عندما سأل بيل غيتس، مؤسس شركة «مايكروسوفت» للبرمجيات، وأغنى رجل في العالم، «كم تملك من الأموال؟» أجاب بكل هدوء: «أتمنى أن يكون السؤال أكثر تحديداً فهل تقصد قبل السؤال أم بعده؟»، في إشارة واضحة لما يجنيه هذا الرجل في الثانية الواحدة.
ووفقا لآخر إحصائيات مجلة «فوربس» الأمريكية، تصل أرباح «جيتس» إلى 250 دولار في الثانية والواحدة، أي أنه خلال إجابته عن أسئلة الحوار الذي كان يجريه، يكون ربح أكثر مما يجنيه الصحفي الجالس أمامه خلال شهر على أقل تقدير.
وطبقًا للإحصائية نفسها، فإن «غيتس» يربح 250 دولاراً كل ثانية كما ذكرنا، أي 22 مليون دولار يوميًا تقريبًا، و7.8 مليارات سنوياً.
والطريف أنه في حال سقط من «غيتس» دون قصد ألف دولار، فالأفضل له ألا يهدر وقته في التقاطها عن الأرض لأن الثواني الـ4 التي سيهدرها للقيام بذلك، سيكون قد جني ألفاً أخرى فيها.
وتشير الإحصائية إلى أن ثروة بيل غيتس وصلت في عام 2014 إلى 76 مليار دولار، أي أن عليه أن ينفق 2 مليون دوﻻر يوميا دون أن يربح دولارًا واحدًا لكي يفلس تمامًا بعد 86 عامًا، والمثير أنه يستطيع وخلال 25 عامًا فقط سداد ديون الولايات المتحدة الأمريكية التي تصل إلى ما يقرب من 14 تريليون دولار.
وباستطاعة «غيتس» أيضًا أن يتبرع بـ15 دولارًا لكل إنسان في العالم، ورغم ذلك سيتبقى له 5 ملايين دولار إضافية، ولو كان «غيتس» شخصيًا دولة، لأصبح ترتيبه 37 من حيث الدول الأكثر ثراء في العالم، ولو تم وضع ثروة «غيتس» كأوراق مالية نقدية على الأرض، على أن تكون كل ورقة فئة دولار واحد، لأصبح لدينا طريقًا تساوي المسافة من الأرض ذهابًا وإيابًا 14 مرة.
ولو افترضنا أن «غيتس» سيعيش لـ35 عاماً أخرى، عليه أن ينفق 6.78 مليون دولار يومياً ليبدد ثروته قبل أن يموت.
وبعد إجراء بعض المقارنات الحسابية لهذه الثروة المذهلة، وتحويلها إلى العملة المحلية فسنجد أنها توازي 608 مليار جنيه مصري.
ولو قمنا، بصرف ثروة «غيتس» بعد تحويلها إلى جنيهات، وأردنا عدّ هذه الجنيهات البالغة 608 مليار جنيه ورقة بحيث يستغرق عد الجنيه الواحد ثانية واحدة فقط، نجد أن الوقت اللازم للانتهاء من عد هذه الثروة 19 ألف عام تقريبا متواصلة ليلاً نهاراً بلا توقف ولو لثانية واحدة.، لكي تنتهي من عدّ آخر جنيه في ثروة «غيتس»، هل تصـدق؟
ولو قمنا، أيضًا بوضع 600 مليار جنيه فوق بعضها، وعلى اعتبار أن سمك الجنيه الواحد يساوي 0.1 ملم تقريباً، نجد أن ارتفاع ثروة «غيتس» سيبلغ 60 ألف كم إلى السماء، أي مثل المسافة من القاهرة إلى الإسكندرية 240 ألف مرة تقريباً.
ولو قمنا، بوضع الـ608 مليار ورقة بجوار بعضها عرضياً أي نضع الجنيه بجوار الجنيه، وعلى اعتبار أن عرض الجنيه الواحد يساوي 7 سم تقريبا، لذا فثروة «غيتس» يمكنها تغطية مساحة تصل إلى 42 مليون كم مربع، أي مثل المسافة بين الأرض والقمر 15 مرة إذا كانت المسافة بين الأرض والقمر 400 ألف كم تقريبا.
لنفرض أن المرتب السنوي لموظف ما يعادل 25 ألف جنيه مصري، فلكي يصل إلى ثروة «جيتس» يحتاج إلى تجميع كل مرتّبه لمدة 24 مليون عام أي 240 ألف قرن بشرط ألاّ ينفق ولا مليم خلال هذه القرون حتى يستطيع أن ينافس «غيتس».
لنتفرض أنك على عجلة من أمرك وتريد أن تصبح «غيتس» آخر، فإنك في عام واحد فقط تستطيع فعل ذلك بشرط أن يكون مرتّبك في الثانية الواحدة 30 ألف جنيه مصري.
المثير جداً أنه في حال أيضًا تحويل ثروته إلى جنيهات وربطها طولياً ببعضها البعض فإننا نحصل على حزام نستطيع أن نلف به الكرة الأرضية بأكملها 2000 لفة، مع العلم أن محيط الأرض يساوي 40800 كم.