بهدف استقطاب 20 مليون زائر ومضاعفة الإسهام السنوي لقطاع السياحــة في اقتصـاد الإمــارة إلى 300 مليار درهم
محمد بن راشد يعتمد «رؤية دبي الســـياحية 2020»
«رؤية دبي 2020» تهدف إلى رفع إسهام القطاع السياحي في اقتصاد الإمـــارة 3 أضعاف. الإمارات اليوم
اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رؤية دبي 2020 لتطوير القطاع السياحي، متضمنة سلسلة من الأهداف الطموحة، من أبرزها زيادة التدفقات السياحية إلى دبي، وصولاً إلى 20 مليون سائح بحلول مطلع العقد المقبل، وكذلك مضاعفةالإسهام السنوي للقطاع السياحي في الاقتصاد المحلي لدبي إلى ثلاثة أضعاف ما يتم تحقيقه حالياً من عائدات، وصولاً إلى 300 مليار درهم.
من جهتها، أفادت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي بأنها ستعمل على تحقيق الرؤية عبر جانبين يقومان على توسيع عناصر الجذب السياحي، وتوسعة استراتيجية التسويق لتشمل عدداً أكبر من السائحين.
إلى ذلك أفاد خبراء ومسؤولون عاملون في قطاعات الطيران والسياحة والفنادق، بأن من شأن رؤية دبي 2020 السياحية ان تعزز مكانة الإمارة وجهة سياحية عالمية، مبدين استعدادهم لدعم هذه الرؤية بالسبل كافة.
مكانة عالمية
3 محاور
تبنت «رؤية دبي 2020» ثلاثة محاور رئيسة لزيادة جاذبية الإمارة وجهة سياحية: المحور الأول: دبي وجهة رائدة عالمية للسياحة العائلية ستلعب دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي دوراً محورياً في تنسيق الأنشطة السياحية مع الشركاء في القطاع لتوسيع مناطق الجذب الحالية، والفعاليات والتجارب السياحية التي تلبي احتياجات العائلات. وسيشمل ذلك ابتكار باقات مصممة خصيصاً للعائلات للاستفادة القصوى من المقومات السياحية لدبي، تشمل المدينة، وصحاريها، وشواطئها، وبيئتها البحرية، وذلك من خلال التسويق الفعال للمواقع التاريخية والتراثية، والمرافق والمنشآت الرياضية العالمية المستوى، والقدرات الكبيرة في قطاع الرحلات البحرية. المحور الثاني: دبي وجهة للفعاليات سيجرى العمل على ضمان تحول دبي من مركز إقليمي لاستضافة الفعاليات إلى وجهة للترفيه والفعاليات العالمية، وكجزء من هذا التوجه، تم ضم كل من مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري ـ الجهة المنظّمة لمهرجان مفاجآت صيف دبي ومهرجان دبي للتسوق ـ وجدول فعاليات دبي، إلى دائرة السياحة والتسويق التجاري أخيراً. وستواصل الدائرة العمل عن قرب مع اللجنة الوطنية العليا لاستضافة إكسبو الدولي 2020، لدعم وتعزيز ملف استضافة دبي لهذا المعرض العالمي، كأول مدينة تحظى باستقطابه على مستوى منطقة جغرافية شاسعة تشمل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا. المحور الثالث: دبي وجهة للأعمال يشكل الاهتمام بسائحي الأعمال المحور الثالث في توجهات «سياحة دبي»، فمع هذه الاستراتيجية ستعمل الدائرة على وضع خطط لترسيخ مكانة دبي وجهة للأعمال، فدبي تعد حالياً عاصمة لسياحة الحوافز والمؤتمرات والمعارض على مستوى المنطقة، وستعمل دائرة السياحة بالتعاون مع شركائها في هذا القطاع على النهوض بسياحة الأعمال للتأكد من أن دبي هي الوجهة الأكثر فاعلية للقيام بالأعمال التجارية، واعتماد منهج موحد لخدمة سائحي الأعمال والترفيه. |
وتفصيلاً، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بهذه المناسبة، أن «الإمارات نجحت في تأكيد مكانتها على خارطة السياحة العالمية، وأوجدت لنفسها موقعاً بين أشهر المقاصد السياحية التي يفد إليها الزوار من جميع أنحاء العالم، إذ قطعت بلادنا شوطاً طويلاً في مجال تطوير قدراتها السياحية، مدعومة في ذلك بسلسلة من المبادرات التنموية الطموحة والمشروعات النوعية التي شكّلت ركيزة قوية للانطلاق بخطى واثقة نحو المستقبل»، مشيراً إلى أنه «على الرغم من كفاءة البنية الأساسية وقدرتها الاستيعابية العالية والنوعية الممتازة من الخدمات الراقية التي توفرها البلاد لكل زوارها، تبقى حتمية مواصلة عملية التطوير قائمة لمواكبة متطلبات السوق العالمية، مع رصد متغيراتها بعين واعية، بغية الحفاظ على المكتسبات المتحققة واستشرافاً لآفاق جديدة من الإنجاز والتميز في هذا القطاع الاقتصادي الحاشد بالفرص».
