تضم 1700 حيوان وتستقطب نصف مليون زائر سنوياً
مواطن يقيم حديقة حيوانات لأطفال الدولة
فكّر مواطن في تنفيذ مشروع اجتماعي تثقيفي رائد، يقدم المعرفة والتعلم والترفيه لأفراد المجتمع، خصوصاً الأطفال الذين يحظون باهتمام كبير من القيادة السياسية، فقرر إنشاء «حديقة حيوانات الإمارات»، التي تعد أول متنزه من نوعه يستهدف تثقيف وتشجيع زواره على الاهتمام بالبيئة والرفق بالحيوان، إذ تضم أكثر من 1700 حيوان ينتمي إلى 250 نوعاً وفصيلاً من مختلف أنحاء العالم، ما جعلها واحدة من أبرز المعالم الفريدة على مستوى الدولة.
وتبلغ مساحة «حديقة حيوانات الإمارات» التي تقع في منطقة الباهية في أبوظبي مليوناً و400 ألف قدم مربعة، ويتجاوز عدد زوارها أكثر من نصف مليون زائر سنوياً، ما جعلها في مقدمة الوجهات السياحية المثالية التي تقصدها الأسر المواطنة والمقيمة بصحبة أطفالها لقضاء يوم كامل بين جنباتها والاستمتاع بأنشطتها المتنوعة.
وتتيج الحديقة لزوارها فرصة رؤية أعداد كبيرة من الحيوانات في حظائر وبيوت تشبه أنماط حياتها في موطنها الأصلي، كما تساعد الأطفال على استكشاف بيئة الحيوانات عن قرب، عبر التفاعل المباشر مع مختلف الحيوانات الموجودة في الحديقة وإمكانية لمسها وإطعامها، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم، وتجري حالياً توسعات في الحديقة تشمل إنشاء حديقة خاصة بالفراشات، تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، فضلاً عن احتواء الحديقة على فصائل نادرة من الحيوانات المختلفة.
تطوير وتوسيع
أكد رئيس مجلس أمناء حديقة الإمارات للحيوان ومالكها، ناصر سالم لخريباني النعيمي مواصلة عملية توسيع وتطوير الحديقة، حتى تستكمل رسالتها الاجتماعية التي أنشئت من أجلها، لافتاً إلى أن من المنتظر افتتاح أقسام جديدة في الحديقة أمام الجمهور قريباً، منها إنشاء أول حديقة للفراشات على مستوى الشرق الأوسط، تضم نحو 2000 فراشة متنوعة، يمكن مشاهدتها بطرق مبتكرة تختلف عن النمط السائد في حدائق الحيوانات الأخرى، وركن خاصة بالنحل يكشف أسرار حياة النحل وكيفية بناء خلاياه، وركن خاص بالمحار بأنواعه كافة، فضلاً عن وجود قرية تراثية تعبر عن أصالة وتنوع الحياة البرية في الإمارات وما تحتويه من جمال وخيل وأنواع مختلفة من الحيوانات. |
ويقول رئيس مجلس أمناء حديقة الإمارات للحيوان ومالكها، ناصر سالم لخريباني النعيمي، إن فكرة إنشائها جاءت انطلاقاً من شعوره بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الدولة ومجتمعه، وإيمانه بأن كل فرد يقع عليه عبء رد الجميل لهذا الوطن، لذا سعى جاهداً إلى تنفيذ مشروع اجتماعي تثقيفي رائد، يقدم المعرفة والتعلم والترفيه لأفراد المجتمع، خصوصاً الأطفال الذين يحظون باهتمام كبير من القيادة السياسية، فقام بإنشاء هذه الحديقة على نفقته الخاصة في عام 2008، بهدف خلق بيئة طبيعية ذات بعد اجتماعي وثقافي وإنساني، ومد جسور التواصل بين أفراد المجتمع والبيئة، وتوطيد العلاقة بين الإنسان والطبيعة والبيئة الحيوانية والنباتية.
وأفاد النعيمي بأن مشروعه ليس استثمارياً أو يسعى إلى تحقيق أرباح من ورائه، وإنما يمثل رسالة اجتماعية وإنسانية تعبر عن روح الانتماء والفخر لهذا الوطن، ويعزز فكرة العمل الاجتماعي التطوعي، إذ هدف من خلاله إلى ربط الأطفال بالبيئة وتعريفهم عن قرب بالحيوانات، وتشجيعهم على الحفاظ على البيئة، وغرس قيّم الاهتمام بالحيوانات الأليفة والعناية والرفق بها، وتقليص الفجوة التي أحدثتها أنماط الحياة العصرية بين الطفل والحيوان.
