رائع جدا.. ومفيد جدا.. أن نحاول المواجهة بين شريعتنا وثوابتنا وبين متطلبات العصر الحديث.. فمن غير المعقول أن العادات والتقاليد التي حكمت أجدادنا ما زالت تحكمنا.. لقد انتقلنا من عصر القافلة إلى عصر السيارات والطائرات.. وانتقلنا من بريد الخيل إلى الإنترنت والجوال.. وانتقلنا من السماع إلى المشاهدة.. والأصل أن التراث يجب أن يكون نافعا لنا منتجا في حياتنا قادرا على استشراف المستقبل.. فإذا كان هذا التراث يعطل مسيرتنا فيجب إعادة النظر فيه.
من ذلك موعد صلاة العشاء التي يأتي موعدها في عز مرحلة التسوق والتجارة.. وتأتي بعد صلاة المغرب بفترة قصيرة، حيث يتعطل العمل فترتين متتاليتين.. ويجلس المتسوقون ـــ خاصة النساء ـــ في الشوارع وعلى الأرصفة انتظارا لفتح المحال.. ويتعرضن لتحرشات من ذوي الأخلاق الوضيعة.
فلماذا لا تؤخر صلاة العشاء وكثير من الفقهاء يقولون إنه يمكن تأجيلها إلى منتصف الليل.. لقد قال رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ ”الدين يسر وليس عسرا” وفي الأثر أنه ما عرض أمران على الرسول إلا واختار أيسرهما.. بل إن تأخير صلاة العشاء هو الأصل في الشرع كما يقول عبد الرحمن الخطيب في صحيفة ”الحياة”، وقد أورد الأسانيد القوية على هذا الرأي من القرآن والسنة، كما قدمت الزميلة حليمة مظفر الأسباب الدامغة اجتماعيا واقتصاديا لوجوب تأخير صلاة العشاء لما في ذلك من منافع للناس.
إننا نعيش في بلد شديد الحرارة نهارا والناس يخرجون من بيوتهم ليلا للتسوق والترويح فتنتعش المحال التجارية والأسواق.. والمتنزهات والمطاعم.. فلماذا لا تستجيب القواعد للمتغيرات؟.. ولماذا نشقُّ على الناس وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى وأمرنا الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ــ بالتيسير.. أجلوها وتوكلوا على الله.
همس الكلام:
”يتقدم العالم إذا مارسنا الدين، بدلا من الجدل حول تطبيق تعاليم الدين”.