ونوّه سموه بدور قطاع السياحة مصدراً اقتصادياً مهماً، وما تعوّله البلاد عليه من آمال، وما جمعت له من إمكانات ترسّخ لريادتها فيه على المستوى الإقليمي، وتمكّنها من المنافسة بقوة في مضماره على المستوى العالمي»، مؤكداً أن «المقومات السياحية المتطورة في دبي أكسبتها سمعة عالمية ناصعة كأحد أهم المقاصد السياحية، والدليل على ذلك الزيادة المطردة في أعداد السائحين، إذ تمكنت دبي خلال السنوات الثماني الماضية من مضاعفة عدد السائحين من خمسة ملايين إلى 10 ملايين سائح سنوياً، ما يدفعنا للاعتقاد بقدرتنا على تحقيق مستويات أكبر من التدفقات السياحية إلى بلادنا، لاسيما أن المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ مجموعة من المشروعات التي ستمثّل عوامل جذب جديدة، وستفتح المجال أمام استيعاب أعداد أكبر من الزوار».
إنجاز ملموس
وقال سموه: «نحن ندرك أن الأهداف طموحة، لكن الأهم من الطموح هو معرفة السبيل إلى تحويله إلى إنجاز ملموس على الأرض، إننا على ثقة كاملة بقدرة دائرة السياحة والترويج التجاري على التصدي لهذه المهمة باقتدار، في ضوء ما حققته من إنجازات ونتائج إيجابية، لكن في الوقت ذاته يجب أن نتذكر أن قطاع السياحة هو قطاع خدميّ عريض، لا يمكننا أن نحصر مسؤولية تطويره في جهة بعينها، وإن كانت ستتحمل الجانب الأكبر من هذه المسؤولية؛ فأنا أرى الجميع شريكاً في دعم توجهات تطوير قطاع السياحة في دبي ضمن منظومة عمل مشتركة تتضافر فيها جهود الدوائر والمؤسسات الحكومية في إطار وحدة الهدف نحو تعزيز قدراتنا الاقتصادية الكليّة، كما نتوقع أن يكون لشركاء الحكومة في القطاع الخاص دور مماثل في دعم هذه الرؤية في إطار الشراكة التي أسسنا لها منذ عقود كأحد أسس منهج العمل في بلادنا، ونحن نعتز بهذه الشراكة ونكرّس لها جميع المقومات اللازمة لإنجاحها».
أهداف طموحة
وتُظهر الرؤية التي وضعتها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تصوّر الدائرة لما يجب أن يتم اتخاذه لتتمكن المدينة من مضاعفة أعداد السائحين من 10 ملايين سائح عام 2012 إلى 20 مليون سائح بحلول عام 2020، ورفع الإسهام السنوي لقطاع السياحة في الاقتصاد المحلي لدبي إلى ثلاثة أمثالها، في الوقت الذي أظهرت دراسة، صدرت أخيراً، أن المساهمة الحالية للقطاع تبلغ نحو 100 مليار درهم.
وقال المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، هلال سعيد المرّي، إن «الاستراتيجية التي تقف خلف رؤية دبي 2020 لتطوير القطاع السياحي، ستوضح كيفية زيادة طاقات وقدرات القطاع السياحي، الذي يُعد ركيزة أساسية في نجاح المدينة وتنوعها ونموها الاقتصادي».
وأضاف: «تعتمد الرؤية على جانبين مهمين، أولهما: توسيع عناصر الجذب السياحي التي نقدمها عبر الفعاليات والمعالم السياحية والبنية التحتية والخدمات والباقات الترويجية، وتعزيز تجربة الزوار منذ وصولهم وحتى مغادرتهم؛ وثانيهما: تكييف استراتيجيتنا التسويقية من أجل ترويج دبي وجهة جاذبة بين عدد أوسع من السائحين، وزيادة هذا الترويج لضمان، ليس فقط مواصلة رفع الوعي بمكانة دبي وجهة سياحية، وإنما لإقناع السائح باتخاذ قراره بالزيارة والحجز فعلياً لهذه الغاية أيضاً»، لافتاً إلى أن «هناك مجموعة من المبادرات سنضعها موضع التنفيذ في المناطق التي يمكن فيها أن نعمل معاً لجذب مزيد من السائحين إلى دبي، وتشجيعهم على البقاء فترة أطول، وإنفاق المزيد خلال فترة إقامتهم».
