لم أفهم أين الرفاهية التي يتمتع بها المواطن الكويتي الذي عليه أن يتكيف مع زوالها عام 2021 إذا ما صدقت الحكومة بأنه سيكون بداية عجز في الميزانية العامة ، خصوصا أننا لم نر أي مظهر من مظاهر الرفاهية التي ينعم بها المواطن الكويتي وهو يرزخ و«منذو مبطي» تحت وطأة الديون الاستهلاكية التي كان اهمال الحكومة سببا فيها ، فأين الرفاهية التي يقولون والمواطن يشكو في ظلها من عجز وتقصير في الرعاية الصحية لدرجة أنه لايجد سريرا في المستشفيات الحكومية ليتلقى العلاج ولا الدواء أحيانا، وأين الرفاهية وما زال المواطن يعاني التقصير في الرعاية التعليمية حيث النقص في الجامعات والمعاهد والمدارس ، وأين هي الرفاهية التي في ظلها ينتظر المواطن عشرين عاما ليحصل على الرعاية السكنية ، وأين هي الرفاهية في ظل غلاء الأسعار الفاحش والاسعار الخيالية للمواد الغذائية والاستهلاكية والتي لاتخضع لرقابة الحكومة ولا محاسبتها ويدفع ضريبتها المواطن العادي من راتبه الذي يذهب بسبب جشع التجار وفساد بعضهم وأين الرفاهية والكهرباء والماء تنقطع على مساكنهم بحجة الأحمال العالية ، وأين الرفاهية والموظف يخرج من بيته لعمله قبل الدوام بساعتين ويعود بعد نهاية الدوام بساعتين بسبب أزمة الزحمة والطرق وأين الرفاهية وحكومته ذاتها تقر وتعترف بكل تلك الأزمات التي يدفع ضريبتها المواطن ..
محمد الرويحل ـ العجز الحقيقي ليس بالميزانية
لا أفهم كيف يمكن للحكومة أو لكائن من كان اقناع المواطن العادي بأن الدولة ستواجه عجزا في ميزانيتها عام 2021 وهو يرى حكومته تنفق المليارات من أمواله لمساعدة حكومات وشعوب دول أخرى في حين تحرمه من أبسط حقوقه عليها كالتي ذكرت وغيرها من متطلبات الحياة، وكيف يقتنع المواطن بهذا العجز وهو يقرأ ويسمع بالتعديات على المال العام في كل يوم دون حساب ولا عقاب، بل كيف يقتنع المواطن بأنه يعيش في دولة رفاه وهو لا يشعر بتلك الرفاهية ولم يعشها بل ويعاني من أبسط أمور العيش الكريم .
تصريح الحكومة «بأن دولة الرفاه الحالية التي تعود عليها الكويتيون غير قابلة للاستمرار» هو دليل على بعدها عن واقع مواطنيها وعدم تلمسها لمعاناتهم وعدم علمها بأحوالهم واوضاعهم بل ودليل على عجزها من تحقيق الرفاهية لهم في ظل هذه الوفرة المالية الضخمة التي تهدر بعيدا عن رفاهية المواطنين وتنمية الوطن ، ويبدو أن حكومتنا مغيبة عن واقعنا كمواطنين أو أنها تعتمد على تقارير خارجية بعيدة كل البعد عن أوضاع ومعاناة المواطنين التي باتت معروفة لدى الجميع باستثناء الحكومة ومن يدور في فلكها فمن غير المنطق والمعقول أن تطالب الحكومة مواطنيها التكيف مع العجز القادم ونسيان دولة الرفاهية التي لم يروها أو يشعروا بها في واقعهم ، لذلك قد لا تقصد الحكومة عامة المواطنين بل قصدت مجموعة بعينها تحظى برعاية الحكومة واهتمامها وعاشت الرفاهية التي ستزول حسب تصريح الحكومة ..
يعني بالعربي المشرمح :
في ظل هذه الوفره المالية الضخمة على الحكومة أن تنشئ للمواطن دولة الرفاهية على الواقع ليعيشها ويشعر بها ثم بعد ذلك تقوم بإقناعه بأنها غير قابلة للاستمرار وأنها ستزول في عام 2021 ليبدأ المواطن بالتكيف مع زوالها أما ووضع المواطن بهذا التدهور والشقاء فلا أعتقد بأن العجز القادم سيؤثر عليه حيث لن يتغير على حياته شيئا ولن يخسر أكثر مما هو فيه الآن في ظل حكومة عاجزة عن تحقيق الرفاهية والتنمية له ولوطنه .