خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
السلام عليكما ورحمة الله وبركاته،
لم أتصور أنني سوف أخاطبكما في يوم من الأيام من خلال موقعي هذا، فأنا هنا أكتب ما يخطر على بالي في شؤون بلادي الكويت.. أكتب بحرية تامة وأقول ما يرشدني إليه عقلي وما تدفعني إليه محبة وطني. لكن يتردد هذه الأيام في الكويت أنكما تآزران (الحكومة)هنا وتشجعانها على التخلص من مساحة الحرية النسبية التي ننعم بها.. ويتردد أيضا أن موقفكما هذا يأتي تحت تأثير قناعة مستقرة لديكما بأن أجواء الحرية السياسية النسبية في الكويت تهدد الاستقرار السياسي في دول مجلس التعاون، وأنه لابد من تقييد هذه الحرية كيلا تختلط بنسمات الربيع العربي.
وقد تكون هذه الأخبار المتداولة دقيقة تماما وقد تكون عكس ذلك، وفي كل الأحوال أرغب في تنبيهكما إلى مسألة أراها في غاية الأهمية لنا في الكويت ولكما في السعودية والإمارات كما هي مهمة في باقي دول مجلس التعاون.
مضى على “ديمقراطية” الكويت نحو خمسين عاما.. ومع ذلك لم تنتقل هذه “الديمقراطية” إلى بلديكما.. ربما هناك عيوب وأوجه خلل في ممارستنا البرلمانية.. عيوب جعلت “ديمقراطيتنا” غير قابلة “للتصدير”، لكن ألفت انتباهكما إلى أن ما يجري في الكويت اليوم هو من قبيل “حركات التغيير”، وقد اتسع نطاق الحراك السياسي الشعبي، وهاهي المسيرات الضخمة تنطلق، وقد أسقط الشعب كل حواجز التعبير عن الرأي.. وفي المقابل بدأت (الحكومة) باستخدام القوة وحبس المعارضين.. ربما يروق لكما هذا الأسلوب، وربما لهذا السبب قيل أنكما تشجعان على المضي قدما في هذه السياسة الجديدة، لذلك وجدت أنه من المهم أن أنبهكما إلى أنه إذا كانت “ديمقراطية” الكويت قد فشلت في الانتقال إلى بلديكما خلال العقود الخمسة الماضية، فإن انتقال حركة التغيير والمسيرات والمظاهرات والاحتجاجات أسهل بكثير، ولن يستغرق الأمر وقتا طويلا. إن جلسات مجلس الأمة الكويتي والصحافة الكويتية لم تعد مغرية للمتابعة في دول مجلس التعاون، لكن المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات سوف تحظى حتما بمتابعة كثيفة في الخليج، وهو ما يساعد على سرعة انتقالها.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
نحن في الكويت لسنا في خصومة مع آل صباح إطلاقا.. لكننا نعمل من أجل الحفاظ على حقوقنا كشعب وعلى ثرواتنا الوطنية وعلى كرامتنا.. وليس بيننا من يريد إسقاط النظام، فسقف التغيير الذي نسعى إليه لا يتجاوز الدستور، وليس لدينا “فوبيا” من “الاخوان المسلمين” ولا القبائل..
نحن في الكويت نؤمن أن الأمة هي مصدر السلطات لا الشيوخ ولا الأمراء..
نحن في الكويت نؤمن أن الثروة الوطنية ملك الشعب لا ملك الشيوخ ولا الأمراء..
نحن في الكويت نؤمن أن الحاكم لدينا هو مجرد رئيس دولة يمارس سلطاته وفق الدستور لا ولي أمر يحكمنا باسم الدين..
نحن في الكويت نؤمن أن الحرية قيمة إنسانية لا يمكن لشيخ أو أمير أن يصادرها..
نحن في الكويت لا نقبل بالقمع..
نحن في الكويت لا نؤمن بنظرية “السيف والمنسف”..
نحن في الكويت نحب شيوخنا حتى وإن اختلفنا معهم..
ولا أظن أن قناعات الشعب السعودي أو الشعب الإماراتي تختلف عما سبق.
لذلك كله، أنبهكما بكل الحب والتقدير، إلى أن المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في الكويت لا تحتاج إلى خمسين عاما كي تنتشر في الخليج.. بل ربما تحتاج إلى أسابيع قليلة!
وفقما الله وأرشدكما إلى الخير والصلاح.
الحرية لمسلم البراك.. الحرية لمسلم البراك.. الحرية لمسلم البراك.. الحرية لمسلم البراك.