أكد مواصلة الاستثمار في مختلف القطاعات الحيوية
محمد بن راشد: الإمارات ملتزمة ببناء بيئة مستدامة تدعم نمو الاقتصاد
أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التزام الإمارات ببناء بيئة مستدامة تدعم نموها الاقتصادي، وذلك انطلاقاً من رؤية مستشرفة للمستقبل، بما يحمله من تحوّلات في موازين القوة الاقتصادية العالمية لمصلحة الأسواق الناشئة، تزامناً مع ظهور أسواق ناشئة جديدة».
وأشار سموّه ـ في كلمة تصدّرت تقرير «دبي الاستثماري 2012»، الذي أعده مكتب الاستثمار الأجنبي في دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، بالتعاون مع مؤسسـة «ذا بيزنس يير» العالمية المتخصصة في النشر والتحليل الاقتصادي ـ إلى مواصلة الاستثمار، ليس فقط في مشروعات البنية التحتية، وإنما على نطاق أشمل يضم قطاعات حيوية عدة، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية، مع الاهتمام بحفز معدلات التنمية عبر تشجيع ثقافة البحث والتطوير والابتكار.
وأفاد سموّه بأن «ما يحمله الغد من تطورات ومفاجآت أمر لا يمكن التكهن به، إلا أن التطلع إلى الأمام والتفكّر في الخطوط العريضة للواقع بما يمكننا من التعرف إلى ملامح المستقبل، ورصد الفرص والتحديات التي سيأتي بها يظل مسؤولية كبيرة ندرك أهميتها ولا نتهاون في تحمّلها كاملة».
وأوضح أن «موقع دبي الجغرافي المتميز مركزاً تجارياً متوسطاً في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، ونقطة ربط مع مناطق بعيدة، مثل أميركا اللاتينية وإفريقيا وغيرهما من بقاع الأرض، يشكّل حافزاً لعالم جديد يقدم مزيداً من الفرص التجارية والتدفقات الاستثمارية»، مؤكداً أهمية تكامل القطاع التجاري مع الاقتصاد القائم على المعرفة، باعتباره المحرك الرئيس للنمو المستدام.
وتطرّق سموّه إلى مبادرة «اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة»، التي أطلقها مطلع العام الجاري، إذ وصفها بأنها «برهان عملي على التزام الدولة بتنويع مصادر الطاقة، وكذلك بالحفاظ على البيئة، في الوقت الذي تعمل فيه البلاد على تعزيز قدراتها التنافسية، والاضطلاع بدور محوري مركزاً رائداً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء».
وعلى صعيد التحولات الاقتصادية العالمية، أعرب سموّه عن ثقته بأن الأسواق الناشئة ستشكل اعتباراً من وقتنا هذا وحتى حلول عام ،2050 المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي العالمي، وأن التدفقات التجاريـة ستصبح أكثر ترابطاً ونشاطاً بوتيرة غير مسبوقة، إضافة إلى زيادة مرونة ونطاق حركة السلع، والخدمات، وكذلك الأفراد عن أي وقت مضى.
وقال سموّه إن «40 عاماً من المثابرة والعمل الجاد مكّنت الإمارات من تحقيق العديد من الإنجازات المشرفة، رُسخت معها قواعد ازدهار اقتصادي أكسبنا مكانة عالمية مرموقة، وفتح أمامنا نوافذ عدة على مستقبل حافل بالفرص والنجاحات».
وحول موقف الإمارات من المتغيرات الاقتصادية العالمية المحيطة، قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن «العالم يمر حالياً بمرحلة تحوّل قوية، ربما تكون الأعمق تأثيراً على مدار القرن المنصرم، وإن هذا التحوّل يحمل إرهاصات انتقال مركز الثقل الاقتصادي من الغرب إلى الأسواق الناشئة، ويبشّر بصعود أسواق تجارية جديدة في العالم».
وأوضح أن «الإمارات تنظر إلى التوجهات العالمية الحالية نظرة إيجابية، في الوقت الذي تعي فيه أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية والتقاليد العريقة في خضم سعيها الجاد إلى تبنّي الفرص الواعـدة التي يحملها المستقبل لشعبنا وبلادنا». وأكد سموّه استمرار دبي على نهجها في رصد أفضل الفرص المستقبلية في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية، ومضيها قدماً في توطيد علاقاتها الاستراتيجية، واستحداث روابط تعاون جديدة من شأنها منح زخم قوي لتوجهاتها التنموية، سواء خلال العقد الجاري، أو عبر العقود التالية.
ويضم تقرير «دبي الاستثماري 2012»، الذي أعدّه مكتب الاستثمار الأجنبي و«ذا بيزنيس يير»، ما يزيد على 200 صفحة، تشمل استعراضاً شاملاً للفرص الاستثمارية والاقتصادية المتاحة أمام مجتمع الاستثمار الدولي في دبي، ويسلّط التقرير الضوء على التطوير المستمر وسياسة التنويع الاقتصادي في الإمارة، والتركيز على العديد من الفرص الاستثمارية المتنامية، على الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي.