يحكى ان الكاتبة الكويتية ليلى عبدالله العثمان ، كانت قبل عدة سنوات تقضي مشوار في منطقة حولي ، واضطرت للوقوف صف ثان، ما قد يسبب في تعطيل حركة السير ، فجاءها شرطي ، وقال لها ليش واقفة بهذه الطريقة ، هو شارع ابوك ! فاستفزها هذا السؤال ، فقالت له نعم هو شارع أبوي، فهم بمخالفتها ، فطلب اجازتها ودفترها ، وعندما قرأ الاسم ، عرف بأنها لم تكذب ، فهي كانت تقف بشارع عبدالله العثمان والدها ! فقال لها الشرطي أي والله شارع ابوك ، فضحك على الموقف ولم يخالفها ، لكنها أصرت وقالت له بأنها خالفت قوانين المرور ، وبانها تعرف مدير المرور شخصيا واذا لم يخالفها فإنها ستذهب إليه شاكية !
العام الماضي كتبت مقالا جاءت فيه هذه الفقرة (محافظ البنك المركزي، الذي يريد بأي طريقة ان يضع اسمه على العملة الورقية حتى لو بو ربع دينار) يوم امس وبعد مشاهدتنا للعملة الورقية الجديدة ، تأكد حدسنا بأن الرجل نرجسي لدرجة مخيفة وغريبة ، دعوا عنكم ، النواحي الأمنية وتطورها في عالم العملات ، ودعوا عنكم أن اصدار إصدارات جديدة لعملة أي بلد هو امر اعتيادي وطبيعي ، ودعوا عنكم بأن الكويت محتاجة بشدة لتغيير عملتها بأسرع وقت ، انا اريدكم بأن تقارنوا بين العملات الحالية الموجودة بين ايديكم ، وبين صور العملات الجديدة ، المنشورة اليوم في جميع الصحف ، والتي وضع اسمه عليها ووقعها محافظ البنك ، وحقق هدفه منذ اليوم الأول لتوليه المنصب ، وهو ما كتبناه هنا منذ اشهر طويلة !
قارنوا بين (مكان) اسم وتوقيع المحافظ في العملات القديمة (اسفل العملة) وبين مكان توقيع الحبيب بالعملات الجديدة ! نعم اسم وتوقيع المحافظ (اعلى العملة) وبجانب شعار الدولة!! لا يجي واحد يتفلسف ويقول شغلة امنية ، كان من الممكن وضع التوقيع في أي مكان بالعملة ، لكن النرجسية مصيبة !
هذا تاريخ وتوثيق ، وكما استحق المحسن الكبير عبدالله العثمان بأن تخلد ذكراه بشارع باسمه تمر فيه بعد سنوات ابنته ليصادفها الموقف الذي رويناه ، سيأتي يوم ويقال لابن المحافظ أو احفاده ، عن عملتنا الوطنية ، ليش هي فلوس ابوك؟! أي فلوس ابوي وهذا اسمه وتوقيعه عليها !!