«مجلس التعاون الخليجي.. انتهى»! هذا ما ذكره لي احد المسؤولين في وزارة الخارجية، تعليقاً على قرار سحب السفراء من قطر، وهذا يفسر حالة الاحباط التي هيمنت على الشعوب الخليجية بعد هذا القرار المفاجئ، والذي كان وقعه كالصاعقة على الناس. وليت الامر توقف عند هذا الحد، وانحصر الخلاف بين الاخوة الاشقاء حكومات هذه الدول، لكن الخصومة انتقلت الى الشعوب، وبدأنا نرى ونسمع تجييش كل طرف ضد الطرف الآخر، حتى صرنا نشاهد الشعراء يتم توجيههم لشتم الخصم وعائلته وذويه. وطبعاً لن يتأخر شعراء وطبالو الطرف الآخر عن الرد الساحق والماحق على النيران الصديقة.
الكويت هي الامل المعقود لحل الأزمة عند معظم شعوب المنطقة، وشخصية سمو الأمير هي اساس هذا الامل، وعنصر نجاحه بعد الله سبحانه وتعالى. ومع هذا نجد الاطراف التي لا تريد خيراً لدول الخليج وشعوبها تحاول العرقلة، وتتعمد اختلاق الازمات لتحقيق اهدافها، ولعل اكثر هذه الامثلة وأوضحها ما صرح به مصدر أمني في إحدى الدول الشقيقة من ان هناك توجهاً لطرد الكويت من مجلس التعاون، والاكتفاء بوضعها داخل القلب..!
كان بامكاننا تجاهل هذا التصريح، واعتباره كأن لم يكن، لولا انه صادر عن مسؤول بدرجة وزير. وكأنه يريد ان يعاقب الكويت مبكراً كي لا تلعب دوراً في رأب الصدع وجمع الشمل على كلمة سواء!
والغريب اننا لم نسمع تعليقاً من مسؤول على هذا الكلام الاعوج والتصرف الاخرق! وبدلاً من أن ينبري احد المسؤولين في تلك الدولة الشقيقة لتعديل الاعوجاج، الذي ازعج مسامعنا، نجد أحد ابناء العائلة الحاكمة يقول ان شعبه كله يفخر بهذا المسؤول!
وإذا اضفنا الى ما سمعناه كلام جريدة الكترونية تابعة للجهاز الأمني لهذه الدولة الشقيقة من انها ستبدأ اعتباراً من الغد بنشر اسباب حماية الكويت للاخوان المسلمين والدفاع عنهم، مما يؤكد ان هناك من يضمر الشر لمجلس التعاون ودوله وشعوبه! وان هذا المجلس لم يعد صالحاً للتعاون بعد أن أصبحت بعض مكوناته فخاراًَ يكسِّر بعضه بعضاًَ!
***
• عندما صرح غزلان ايام حكم مرسي ينتقد موقف دولة الامارات من النظام في مصر، قامت الدنيا في الخليج ولم تقعد، منتفضة على الاعلامي المصري، وتم سحقه من كتابنا بالكويت فزعة للشقيقة الامارات، واليوم يستمر بوق من ابواق الانقلاب الدموي في مصر بمسح الأرض فينا ويتمسخر ويهزأ، ولم نسمع لهؤلاء انتفاضة لبلدهم الكويت ضد هذا المأجور.
مشكلتنا ان بعضا من الاقلام الصحافية في الكويت تكتب لمصلحة مراكز قوى خارجية! لذلك تجدهم ينتصرون لهذه القوى اكثر من غيرتهم على الكويت وكرامتها! وهؤلاء أشبههم ببعض الجاميين الذين يرون ان طاعة ولي الامر واجبة، لكنهم عندما يكون موقف ولي الأمر في الكويت بخلاف موقف ولي الامر في الخارج، فان طاعتهم الواجبة تكون للخارج!
أما نحن فلا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.