القوات النظامية السورية تقصف داريا والزبداني وتحبط هجوماً على كتيبة للدفاع الجوي في حلب
قذائف «الجيش الحر» تطال حي السفارات في دمشق
سقطت للمرة الأولى قذيفة على حي أبورمانة الراقي في دمشق، الذي يضم مقار السفارات، والقريب من مكاتب المقر الرئاسي، ما تسبب في مقتل شخص واصابة آخرين بجروح، في وقت قصفت الطائرات الحربية، أمس، ضاحية داريا الواقعة على الطرف الجنوبي الغربي لدمشق، مع تواصل المعارك العنيفة في الاحياء الجنوبية من العاصمة. بينما أحبطت القوات النظامية، أمس، هجوماً على كتيبة للدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في محافظة حلب، بعد محاولة مقاتلين من كتائب عدة (معارضة) اقتحامها أول من أمس.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وصحيفة سورية، أمس، بأن شخصاً قتل وأصيب آخرون بجروح في سقوط قذيفة على حي أبورمانة الراقي في شمال شرق دمشق.
وقال المرصد في بيان «استشهد مواطن وسقط عدد من الجرحى اثر سقوط قذيفة هاون على حي أبورمانة بمدينة دمشق تبعها انتشار امني كثيف في الحي»، من دون ان يذكر مصدر القصف، إلا ان مصدراً أمنياً في العاصمة السورية أوضح ان مصدرها مجموعة مقاتلة معارضة للنظام.
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر صباح أمس، أن قذيفة هاون سقطت مساء أول من أمس، بالقرب من حديقة المدفع في حي أبورمانة بدمشق، ما أدى الى سقوط ضحايا. ويضم حي أبورمانة مقار عدد من السفارات في العاصمة السورية، وهو قريب من مكاتب القصر الرئاسي. وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها الحي للقصف. وكانت قذيفتان أصابتا أول من أمس، مبنى وزارة الاعلام في غرب دمشق من دون ان توقعا ضحايا، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأوضح شاهد أجنبي مقيم في العاصمة السورية ان القذيفة سقطت في حديقة المدفع في حي أبورمانة.
وأضاف انه بالامكان هذا الصباح رؤية الاثر الذي احدثته في الارض، وآثار شظايا اصيبت بها سيارتا اسعاف كانتا متوقفتين في المكان.
وذكر شهود لـ«فرانس برس»، أن القذيفة استهدفت حافلة تابعة لعيادة طبية متنقلة كانت مركونة قرب حديقة المدفع المواجهة لنقابة الاطباء في وسط حي أبورمانة.
وتحطم الهيكل الخلفي من الحافلة وزجاجها، بالاضافة الى زجاج حافلة كانت مركونة خلفها تابعة للعيادة نفسها، كما اصيبت سيارات اخرى والرصيف بأضرار. وأفاد أحد سكان المنطقة بأن «طوقاً أمنياً فرض على المنطقة» بعد اطلاق القذيفة.
وذكر شاهد آخر ان «سيارة مسرعة مرت في المكان واطلقت النار عشوائياً» بعد انفجار القذيفة، مضيفاً «لحسن الحظ، كانت الطريق، التي كانت تعج بالمارة قبل اشهر قليلة، مقفرة». وقال: «لا يمكن تصور الخوف الذي تملّكني عند سماع صوت الانفجار، كما سيطرت حالة من الارتباك في المنطقة التي لم يكن أحد من سكانها يتوقع حصول ذلك هنا». وقال ثالث، رافضاً الكشف عن هويته كذلك: «أصبح الانسان ينطق بالشهادة قبل الخروج من منزله، لانه لا يعرف إن كان سيعود اليه سالماً». وأضاف أن «هناك حواجز في كل مكان تحسباً لاي انفجار، الا ان هذه الحواجز لا تمنع القذيفة من السقوط، والدليل أمامنا».
