بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري إن قوات موالية للرئيس بشار الأسد استولت يوم الجمعة على آخر بلدة بين ثلاث بلدات على مشارف جنوب شرقي حلب متقدمة نحو المدينة بعدما حققت مكاسب مماثلة حول العاصمة دمشق هذا الأسبوع.
وسيطر مقاتلو المعارضة وبعض الجهاديين الأجانب لأكثر من عام على أجزاء من حلب التي كانت مركز سوريا التجاري وأكبر مدنها قبل اندلاع الانتفاضة المناهضة للأسد في عام 2011.
لكن جيش الأسد بدأ بدعم من حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية في استعادة أراض حول حلب ودمشق إلى الجنوب منها وهو ما عزز قبضة الرئيس السوري قبل محادثات السلام المزمعة التي طال انتظارها في جنيف.
وهذه هي ثالث بلدة على الطريق المؤدي إلى حلب تسيطر عليها قوات الأسد هذا الشهر بعد السيطرة على بلدتي تلعرن والسفيرة القريبة من موقع سابق للاسلحة الكيماوية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان الاشتباكات كانت مستمرة في الضواحي الجنوبية لتل حاصل مساء الجمعة.
لكن مقاتلي جبهة النصرة المتصلة بتنظيمي القاعدة والدولة الاسلامية في العراق والشام انسحبوا بالفعل شمالا الى حلب المقسمة حاليا بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة.
وقال عبد الرحمن الذي يراقب الصراع من خلال شبكة من النشطاء والأطباء والمصادر العسكرية ‘انها مسألة وقت قبل ان يسيطر الجيش تماما على تل حاصل’.
ويمثل تقهقر مقاتلي المعارضة يوم الجمعة أحدث انتكاسة لخصوم الأسد ويعزز موقفه قبل المحادثات المزمعة في جنيف للبحث عن حل سياسي للحرب. وسخرت السلطات السورية من اقتراحات بأن يسلم الأسد السلطة الى حكومة انتقالية.
ومما يظهر تقدم قوات الأسد ميدانيا قال نشطاء يوم الجمعة إن قائدا عسكريا في صفوف مقاتلي المعارضة قتل واصيب اثنان آخران بجراح في غارة جوية شنتها قوات الأسد على مدينة حلب.
وقالت شبكة حلب نيوز التابعة للمعارضة في بيان ان الغارة التي وقعت يوم الخميس استهدفت قاعدة للجيش كان مقاتلو المعارضة قد استولوا عليها فقتلت يوسف العباس القيادي في لواء التوحيد الذي تسانده قطر وهو من أكبر مجموعات المعارضة المسلحة. وكان العباس معروفا بكنيته أبو الطيب.
وقال البيان ان قيادة لواء التوحيد كانت تعقد اجتماعا في القاعدة حينما وقعت الغارة.
واضاف ان عبد القادر الصالح قائد لواء التوحيد أصيب بجراح ونقل إلى مستشفى في تركيا كما أصيب أيضا عبد العزيز السلامة وهو أيضا من كبار القادة العسكريين للمعارضة. وقال البيان ان الاثنين في حالة طيبة.
وكان لواء التوحيد أصدر بيانا في وقت سابق من الاسبوع الى جانب عدد من الجماعات الاسلامية أعلنوا فيه الطواريء واستدعاء كل المقاتلين حتى يتوجهوا الى الجبهة.
(إعداد عبد المنعم درار وأحمد حسن للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)