وتابع أن «دورنا في الدائرة هو تيسير عملية النمو، وتعزيز الروابط وتعميق أواصر التواصل بين الشركاء الرئيسين في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص مع أقرانهم من الأطراف الفاعلة خارج دبي، حتى يتسنى لنا تقديم هذه الرؤية».
تحقيق الهدف
وبحسب رؤية 2020 السياحية، فإن هدف زيادة أعداد السائحين إلى 20 مليون سائح سيتحقق من خلال تلبية عدد من الأهداف تتلخص في الحفاظ على حصة دبي الحالية في جميع الأسواق السياحية المصدّرة، إذ إن العوامل الاقتصادية والديموغرافية تؤثر في زيادة السياح القادمين، وتالياً فالحفاظ على حصة دبي الحالية سيزداد تلقائياً خلال السنوات المقبلة، إذ يؤدي النمو الطبيعي إلى زيادة أعداد السائحين، وثانياً رفع مستوى الوعي والإقناع لدى السائحين في عدد من الأسواق المصدّرة التي ترى الدائرة فيها إمكانية كبيرة للنمو مثل أميركا اللاتينية والصين والاقتصادات الناشئة في إفريقيا، وثالثاً العمل على رفع عدد مرات زيارات السائحين، ما يحدث تأثيراً ملحوظاً في الحركة السياحية في المدينة.
وسيؤدي تحقيق هذه الأهداف، وزيادة متوسط مدة الإقامة البالغة 3.76 أيام حالياً، وزيادة الإنفاق من قِبل السيّاح، إلى رفع الإسهام الاقتصادي للسياحة في الناتج المحلي الإجمالي في الإمارة إلى ثلاثة أمثالها.
تجربة متميزة
وقال المري: «دبي تقدم للسائح تجربة لا يمكن لمدن أخرى أن توفرها، إذ تمتلك مجموعة من المعالم السياحية العالمية المهمة مثل: برج خليفة، برج العرب، جزيرة النخلة، فندق أتلانتس، إضافة إلى أفضل مراكز التسوق في العالم، والبنية التحتية المتطورة للغاية، التي تشكل في مجملها محوراً لاستقطاب السائحين من مختلف دول العالم، كما تحتضن دبي مجموعة سلاسل من أفضل فنادق العالم، وثاني أكثر مطارات العالم كثافة في أعداد المسافرين، وشركة طيران عالمية، ويدعم استمرار تطور دبي وجهة سياحية، ذلك التنوع الذي تشتهر به»، مشيراً إلى أنه «من جهتنا سنعمل على ضمان أن كل سائح متوقع زيارته لدبي سيكون لديه المعرفة العميقة ومجموعة من التجارب التي يمكنه أن يتمتع بها عند قضائه إجازته في الإمارة».
ويُعدّ الإعلان عن إطلاق رؤية دبي 2020 لتطوير القطاع السياحي بمثابة إشارة البدء لمرحلة جديدة من العمل ستسهلها دائرة السياحة والتسويق التجاري بالتواصل مع شركائها في الدوائر الحكومية لشرح تفاصيل خططها للشركاء في القطاع السياحي بدبي، وكذلك أسواقها الرئيسة المصدّرة خلال الأسبوع الجاري أثناء المؤتمر العربي للاستثمار الفندقي، وسوق السفر العربي 2013.
قطاع الطيران
من ناحيته، قال الشيخ ماجد المعلا، نائب رئيس أول طيران الإمارات للعمليات التجارية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران: «لعبت (طيران الإمارات) دوراً رئيساً في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منذ مطلع الألفية الثالثة بالوصول بزوار دبي إلى 10 ملايين خلال 10 سنوات، ونحن على ثقة تامة بقدرة دبي على مضاعفة هذا الرقم بحلول عام 2020، وسنواصل العمل للمساهمة في تحقيق هذا الهدف، من خلال الاستمرار في توسيع الأسطول والشبكة، وربط دبي بأكبر عدد من العواصم والمدن الرئيسة حول العالم».