ولفت إلى أن حديقة الإمارات للحيوانات لعبت منذ تأسيسها دوراً ريادياً في الحفاظ على البيئة والحيوان، عبر احتضانها العديد من الفعاليات والأنشطة المعنية بالطفل، إضافة إلى دورها في تثقيف وتشجيع الأطفال على الاهتمام بالبيئة والرفق بالحيوان، وإيجاد فرصة للتواصل والتفاعل مع مكونات البيئة.
وأشار إلى إنه حرص على جلب أنواع وسلالات متنوعة من الحيوانات المنتشرة على مستوى العالم، بما يتناسب مع الطبيعة المناخية للدولة، مبيناً أن الحديقة تضم أقساماً مختلفة للحيوانات البرية النادرة والمفترسة والأليفة والطيور والأسماك، كما تضم أكبر بيت للزواحف والبرمائيات على مستوى الدولة، وحديقة أطلق عليها «المحيط»، تضم مختلف الأنواع من أسماك المحيطات، ومجموعة من الحيوانات النادرة، مثل النمر الأبيض والحمار الوحشي والزرافة وغيرها.
ولفت إلى الجهد الكبير الذي بُذل في تصميم وتنسيق الحديقة، إذ تم تصميم ديكوراتها لتعبّر عن البيئة البرية، وتم توفير استراحات ومطاعم أضافت أجواء ترفيهية جذابة للزوار، كما تم تصميم مداخلها ومخارجها بما سهل حركة الزوار بين أرجائها، فضلا عن توفير مناطق خاصة للألعاب الترفيهية واماكن تسوق، وتم إنشاء فندق مطل على الحديقة يستمتع رواده بإطلالة طبيعية على حيوانات الحديقة.
وأضاف أنه حرص على وجود مشرفين ومتخصصين على مستوى عالٍ في علوم الحيوان والحدائق، لرعاية الأنواع المختلفة من الحيوانات، وإرشاد الزوار وتعريفهم بأسماء وسلالات تلك الحيوانات، مشيراً إلى أن الحديق شهدت أخيراً مجموعة من التوسعات، وزيادة أنواع وأعداد الحيوانات، وتحظى بإقبال كبير من طلبة المدارس والأطفال بوجه عام.
وذكر النعيمي أن حديقة الامارات للحيوانات حملت عند إنشائها في عام 2008، اسم حديقة حيوانات العائلة والأطفال «كيدز بارك»، وتم تغيير اسمها تماشياً مع رؤية حكومة دولة الإمارات، بالارتقاء بالعاصمة أبوظبي، ووضعها في مصاف المدن السياحية العالمية، من خلال الحفاظ على البيئة، وتعزيز الحياة البرية في الدولة، واحتفالاً باليوم الوطني للدولة.
وتضم الحديقة 1700 حيوان، منها زوج من النمور البيضاء، ودب سيبيري عمره 31 عاماً ويزن 300 كيلوغرام، وأسود وفهود صيّادة، وأعداد كبيرة من حيوانات حمار الوحش في حظائر «للضواري»، و«الحيوانات البرّية» داخل الحديقة.
وتستخدم «حديقة الإمارات للحيوانات» نظام الضباب المائي في كلّ أنحاء الحديقة، بحيث يضمن توفير أجواء مناسبة للحيوانات والقائمين عليها أثناء أشهر الصيف.
كما تشهد الحديقة عملية توسعة كبيرة، وإضافة العديد من المرافق، ما يعزز من جاذبية الحديقة، ويرتقي بالخدمات المقدمة، ويضفي جواً من المتعة والتسلية بالنسبة إلى الزوار، إذ عملت إدارة الحديقة على تغيير موقع المدخل الرئيس للحديقة، بما يتناسب مع هذه التوسعات الهائلة، مع إنشاء أحدث متجر للمقتنيات التذكارية في الدولة، وحلاق للأطفال، وعيادة أسنان للأطفال، وأقامت 35 شاليهاً مجهزاً على أحدث طراز، مع الإطلالة فريدة على الحيوانات، فضلاً عن حديقة بحرية مغطاة، ومنطقة للألعاب الإلكترونية، ومنتجع حديقة الإمارات، وفندق، وقرية تراثية، ومدرسة للفروسية، والعديد من المطاعم العالمية.