مبارك الدويلة ـ حاميها حراميها

‏أعلن عضو مجلس بوصوت أن بعض الأعضاء يستغل عضويته في لجان التحقيق البرلمانية، لابتزاز بعض المسؤولين في الجهات الخاضعة للتحقيق، حيث يعرض عليهم سكوته عن تجاوزاتهم التي كشفتها لجان التحقيق مقابل مبلغ من المال! ولعل هذا ما يبرر كثرة لجان التحقيق في هذا المجلس، والتي يحرص الكثير من الأعضاء على عضويتها! وإن كان ما ذكره هذا العضو صحيحا، فهذا يعني أن الهبش الكبير سيكون في آخر لجنة تحقيق تم تشكيلها، وهي التحقيق في الاستثمارات التي يديرها مكتب لندن، حيث تبلغ الاستثمارات عشرات المليارات! ولعل هذا ما يفسر الجدل الذي حصل أثناء الحديث عن تشكيل اللجنة وشدة التنافس على عضويتها، والذي لم يحسم إلا بالتصويت!

إذن أصبح المجلس الذي يفترض في أعضائه حماية المال العام ورعايته من التبذير والضياع هو سبب في إهداره للمال العام، وكأن حاميها أصبح حراميها! وهذه تضاف الى سلسلة لا تنتهي من مساوئ مجلس بوصوت، والذي نتمنى من خلال بعض أعضائه ألا يطيلوا من عمره أكثر مما طال! بعد أن أصبح مجلساً لا طعم له ولا لون ولا رائحة!

من غرائب الصدف أن معظم أعضاء هذا المجلس مؤيدون للسيسي مثل الإعلامية التي نظمت حفلة احتفالا به!

***

ما زال بعض الزملاء يذكرون في كتاباتهم مقولة إن الإخوان المسلمين خطفوا ثورة الشعب المصري! وكأن الإخوان تغافلوا الملايين من الشعب المصري، وفي ليلة ظلماء قفزوا على قصر الاتحادية، وأصبح الناس على البيان رقم واحد! وأقول لهؤلاء الزملاء «كفاية استغفال» للقراء، فالجميع يعلم أن الإخوان وصلوا للرئاسة بالانتخاب الحر المباشر، والذي كان انتخاباً نزيهاً لأول مرة في التاريخ السياسي المصري، والإخوان فازوا بأغلبية مقاعد الشعب المصري بانتخاب حر مباشر، يعني ليس هناك اختطاف لثورة ولا هم يحزنون! أما الذي قفز على خيارات الشعب، فهو الذي ألغى كل هذه الاستحقاقات الشعبية، وأغلق القنوات الفضائية المعارضة، وزجّ بالآلاف من معارضيه في السجون بعد أن سحل المناهضين له وأحرق جثثهم!

***

زميل آخر تخصص حقوق إنسان(!) كتب بالأمس يستنكر على مجلس بوصوت أن يصدر تشريعاً يمنع لبس المايوهات في الأماكن العامة، ويقول إن على الرجل الذي لا يرغب في مشاهدة النساء بالمايوه أن يُلزم أهله بعدم لبس المايوه، ولا يتدخل في الحرية الشخصية للآخرين!

صاحبنا فاهم حقوق الإنسان بالمعكوس، التعري حرية شخصية، والمطالبة بالستر وحفظ أعراض الناس تعدٍّ على حقوق الناس!

يا أخي اذهب أنت الى بلاد الغرب ولبّس من شئت وما شئت من المايوهات، واسمح لهن بأن يسافرن بلا محرم، وصدقني لن تسمع أحدا يعترض عليك، لكن اتركنا نحن في ديرتنا نمارس حياتنا وفقاً لتوجيهات ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وقوانيننا، بل ودستورنا!

ما ألوم أعضاء الجمعية العمومية لما غيّروا مجلس إدارة جمعية حقوق الانسان!