تسبب خبر نشرته جريدة الإتحاد الإماراتية عن إجتياح الفئران لإمارة الشارقة في جدل واسع النطاق على مستوى الإمارة وكذلك على المستوى الإعلامي في الإمارات.
تفاعل الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي مع الخبر الذي يرى أنه يحمل إساءة للإمارة، ودشن هاشتاغ فئران الصحافة، مشيراً عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر إلى أن هؤلاء، أي من أسماهم فئران الصحافة يجتاحون بعض الصحف المحلية ويكتبون مقالات بهدف الإثارة الإعلامية وتشويه الصورة دون مصداقية.
وتفاعل بعض أبناء الشارقة وبعض أصحاب المناصب الإدارية في الإمارة مع الهاشتاغ وإستخدموا كلمة فئران الصحافة بصورة مكثفة، مشيرين إلى أن للأمر علاقة بإفتعال الإثارة، وتشويه الصورة الحضارية لها، كما إستنفرت بعض دوائر الإمارة للرد على الخبر الذي نشرته الصحيفة قبل يومين.
وتسبب وصف الشيخ سلطان بن أحمد للصحافيين بالفئران، في موجة من الغضب في الوسط الصحافي والإعلامي في الإمارات، حيث يرى هؤلاء أن الرد على الخبر المنشور كان يجب أن يتم عبر بلدية الشارقة وبصورة مؤسسية، وتوضيح عدم صحة الخبر الذي نشرته الصحيفة دون الإساء لمن يعلمون في مهمنة الصحافة.
الاتحاد تهتم بالشارقة
المثير للدهشة أن صحيفة الاتحاد تشتهر بحرصها الشديد على إبراز الجوانب الإيجابية والنهضة الكبيرة في مختلف إمارات الدولة، كما تحرص على التفاعل بصورة لافتة مع أنشطة ونهضة إمارة الشارقة، وتفتح صفحاتها للنشاط الثقافي ومعرض الكتاب والنهضة المسرحية والثقافية الكبيرة في الإماراة، فضلاً عن تسليط الضوء على النهضة العمرانية والحضارية الكبيرة التي يقوم بها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، والذي يحسب له إحترامه لدور الإعلام والتفاعل المباشر مع قضايا الشارع والمواطن، ويحرص على الظهور عبر المحطات والقنوات التلفزيوينة للحديث في قضايا يومية تهم المواطن في الإمارات وفي الشارقة على وجه التحديد.
أين جميعة الصحافيين؟
وأثار وصف الصحافيين بالفئران تساؤلاً في الوسط الصحافي والإعلامي في الإمارات، عن غياب دور جميعة الصحافيين في الرد على مثل هذه الاساءات، وهو أحد أهم وأبسط أدوار الجمعية والتي يفترض أنها تدافع عن حقوق الصحافيين، وتحفظ للعمل الإعلامي هيبته وإحترامه، خاصة أن نشر الأخبار التي تتعلق بوجود مشكلات في أي قطاع يكون لها دور إيجابي في كشف هذه المشكلات وإصلاح الخلل.
حساسية مفرطة
يذكر أن بعض دوائر ومؤسسات الشارقة تتعامل بحساسية مفرطة مع وسائل الإعلام، على الرغم من أن الصحف ووسائل الإعلام بشكل عام شريك أساسي في نهضة الإمارة بحرصها الدائم على إبراز نهضتها وأنشطتها المختلفة، وحينما يتم نشر بعض الأخبار التي تكشف عن بعض السلبيات فالأمر في هذه الحالة لا يعني الإساءة للوجه الحضاري للإمارة أو منظومة العمل بالكامل، بل بهدف إصلاح السلبيات البسيطة، وسبق لبعض الجهات في الشارقة التعامل بغضب مع ما نشرته صحيفة “ذي ناشيونال” الإماراتية من قبل، حينما تناولت قضية التلوث، على الرغم من أنها مشكلة تعاني منها غالبية مدن العالم المتحضر والنامي على السواء.
المصدر: إيلاف