يوم أمس تذكرت أحد مشاهد مسرحية (باي باي لندن) التي عرضت بداية الثمانينات، وهو المشهد الذي تنكرت فيه الراحلة مريم الغضبان، بشخصية مندوبة شركة المطاط الافريقي، لكي تعرض على زوجها بالمسرحية الكبير عبدالحسين عبدالرضا، شراء غابة من المطاط ! وعندما بدأ يدقق فيها، قال لها بأن الشاصي نفس شاصي زوجته، ولكنه يجب ان يدقق على رقم المحرك!!
… سبب تذكر المشهد المانشيت المنشور بالصفحة الأولى لإحدى الصحف الزميلة يوم امس حيث كتب المحرر بالخط العريض ( المبارك الى الصين في زيارة اقتصادية فاعلة ) حيث كان يتحدث عن الزيارة التي من المفترض بأن يبدؤها سمو رئيس الوزراء الى الصين اليوم، وقصة فاعلة، ودي اصدقها وودي ان تكون حقيقة على ارض الواقع، فلا يوجد انسان عاقل سوي لا يتمنى الخير لبلاده، لكن ودي.. وودي والهواء ضدهم وضدي!
فكلنا نذكر بما ان المشاهد تجر بعضها البعض، في الماضي القريب جدا، زيارة سمو رئيس الوزراء السابق،الى اسيا، وكيف كانت المانشيتات، اقوى بكثير من مانشيت فاعلة، بل صحونا ذات يوم على مانشيتات، تقول بأن الكويت وأهلها سوف يحتكرون تجارة العيش البسمتي بالعالم ! لأن سمو الرئيس اشترى لنا غابات ومزارع عيش، في دول اسيا والشعب بدأ يحلم ببرياني اللحم، وكبسة الدجاج للاخوة المزدوجين !
ووصلنا لمرحلة في وقتها، بأننا كلما قرأنا أو شاهدنا الرسائل الإخبارية الواردة عبر الأقمار الصناعية والمعروضة عبر نشرات اخبار تلفزيون الكويت، نردد لا شعوريا، الاغنية الوطنية العظيمة، للرائعة الجميلة سناء الخراز (عيّدي يا بلادي وانشدي بأعيادي) وفجأة طارت الفرحة وطارت البسمة وتبخرت المانشيتات، وطلع الحكي ببلاش ! ودار دولاب الزمان ليأتي رئيس جديد بحقبة جديدة، ويسافر الى اسيا في جولة سياحية اقصد اقتصادية، فتعاد القصة اعلاميا عن إنجازات كبرى، ومفاجآت تنموية قادمة بسكة القطار ………. وعيّدي يا بلادي !!