قَبَّل جبينها ثم قَبًّلَ أنفها الجميل، وَدَّ لو قَبَّلَ شفاهها أيضاً ولكنَّه لَم يَفعَل، نظر إلى وَجهِها القَمَري وتَمْتَم ربّاه كَم أنتِ جَميلَه. رَجَعت بِه الذكْرَيات إلى أيامِ اللقاءِ الأَوّلي في الجامِعه، تذَكر أَيام الحُب العَذْري الشَّريف، تذكر نَظَراتها الخَجولَه وابْتـسامَتها المُرتَبكه، تَذكّر أيامَ الخطْبه والزواج، تذكَّر فرحتهما في مَولودِهما الأَول سعود. وبَدَت الذّاكِره تَجْتر الكَثير من الذكرَيات التي لن تَعود.
فَجأَه قَطَع سَيل الذكْرَيات صوتٌ مِن أعْلى يَقول: “يا الله بوسعود”. نظر الى وَجْهها الجميل ثُم قَبّٓل جبينها مرةً أُخرى وهَمَس في أُذُنها ” والله راح أفقدج عسى ربي يرحمج” ثم أمسَكَ رأسها وأَدار وجهها للقِبلَه وعَيناه مَغروقَتانِ من الدُّموع. خَرَج من القَبْر وتَرَك قَلبَه داخِله فَلَم يَعد بِحاجةٍ إِليه.
@Dr_5abeer