلٍ منفصل، المدن التي تتمتع بأعلى تصنيف في ما يتعلق بالسلامة الشخصية، استناداً إلى مستويات الاستقرار الداخلي، ومعدلات الجريمة، وفاعلية إنفاذ القانون والعلاقات الدولية، وشمل 221 مدينة حول العالم.
وقال خبيران إن الجاذبية التي تتمتع بها دبي تدلل على أوضاع سياسية مستقرة، وبيئة آمنة للاستثمارات، ما يرفع مستوى جودة المعيشة في الدولة عموماً، لافتين إلى مركز دبي المالي العالمي، ودوره في تعزيز سمعة الإمارة، فضلاً عن وجود تشريعات مشجعة لجذب الاستثمارات.
بنية تحتية
نيويورك مدينة معيارية
تجري شركة «ميرسر» للاستطلاعات وخدمات المعلومات في الشرق الأوسط، الاستبيان العالمي، لمساعدة الحكومات والشركات متعددة الجنسية على تعويض الموظفين بإنصاف، عند تكليفهم مهام في الخارج. ويُغطي «مؤشر ميرسر لجودة مستويات المعيشة» 221 مدينة، يتم تصنيفها جميعاً إزاء مدينة نيويورك الأميركية، باعتبارها المدينة المعيارية، وتستند التصنيفات إلى مؤشر لتسجيل النقاط. |
تفصيلاً، أظهر استبيان شركة «ميرسر» الذي حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، أن دبي حلّت في المرتبة الأولى أوسطياً، والـ34 عالمياً في «مؤشر جودة البنية التحتية»، الذي يعتمد على إمدادات الكهرباء، وتوافر المياه والهاتف وخدمات البريد، والنقل العام، وازدحام حركة المرور، والرحلات الدولية من المطارات المحلية، وذلك بفارق كبير على مدن المنطقة التي تراجع معظمها عن المدن الـ100 الفضلى، باستثناء العاصمة أبوظبي التي جاءت في المرتبة الـ72 عالمياً، والثانية أوسطياً.
وجاءت العاصمة العُمانية، مسقط في المرتبة الـ94 عالمياً، والعاصمة المصرية، القاهرة في المرتبة الـ95 عالمياً، والرابعة أوسطياً، فيما حلًت العاصمة القطرية، الدوحة في المرتبة الـ102 عالمياً، وتونس في المرتبة الـ103 عالمياً، والعاصمة البحرينية، المنامة في المرتبة الـ110 عالمياً، فيما جاءت العاصمتان العراقية، بغداد، واليمنية، صنعاء، في المرتبتين الأخيرتين وحلتا في المركزين الـ220، والـ219 على التوالي من حيث «جودة البنية التحتية».
مدن عالمية
على الصعيد العالمي، تصدرت مدينة فيينا النمساوية مؤشر «ميرسر»، تلتها مدينتا زيوريخ السويسرية، وأوكلاند النيوزيلاندية، في المركزين الثاني والثالث على التوالي، ثم ميونيخ الألمانية في المركز الرابع، فيما حلّت فانكوفر الكندية في المركز الخامس، وتراجعت مدينة دوسلدورف الألمانية مركزاً لتحل في المركز السادس، تلتها مدينة فرانكفورت الألمانية في المركز السابع، وجنيف السويسرية ثامنة، فيما جاءت مدينة كوبنهاغن الدنماركية في المركز التاسع، وتقاسمت كل من برن السويسرية، وسيدني الأسترالية المركز الـ10.
وأظهر الاستبيان أن الاضطرابات السياسية التي تشهدها دول عدة في المنطقة، أدت إلى زيادة المخاطر الأمنية لتلك الدول، خصوصاً أنها لاتزال تعاني العنف من خلال تظاهرات تحولت في بعض الأحيان إلى انتفاضات واسعة النطاق، وأدت إلى عدم الاستقرار في المنطقة.
وبين أن هذه الأحداث تركت آثارها في تراجع العديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمراكز أقل في جودة المعيشة، مثل سورية التي تراجعت بشكل كبير خلال العام الجاري مقارنة بأعوام سابقة.
جاذبية استثمارية
ولفت المؤشر إلى الجاذبية الاستثمارية التي تتمتع بها أسواق الإمارات، وما وصلت إليه من خلال بيئة استثمارية جيدة مدعومة بأطر تشريعية قوية تحمي الاستثمارات الأجنبية، حتى باتت واحداً من مراكز المال العالمية المؤثرة في خارطة الاستثمار، فضلاً عن التنوع الذي وفرته في المنتجات والفرص الاستثمارية.
وأفاد بأن الإمارات جاءت في المرتبة الثامنة عالمياً في النظر إلى الحكومة، وتحديد أولويات القطاع، فيما حلت في المرتبة الأولى عالمياً في تنفيذ حملات التسويق والدعاية الخاصة بالدولة والسياحة.
ملاذ آمن
بدوره، قال مدير الاستثمار في شركة «فرانكلين تمبلتون» الشرق الأوسط، محيي الدين قرنفل، إن «دبي أصبحت ملاذاً آمناً للاستثمارات الأجنبية، إذ تتمتع الإمارة بسوق مالية متنوعة، وقاعدة استثمارية ضخمة وعالمية، فضلاً عن قطاع سياحي مزدهر».
وأضاف أن «القطاع العقاري في دبي يوفر عائدات قوية»، لافتاً إلى أن انخفاض أسعار العقارات، وغيرها من الأصول العقارية، يعني أن الفرصة مواتية لاغتنامها في هذا القطاع مدفوعة بأسس سوقية صلبة.
وأكد أن «دبي أصبحت مركزاً للخدمات المالية في المنطقة، يربط بين الغرب والشرق، نظراً للعديد من العوامل منها الجاهزية التقنية، والدعم الكبير من مركز دبي المالي العالمي، الذي عزز بدوره من سمعة الإمارة».
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «غلفمينا» للاستثمارات، هيثم عرابي، إن «معظم الشركات العالمية اتخذت من دبي مقراً لعملياتها بالمنطقة في ظل قوانين جاذبة للاستثمارات، وسهولة الوصول إليها لإنجاز المعاملات في وقت قياسي»، مشيراً إلى أن «التشريعات في دبي مشجعة جداً لجذب الاستثمارات».
وأوضح أن «هذه الجاذبية تدلل على أوضاع سياسية مستقرة، وبيئة آمنة للاستثمارات، ما يرفع مستوى جودة المعيشة في الدولة عموماً، ويجعلها ملاذاً آمناً للأفراد وللاستثمارات». وأفاد بأن «دبي تتمتع ببنية تحتية قوية قادرة على استيعاب التعداد المستقبلي، بجودة عالية، فضلاً عن شبكة مواصلات تنوعت بشكل كبير، ودعمها بدء عمل (مترو دبي)»، لافتاً إلى أن دبي وضعت نصب عينيها التخطيط المستقبلي للمدينة.