إلى ذلك، قصفت القوات النظامية أحياء دمشق الجنوبية، بحسب ما ذكر المرصد. وتشهد هذه الاحياء منذ اسابيع معارك بين مجموعات معارضة والقوات النظامية التي تحاول ترسيخ سيطرتها على كل العاصمة وضواحيها.
كما تعرضت مدينة داريا في ريف دمشق للقصف من القوات النظامية «التي تحاول السيطرة عليها منذ أيام»، بحسب المرصد الذي اشار الى مشاركة الطيران الحربي في القصف، وإلى قصف على مدينة الزبداني في ريف دمشق.
وقال نشطاء معارضون إن الطائرات الحربية السورية قصفت، أمس، ضاحية داريا الواقعة وسط اراضٍ زراعية قرب الطريق السريع الجنوبي، حيث يقاتل مقاتلو المعارضة وحدات من الحرس الجمهوري انتشرت حول الضاحية التي تعد مركزاً رئيساً للمعارضة في الانتفاضة المندلعة ضد حكم الرئيس بشار الاسد منذ 20 شهراً.
وقال تلفزيون «الاخبارية» الموالي للحكومة، إن الجيش بدأ حملة «لتطهير» داريا ممن وصفهم بـ«الارهابيين»، وعرض لقطات لجنود على أطراف الضاحية، حيث قال ناشطون إن 23 شخصاً قتلوا في اليومين الماضيين. وتقول مصادر المعارضة إن 1000 شخص قتلوا في أغسطس الماضي خلال هجوم كبير لطرد مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض من داريا، بعد ان سيطر مقاتلو المعارضة على الضاحية، وشكلوا ادارة محلية، وبدأوا يهاجمون اهدافاً موالية للاسد في دمشق.
وقال أبوكنان، وهو ناشط معارض مازال موجوداً في داريا، في اتصال هاتفي: «يبدو المشهد العسكري مختلفاً عن اغسطس. النظام يدفع بالقوات تحت حماية المدفعية والطائرات، لكنها لم تتقدم حقاً داخل داريا».
وأضاف «في المرة السابقة قرر مقاتلو المعارضة الانسحاب، بعد ان قتل قصف الجيش عدداً كبيراً من المدنيين. مازال هناك مدنيون في داريا، لكن الاغلبية فرت والمقاتلون يتمسكون بمواقعهم».
وفي الزبداني بريف دمشق أشارت لجان التنسيق المحلية، في بيان، إلى أن «غمامة سوداء تغطي مدينة الزبداني بالكامل نتيجة قصف من حواجز» تابعة لقوات النظام. وأفاد المرصد عن غارات جوية في مناطق عدة، بينها مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة إدلب (شمال غرب) الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين ومحيطها. وفي حلب، أحبطت القوات النظامية السورية هجوماً للمقاتلين المعارضين على كتيبة الدفاع الجوي في ريف حلب الغربي، كان مقاتلون معارضون يحاصرونها منذ أسابيع، بحسب ما ذكر المرصد أمس.
وقال المرصد في بيان إن القوات النظامية سيطرت على كتيبة الدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان في محافظة حلب، بعد محاولة مقاتلين من كتائب عدة (معارضة) اقتحامها أول من أمس، موضحاً ان هذه القوات سيطرت ايضاً على محيط الكتيبة.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن المقاتلين الذين كانوا يحاولون اقتحام الكتيبة تقدموا الى تلة، حيث انفجرت بهم الالغام التي كانت القوات النظامية زرعتها، بينما كانت هذه القوات في الوقت نفسه تقصفهم بالطيران الحربي. وقال إن 25 مقاتلاً معارضاً قتلوا في العملية التي استمرت حتى ما بعد منتصف الليلة قبل الماضية، وتمكن المرصد من توثيق ستة منهم سحبهم المقاتلون المنسحبون معهم.
وقصف الطيران الحربي، أمس، محيط بلدة منبج في ريف حلب، ما تسبب في مقتل خمسة مقاتلين. وكانت مجموعات مقاتلة معارضة استولت قبل أيام على مقر الفوج 46 القريب من كتيبة الشيخ سليمان في ريف حلب.