محمد الرويحل ـ اين انتم من حقوق الانسان؟

 يبدو أن هناك كائنات حية على هيئة بشر ، ويبدو أن جينات تلك الكائنات أقرب للحيوانات منها للانسان حيث لا نسمع لها صوتا ولا حضورا حين تنتهك حقوق الانسان وتمتهن كرامته وتسلب حريته وإرادته ، بينما نجدها حاضرة ومدافعة عن حقوق الحيوانات وتطالب بحريتها ورعايتها والاهتمام بها.. 

هذه الفئات المحسوبة على البشر تقيم الدنيا ولا تقعدها حين ترى كلبا ضالا أو هرا هائما في الشوارع لتطالب بايوائها وإنشاء مساكن تليق بها ومستشفيات لرعايتها والعناية بها بل طالبت هذه الفئة بتشريع قوانين لحماية ورعاية الحيوانات بصورة عامة علما بأن هذه الفئة ترى وتسمع في كل ثانية الانتهاكات التي يتعرض لها الانسان وضياع حقوقه دون أن تحرك ساكنا.. 
أتفهم الشعوب الغربية حين تطالب بحقوق الحيوان بعد أن حصلت على حقوقها بالكامل لكن أستغرب من العرب وشعوب الدول النامية حين تطالب بذات المطالب بينما تنتهك حقوق الشعوب وتمتهن كرامتهم وتهمل أقل متطلبات الحياة الكريمة لهم من قبل حكوماتهم..
احدى سيدات المجتمع لدينا تطالب باطلاق سراح الكلاب من أقفاصها بسوق الجمعة وتطالب برعايتها وأخرى تبكي على الفضائيات لضياع قطوتها وهناك من يبعد عنهم بضع كيلومترات من البشر انتهكت حقوقهم وقمعوا وتعرضوا للاضطهاد والعنصرية وحرموا من الرعاية الصحية والتعليمية والعمل ولم تطالب أو تبكي تلك السيدات على حقوقهم وهو الأمر الذي يجعلنا نصنف تلك الفئة من البشر بالكائنات الحية الأقرب للحيوان لها من الانسان.. 
هذه الفئة من البشر خاصة ممن هم من شعوب دول العالم الثالث لا يهمهم حقوق الحيوان لأنهم لا يهتمون أصلا بحقوق الانسان لكنهم يحبون الشهرة والظهور الاعلامي الشاذ الذي يثير سخط مجتمعاتهم ويحبون تقليد الغرب في الأمور الغريبة وغير المألوفة لذا نجد في مطالبهم شذوذا فكريا وعنصريا لا يتناغم والمجتمعات التي يعيشون بها.. 
وفي هذا المقام والمقال نود أن نذكر بأن انتقادنا لهذه الفئة ليست من باب الرفض لحقوق الحيوان الذي أوصانا ديننا الحنيف بالرفق والرأفة بها بل وحتى عاداتنا وتقاليدنا ولكننا نستنكر تلك المطالب للحيوان ونحن نرى حقوق الانسان مهدورة ومنتهكة ولا أحد منهم يطالب بها ويدعو لتطبيقها..
 
يعني بالعربي المشرمح :
 
تلك السيدات وغيرهم من دعاة حقوق الحيوان لا علاقة لهم بالرأفة والشفقة والحقوق للحيوان لأنهم لم نرهم ولم نسمعهم في يوما من الأيام مطالبين بحقوق الانسان بمجتمعاتهم ولا مستنكرين الانتهاكات التي تصدر ضدهم وهو الامر الذي جعلنا وغيرنا نستنكر تلك المطالب غير العادلة الا إذا كانت تلك الفئة تعتبر نفسها الأقرب للحيوان من الانسان.