شهيد سابع.. والرئاسة الفلسطينية تحذّر من عاصفة هدم منازل مقدسية
غارات على غزة.. وإسرائيل تهدد بالتصــــعيد
شنّ الطيران الإسرائيلي، فجر أمس، غارتين على قطاع غزة، كما أطلق ناشطون فلسطينيون صواريخ على جنوب إسرائيل، وذلك رغم تواتر الحديث عن قبول هدنة غير رسمية بين الطرفين، وفيما سقط شهيد سابع في موجة التصعيد التي هددت اسرائيل باستمراها، قالت الرئاسة الفلسطينية، ان السلطات الإسرائيلية تخطط لعاصفة هدم جماعية لمنازل المواطنين في الجزء الشرقي من القدس.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الناطق بلسان الجيش، ان الغارتين استهدفتا موقعين لإطلاق القذائف الصاروخية في شمال القطاع، ومخزناً للوسائل القتالية في وسطه، وأصابتا الهدفين بدقة.
وأضافت أنه خلال الليلة قبل الماضية سقطت تسع قذائف صاروخية وصواريخ غراد على جنوب إسرائيل.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن طائرات حربية إسرائيلية من نوع إف 16 نفذت فجر امس، غارتين جويتين على مدينة غزة، استهدفت الأولى أرضاً فارغة في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في صفوف المواطنين. واستهدفت الثانية موقعاً في محررة نتساريم جنوب غرب المدينة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، إن التصعيد الأخير في قطاع غزة لم ينتهِ بعد. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باراك قوله، من مقر قيادة قوات الجيش قرب قطاع غزة، إن «جولة التصعيد الاخيرة في قطاع غزة ومحيطه لم تنتهِ بعد.. واسرائيل ستتخذ قراراً بشأن طريقة وتوقيت العمل من اجل استعادة قدرتها على الردع». وحمّل باراك حركة حماس المسؤولية عن الهجمات الصاروخية، مشيرا الى ان هذه الحركة تلقت ضربات مؤلمة خلال الأيام الأخيرة.
وأفاد مصدر طبي فلسطيني بأن ناشطا فلسطينياً استشهد صباح امس متاثرا بجروح اصيب بها بقذيفة دبابة اسرائيلية، السبت الماضي، شرق مدينة غزة.
في الاثناء قال الناطق باسم وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، الطبيب اشرف القدرة، لوكالة فرانس برس، «استشهد محمد زياد قنوع، البالغ من العمر 20 عاما، صباح امس، متأثرا بإصابته بقذيفة من دبابات الاحتلال الاسرائيلي التي قصفت منطقتي الشجاعية والزيتون (شرق مدينة غزة) السبت الماضي».
وكان قنوع اصيب بشظايا مباشرة في الدماغ وتم اجراء عملية جراحية له في مستشفى الشفاء بمدينة غزة لاستخراج الشظايا، لكنه بقي يعاني حالة حرجة جدا جراء اصابته، وبذلك يرتفع الى سبعة عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران القوات الاسرائيلية في موجة التصعيد في العنف التي تدخل يومها الخامس، رغم تهدئة هشة تم التوصل اليها بوساطة مصر على حدود قطاع غزة.
وكانت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة رهنت، مساء اول من أمس، وقف هجماتها بوقف التصعيد الإسرائيلي. وقالت الفصائل، عقب اجتماع دعت إليه حركة حماس في غزة، إن طبيعة رد المقاومة يتوقف على مدى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على القطاع.
وحملت الفصائل، في البيان الذي أعلنه المتحدث باسم حماس في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، إسرائيل مسؤولية خطورة التصعيد الخطر المستمر في القطاع منذ السبت الماضي.
وفي عمان، دان حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية لـ«الاخوان المسلمين»، وابرز احزاب المعارضة في الاردن، الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة، ودعا الى تحرك عاجل لوقفها. وقال مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب، مراد العضايلة، في بيان نشره موقع الحزب الالكتروني، ان الحزب يستنكر العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ويطالب بتحرك جاد لوقفه، في ظل تصريحات تهدد بتعمد استهداف المدنيين العزل.
وفي القاهرة، بحث الرئيس المصري محمد مرسي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، امس، الأوضاع الراهنة على الساحة الفلسطينية، وضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية، إلى جانب مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط. وناقش مرسي وعباس مسألة التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة للحصول على صفة دولة غير عضو في المنظمة الدولية، والدعم المصري لهذه الخطوة.
وكان عباس قد اكد ان السلطة اتفقت والجامعة العربية على التقدم بطلب انضمام فلسطين الى الامم المتحدة في 29 نوفمبر. وقال عباس في كلمة امام الاجتماع غير العادي لمجلس وزراء جامعة الدول العربية في القاهرة، انه اتفق مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي، قبل اسبوع، على تقديم الطلب يوم 29 نوفمبر للتصويت عليه.
من جهة ثانية، حذرت الرئاسة الفلسطينية، امس، من تصعيد إسرائيل هدم المنازل السكنية في القدس الشرقية لدفع سكانها للهجرة.
وقال مستشار ديوان الرئاسة المختص في شؤون القدس، المحامي أحمد الرويضي، إن السلطات الإسرائيلية تخطط لـعاصفة هدم جماعية لمنازل المواطنين في الجزء الشرقي من القدس.
وذكر الرويضي في بيان أن آليات إسرائيلية هدمت منزلاً سكنياً في منطقة خلة العين، ضمن الأراضي المهددة بالمصادرة بين حي الطور وبلدة العيسوية في القدس، بحجة البناء دون ترخيص.
واعتبر أن إسرائيل تضغط على القيادة الفلسطينية بسبب إصرارها على التوجه للأمم المتحدة من خلال تصعيدها المتواصل في هدم المباني، وتكثيف الاستيطان، واستهدافه المتواصل للمقدسات، خصوصاً المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، وغيرهما.
ولفت إلى أنه يوجد نحو 20 ألف منزل مهدد بالهدم في مدينة القدس، يقطنها 100 ألف فلسطيني، رغم دفع قاطنيها الغرامات ومخالفات البناء للبلدية الإسرائيلية في المدينة.
في غضون ذلك، حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من التشققات الأرضية والانهيارت الترابية التي حدثت في الشارع الرئيس لحي وادي حلوة بسلوان في القدس، بسبب تواصل الحفريات الإسرائيلية.