كثيرا ما يصادفنا في حياتنا اليومية كثير من البشر تختلف توجهاتهم وعقولهم وأفكارهم، ولكن مصادفة البعض ممن قد اصيب بداء الجهل وهو ان يجادلك بمسألة ليس له علم بها ويريد اقناعك بأنه هو صاحب الرأي السديد، رغم انه لا علم لديه من الاساس بتلك المسألة، فهذا يعتبر «جاهلا» ليس بعمره بل بعقله.
في عالمنا الصغير موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تقرأ الملايين من التغريدات يكتبها كثير من المغردين تأخذ ببعضها وتستفيد منها وتنتقد بعضها وتشفق على حال من غرد ببعضها، فنحن معشر المغردين في الكويت ننتقد ونكتب ونتدخل بحكومات العالم وشعوبها ونحلل الاحداث على مزاجيتنا في مصر وتونس وسورية وغالبية الدول التي وقعت فيها ثورات وحينما اتحدث عن الجهل فإنني اقصد بعض التغريدات التي تجادلك او تصر على رأيها عبر تغريداتها وحين تتناقش معه بأمر ما كتبه فلا يمكن ان يجيبك وهنا اعتبرها موجة يريد ركوبها حاله كحال بعض المغردين للأسف.
هناك من يضع نفسه كسلعة يستخدمها البعض لإيصال افكاره وبعض المرات سمومه، وهنا يقع ايضا الجهل، كما ان هناك من يصور الاحداث بطريقته الخاصة ويدبلج الأفلام والصور وخصوصا حول احداث مصر الاخيرة ويجعل غيره مما ليس له علم ويصنف بـ«الجاهل» بإعادة ما كتبه وبهذا يعتبر «تويتر» سوقا مجانيا يستخدم به البعض كمناديب لتسويق بضاعة البعض من اصحاب العقول والأفكار المسمومة وأحيانا تكون افكارا حميدة، لذا لا تكن جاهلا بما يحدث من حولك وإذا كنت لا تعلم عن تلك القضية فابحثها كثيرا ومن ثم جادل وناقش وأصر على رأيك اما ان تكون وسيلة للغير وداعية للفساد ونشر الأكاذيب فتلك الأشياء لن يكون مسؤولا عنها غيرك في الدنيا والآخرة.
والله إني لأشفق على كثير من المغردين وعلى ما يطرحونه من افكار وعلى ما ينقلونه عبر غيرهم من افكار وأحيانا امتنع عن التغريد لاقتناعي بأنه لا فائدة في عالم يملؤه الجهل.
زبدة الكلام: الفطين ما يضع رأسه في الطين.