لم يحبط القمم العربية إلا المجاملات السياسية والرهان على الوقت لحلحلة قضايا شائكة.
لكن الوضع الآن اختلف، انتهى زمن المجاملات وظهرت العداوات والاستقطابات كل هذا معلن، وفي الملف السوري الدامي والجحيم الذي يعيشه السوريون داخل «قلب العروبة النابض» لا يأتي ذكر معتبر للميليشيات الإيرانية والعراقية الطائفية، يتوافق مع حجمها وطائفيتها وما تفعله في سورية، حتى الأضواء المسلطة على مشاركة حزب إيران في لبنان أو حزب الله اللبناني، تبدو خافتة في مقابل العدد والقوة العسكرية التي أرسلها لسورية.
إن من الواجب على قمة «العرب» في الكويت أن تنحاز إلى الشعب السوري، لإخلاء سورية من جميع المقاتلين الأجانب، وفي مقدمهم ميليشيات معروفة ومعترف بها في دولها. وكما جرمت السعودية وأصدرت قوانين جديدة تضاف للقديمة لمحاربة الإرهاب، وتوعدت أفراداً يذهبون للقتال هناك، وحددت مدة زمنية قصيرة لتنفيذ هذه القوانين، يجب أن تقوم الدول الأخرى بذلك، خصوصاً العراق برئيسه نوري المالكي الذي يستخدم الطائفية والإرهاب كرافعة لبقائه في التسلط على رقاب العراقيين.
من واجب قمة الكويت أن تجرم ذلك وتطالب كلاً من العراق وإيران بسحب ميليشياتهما الطائفية من داخل سورية حالاً، وترفع ذلك للأمم المتحدة ومجلس الأمن لاستصدار قرار ملزم بذلك، أما ترك مواجهة هذا التدخل الميليشياوي السافر في سورية على ما هو عليه فهو خسارة محققة للعرب وللسوريين، وترسيخ لدور وحضور إيران بثياب روحاني أو نوري المالكي.