وأضاف «وصل تعداد أسطولنا اليوم إلى 200 طائرة، ولدينا طلبيات بنحو 200 طائرة أخرى سنتسلمها على مدى السنوات الخمس المقبلة، وتشغل (طيران الإمارات) رحلاتها من دبي إلى أكثر من 130 مدينة في 77 دولة عبر قارات العالم الست، وسافر على متن طائراتنا في العام الماضي أكثر من 34 مليون راكب، ومع استمرار زيادة أعداد الطائرات واتساع شبكة خطوطنا، فإن أعداد الركاب ستواصل ارتفاعها بمعدلات تراوح بين 10 و15٪ سنوياً في العشرية الحالية».
وتابع «سنكون قادرين على تلبية الطلب، ونقل النسبة الأكبر من الزوار من مختلف دول العالم إلى دبي، إلى جانب شركات الطيران التي تعمل عبر مطار دبي الدولي والتي يزيد عددها على 150 ناقلة جوية عالمية وإقليمية.
بدوره، أفاد الرئيس التنفيذي لـ«فلاي دبي»، غيث الغيث، بأن «(فلاي دبي) لعبت دوراً محورياً في دعم النمو الاقتصادي في الإمارة من خلال فتح آفاق وخيارات جديدة لتسهيل الحركة التجارية والسياحية من خلال ربط الإمارة بأسواق بحاجة إلى المزيد من خيارات السفر، أو تلك التي عانت نقص أو غياب الرحلات المباشرة، الأمر الذي مكننا من تعزيز حضور دبي وتقوية روابطها الاقتصادية مع أسواق متنامية».
مركز عالمي
من جهته، قال رئيس مجلس تنظيم الفعاليات والمهرجانات، محمد العبار، إن «النجاح الكبير الذي حققته دبي في قطاع السياحة، الذي مكنها من أن تصبح مركزاً عالمياً للسياحة والأعمال، هو ثمرة للتعاون والعمل المشترك بين الحكومة والقطاع الخاص، إذ نسعى إلى توفير تجربة متميزة ومتكاملة لضيوفنا».
وأضاف «يشكل قطاع السياحة إحدى الركائز المهمة في اقتصاد الإمارة، إذ يستفيد ويسهم القطاع في آن معاً في تنمية قطاعات أخرى في اقتصادنا المحلي، بما في ذلك الطيران والتجارة، وخدمات الضيافة والفنادق، وقطاع التجزئة»، مشيراً إلى أن «رؤية دبي 2020 لتنمية القطاع السياحي تعد تطوراً طبيعياً لمبادرات التنمية والتطوير الاقتصادي التي تشهدها الإمارة اليوم، وستسهم هذه الرؤية في تعزيز خطط التنمية الاقتصادية المستقبلية.
وأوضح «في إطار سعينا لدعم الجهود الهادفة إلى تحقيق رؤية 2020، سنعمل على الارتقاء بقطاع المناسبات والفعاليات لمستويات جديدة، وإطلاق مجموعة من الفعاليات التي تقام على مدار أيام عدة، ولا ينحصر تنظيمها في موقع محدد أو في قلب المدينة، بل تستفيد منها كل بقعة في الإمارة، لنوفر تجربة لا تنسى لضيوفنا، وذلك من أجل المساهمة في استقطاب أعداد أكبر من السياح وتشجيعهم على معاودة زيارة دبي الساحرة.
روح التفاؤل
من جانبه، قال نائب الرئيس، والمدير الإقليمي لفنادق «ستارودز الشرق الأوسط»، جيدو دي وايلد: «تمثل دبي روح التفاؤل في قطاع السياحة والسفر، وتحتل موقعاً استراتيجياً يمكّن ثلثي سكان العالم من الوصول إليها عبر رحلة طيران لا تزيد على ثماني ساعات، وهي على ملتقى طرق التجارة العالمية، كما تحتل دبي موقعاً محورياً بين مراكز السفر والتجارة العالمية المتنامية من الصين إلى إفريقيا ومن جنوب شرق آسيا إلى أوروبا، إنها بوابة ديناميكية تربط الأسواق المتقدمة بتلك المتسارعة النمو، ما يجعلها نقطة جذب رئيسة للمسافرين والزوار».
وأضاف «أضحت دبي اليوم مركزاً عالمياً للتجارة والسياحة، ومع تنظيمها واستضافتها نخبة من أفضل وأكبر المناسبات والأنشطة العالمية، تمتلك الإمارة القدرة على تعزيز موقعها مقصداً رئيساً للسفر والسياحة».