لتقليل كلفة الصيانة البالغة 6 مليارات درهم سنوياً والوصول إلى مرحلة الاعتــماد الــذاتي
«طيران الإمارات» تشيّد مركزاً لصـيانة المحركات بـ 500 مليون درهم
قال النائب التنفيذي للرئيس في دائرة الهندسة والعمليات في «طيران الإمارات»، عادل الرضا، إن الناقلة ستباشر خلال أيام تشييد مركز لصيانة المحركات بكلفة 500 مليون درهم، سيؤهلها للاعتماد على ذاتها كلياً في تولي عمليات الصيانة التي تنفق عليها نحو ستة مليارات درهم سنوياً، مشيراً إلى أنه من المقرر افتتاح المركز منتصف عام 2014.
وأوضح لـ«الإمارات اليوم» أن المركز الجديد، الذي سيتخذ من منطقة ورسان في دبي مقراً، سيتيح للشركة خفض كمية المحركات الاحتياطية لديها، هذا فضلاً عن إسهامه في تقليل التكاليف التي تدفعها الشركة، لافتاً إلى أن من المقرر افتتاح المركز منتصف عام 2014.
وتفصيلاً، قال الرضا إن «طيران الإمارات ستبدأ قريباً تشييد مركز لصيانة محركات الطائرات في منطقة ورسان في دبي»، مشيراً إلى أنه «سيتم الإعلان خلال الأسبوع المقبل عن اختيار المقاول لبدء الأعمال الإنشائية في يناير المقبل، على أساس تجهيز المركز وافتتاحه في منتصف عام 2014».
وأوضح أن «المركز سيكون قادراً على استيعاب وصيانة 250 إلى 300 محرك للطائرات من مختلف الطرز سنوياً»، لافتاً إلى أن «الشركة تجري في الوقت الراهن عمليات صيانة كاملة ودورية لـ100 إلى 120 محركاً سنوياً يتم شحنها إلى هونغ كونغ في مركز صيانة (رولز رويس)، وإلى المملكة المتحدة في مركزي الصيانة (جنرال إلكتريك)، و(إنجن ألاينس)، في حين تتم صيانة بعض المحركات في المركز الهندسي التابع لـ(طيران الإمارات) في دبي».
وذكر أن «مركز صيانة المحركات الجديد، الذي تصل كلفته إلى نحو نصف مليار درهم، سيكون قادراً على تلبية احتياجات الناقلة، فضلاً عن حاجة شركات الطيران الأخرى، إذ إن هناك اتفاقية مبدئية بين (طيران الإمارات) ومراكز الصيانة الثلاثة، لتحويل صيانة محركات شركات الطيران الأخرى إلى مركز دبي عند افتتاحه».
وذكر الرضا أنه «بعد افتتاح المركز، ستكون الشركة معتمدة على نفسها بنسبة 100٪ في مختلف أمور الصيانة، وذلك في مراكزها التابعة في دبي، إلى جانب صيانة محركات شركات الطيران الأخرى».
وبين أن «الشركة تجري صيانة لجميع هياكل الطائرات في مركزها الهندسي في دبي عبر 700 إلى 800 عملية صيانة كل عام»، لافتاً إلى أن «(طيران الإمارات) تنفق سنوياً نحو ستة مليارات درهم على عمليات الصيانة للمحركات والهياكل ككل».
خفض التكاليف
وأوضح الرضا أنه «مع افتتاح المركز ستخفض (طيران الإمارات) من حجم التكاليف، وستحصل على دخل إضافي من شركات الطيران الأخرى التي ستستخدم المركز في صيانة محركاتها». مشيراً إلى أن «60٪ من تكاليف صيانة المحركات تذهب إلى المواد اللازمة للصيانة و40٪ للأيدي العاملة وكلفة شحن المحركات».
وذكر أن «ما يزيد من فاعلية وجودة مركز الصيانة هو وجوده بالقرب من مبنى فحص المحركات، الذي يعتمد ويعمل وفق أذكى الأنظمة التكنولوجية، وبالتالي فإن الشركة بمجرد الانتهاء من صيانة المحركات ستلجأ إلى فحصها مباشرة في المبنى المجاور».
وأكد أن «لدى الشركة بين 50 و60 محركاً احتياطياً لطائرات (بوينغ 777)، (إيه 330) و(إيه 380)»، موضحاً أنه «مع استلام المزيد من طائرات (إيرباص) و(بوينغ) سنكون بحاجة إلى رفع العدد الاحتياطي للمحركات بشكل أوتوماتيكي، لكن مع وجود المركز، فإننا نستطيع أن نقلل عدد المحركات الاحتياطية لدينا، وهذا يعد أحد الأسباب الرئيسة لافتتاحه، وبالتالي فإننا سنخفض التكاليف، لأن الفترة المطلوبة لصيانة المحركات ستأخذ وقتاً أقل بدلاً من إرسالها إلى الخارج».
وقال الرضا إن «لدى الشركة خطط متكاملة استراتيجية لتشغيل الطائرات الجديدة التي تتسلمها والوجهات التي ستطير إليها، تمتد لعامين قبل بدء استلامها»، موضحاً أنه «قبل إطلاق أي وجهة هناك فريق للتخطيط يدرسها باستفاضة ويوافينا بكل المؤشرات الاقتصادية أو السياحية، وبناء عليه نتخذ الخطوة من عدمه»، مضيفاً أن «معظم الوجهات الجديدة التي باشرت الشركة أعمالها إليها تشهد طلباً كبيراً».
وذكر أن «النقاشات مستمرة بخصوص زيادة عدد الرحلات إلى السوق الألمانية، ونتمنى الوصول قريباً إلى محطات جديدة»، مشيراً إلى أن «اتفاقية (طيران الإمارات) مع (كوانتاس) الأسترالية تعني إضافة كبيرة للشركتين، وإلى مطار دبي الدولي في الوقت نفسه».
وأوضح الرضا أن «الشركة تسعى في عام 2013 إلى افتتاح محطات جديدة تشمل أسواقاً تدخلها الناقلة لأول مرة، فضلاً عن إضافة رحلات إلى محطات موجودة على قائمة وجهاتها أصلاً».
دعم تصنيع الطائرات
وحول استعداد الشركة لدعم أي برامج جديدة للشركات المصنعة بشأن إنتاج طائرات ذات سعة استيعابية أكبر خلال الفترة المقبلة، اكتفى الرضا بالقول إن «(طيران الإمارات) لها سمعة كبيرة، وأثبتت أنها سباقة في الكثير من المجالات في تشغيل الطائرات واستخدامها، ومن ناحية المواصفات داخل الطائرة».
وأضاف أن «الشركات المصنعة في نقاش دائم مع (طيران الإمارات) لمعرفة احتياجاتها ونوعية الطائرات التي ترغب في تشغيلها».
ولفت إلى أن «هناك خطة ودراسة مستقبلية لنقل عمليات (طيران الإمارات) للشحن الجوي إلى مطار آل مكتوم الدولي، خصوصاً في ظل الاستثمار الضخم الذي تم ضخه في المشروع»، مشيراً إلى أن «مرافق المبنى (إيه) في مطار دبي الدولي خضعت إلى جميع العمليات الاختبارية، لبدء تشغيله العام المقبل لاستقبال طائرات إيرباص إيه 380».