لدينا كوكتيل لا يوجد في أي دولة من دول العالم، قد يكون موجودا في كوكب آخر ولكن أجزم بأنه غير موجود بأي بقعة على الأرض، هكذا نحن نحب التميز في كل شيء، نريد أن نكون متميزين لا شبيه لنا بهذا العالم ..
نمتلك كوكتيلا اسمه الوطنية، بس غريب وعجيب صانعه خلق مسميات لمكوناته لم نسمع بها من قبل حيث ذكر لنا بأنه يتكون من الكويتيين والمستكوتين، والأصليين والمزدوجين، وإعيال بطنها واللفو والقبليين والطائفيين والعنصريين، والحكوميين والمعارضين، وذكر بخلطته هذه أن مكوناتها عبارة عن أعشاب صحية وطرية يمكن للشعب أن يتناولها بسهولة وخاصة السذج وأصحاب العقول الخفيفة لأنها سهلة الهضم بالنسبة لهم بينما ثمة أناس سيصابون بعسر الهضم والإسهال إن تناولوها فقط لأنهم لا يستسيغون تلك المكونات وأسمائها ..
لدينا كوكتيل آخر يسمى الديمقراطية ولكنه أيضا كوكتيل غريب وعجيب لاشبيه له هو الثاني، مكوناته دستور وقانون وحرية ونظام ومكتسبات شعبية، شكله جميل ومذاقه مر علقم إذا تناولته بكل مكوناته تسجن وتضرب وتسحل وتتهم باللاوطنية، وقد يلفقون لك تهمة السكر بمكان عام وسب الذات الالهية والأميرية ..
ولدينا كوكتيل آخر يسمى بالتنمية والإصلاح وهو كبقية الكوكتيلات غريب وعجيب، مكوناته إصلاح ومحاربة الفساد وتنمية، حين تراه أو تسمع به تتشوق لالتهامه وشرابه، ولكنك سرعان ما تكفر بمذاقه وطريقة تسويقه ونوعية المانيكانات الذي يروجون له ويتحدثون عنه، لأن من يتجرعه يصاب بغثيان غير مسبوق حيث يرى الفساد منتشرا بكل مكان لكنه لا يرى فاسدين ويسمع بالإصلاح ولكن مجرد سمع لا شيء ملموس، وينصت للتنمية وينتظرها فإذا بها مجرد أوراق وحبر لا واقع لها لدرجة أن صانع هذا الكوكتيل ولشدة اندهاشه منه وصفه ببيض الصعو..
يعني بالعربي المشرمح نحن الكويتيون والمستكوتون، الأصليون والمزدوجون، القبليون والحضريون، الطائفيون والعنصريون، الإسلاميون والليبراليون، الحكوميون والمعارضون، صانعو هذا الكوكتيل ومستهلكوه ومروجوه، وبدون أي علامة فارقة أو إستثناء يذكر نعشق التميز في كل شيء حتى لو كان هذا التميز يضر بنا وبوطننا وبمستقبلنا لذلك لا نستغرب من وجود تلك الكوكتيلات العجيبة والغريبة منتشرة بيننا فقط لأننا نريد التميز عن غيرنا بهذا الكوكب الذي نشاهده يتقدم فاخترنا أن نتأخر لنتميز عنه..