عدد الشهداء بينهم وصل إلى 14 والجرحـــى 150
صواريـخ إسرائيــــــــل تلاحق أطفال غزة في مـــنازلهم
لم تكتمل فرحة الطفلة لينا غبون بإتمام عامها الثاني، حتى جعلت إسرائيل من جسدها مرمى لصواريخها التي أصابتها وهي نائمة داخل منزلها في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لتشوه ملامح وجهها وتسكن في قلب أمها جراحاً كبيرة، حيث إن الإصابة التي أصابتها في رأسها ووجهها وكامل جسدها سترافقها طويلاً، وتحرمها حياة طبيعية كغيرها من الأطفال.
ففي يوم 17/11/2012 وهو اليوم الذي يصادف ذكرى ميلاد لينا الثانية، هو ذات اليوم الذي طالت فيه صواريخ الطائرات الإسرائيلية في صباح اليوم الرابع للعدوان الإسرائيلي على غزة منزل عائلتها، الذي كان يوجد فيه خمسة أطفال وأربع سيدات من بينهم جدتها التي ترقد إلى جانبها في مستشفى الشفاء بغزة تعاني إصابة خطرة، بالإضافة إلى جدها الذي تم تحويله إلى المستشفيات المصرية لخطورة إصابته، حيث نجوا جميعاً بقدرة الله، على الرغم من هدم المنزل عليهم.
وكانت الغارات الجوية التي نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى القذائف المدفعية التي أطلقتها الآليات العسكرية المتقدمة على حدود غزة، قد طالت الأطفال والمدنيين داخل منازلهم، فيما طالت شظايا الصواريخ والقذائف بيوت الآمنين وألحقت دماراً واسعاً فيها، بالإضافة إلى إصابة وقتل الأطفال والنساء والمسنين، حيث بلغ عدد الأطفال المصابين 150 طفلاً، وما يقارب 100 امرأة من بين 400 إصابة أوقعتها العمليات العسكرية المتواصلة، فيما استشهد 14 طفلاً وثماني نساء.
وتقول والدة الطفلة لينا لـ«الإمارات اليوم»، خلال وجودها برفقة طفلتها وحماتها اللتين ترقدان في مستشفى الشفاء بغزة لتلقي العلاج نتيجة الإصابة من الصاروخ الإسرائيلي «استيقظنا من النوم صباح يوم السبت 17/11/2012 وكنا جالسين في منزلنا، وفجأة سقط على منزلنا صاروخ إسرائيلي، وتهدم المنزل، ولكن بقدرة الله لم يقتل أحداً منا، وتمكنت طواقم الإسعاف من انتشالنا جميعاً من تحت الركام، ولكن جميع من كان في المنزل أصيب بإصابات متفاوتة، كان أخطر الإصابات من بين الأطفال الخمسة ابنتي لينا، وإصابة حماتي وزوجها، حيث سقط الكم الأكبر من ركام المنزل عليهم».
وتضيف «والد زوجي تم تحويله إلى جمهورية مصر العربية لتلقي العلاج بسبب صعوبة حالته وخطورتها، حيث أصيب بكسور في الحوض والظهر، فيما أصيبت شقيقات زوجي وأطفالهن بإصابات متفاوتة، حيث هجرن من منزلهن القريب من الحدود ولجأن لمنزل والدهن».
وتتابع والدة الطفلة لينا «لا ندري لماذا استهدف الاحتلال منزلنا، فإن كان يدعي أنه يوجد فيه مقاومون أو سلاح، فمن كان يوجد فيه مسنين وأطفال ونساء، كما أن شقيقات زوجي لجأن للاحتماء بمنزل والدهن، فلو كان المنزل مستهدفاً لما يأتين للاحتماء فيه؟». أما الطفل عمر جهاد المشهراوي أصغر شهيد خلال العملية العسكرية المتواصلة والبالغ من العمر 11 شهراً، فقد ذهب ضحية لادعاء الاحتلال أن منزل عائلته يوجد فيه سلاح، حيث أطلقت الطائرات صواريخها تجاه المنزل الكائن في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ليرتقي شهيداً هو وزوجة عمه التي كانت تحمل في أحشائها جنيناً لم يبصر النور بعد.
ويقول والد الطفل عمر الذي يعمل «مونتيرا» في مكتب بي بي سي العربية في قطاع غزة، وهو يذرف الدموع ويتذكر أشهراً قليلة جمعته في منزله الذي دمره الاحتلال «كانت زوجتي وابني الكبير وشقيقي أحمد وزوجته وابني عمر في المنزل، زوجتي وابني الكبير نجا من الموت لكنهما أصيبا بإصابات متفاوتة، فيما استشهد ابني وزوجة عمه، أما شقيقي فيرقد في العناية المركزة في حالة حرجة». ويضيف متسائلاً «ما الذنب الذي اقترفه ابني حتى يقتل؟ ما الجرم الذي ارتكبه هذا الطفل الذي يبلغ من العمر 11 شهراً؟». كما أحرقت جرائم إسرائيل بحق الأطفال خلال عدوانها على غزة جسد الطفلة رنان عرفات البالغة من العمر ثلاثة أعوام، عندما أطقلت مدفعيتها قذيفة تجاه منزلها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث انتشر فيديو عبر موقع «يوتيوب» لها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة داخل مستشفى الشفاء بغزة، فيما احترق جسدها بالكامل، وكان وجهها هو الأكثر احتراقاً.