كشف السجين السعودي العائد من العراق عبدالله العنزي عن تعرضه إلى التعذيب على يد عناصر من الحرس الثوري الإيراني في أحد السجون العراقية.
وكانت السلطات العراقية أفرجت أمس الأحد، بعد ثماني سنوات عن المعتقل السعودي عبدالله العنزي الذي تنقل بين عدد من المعتقلات العراقية بتهمة الدخول إلى العراق بطريقة غير شرعية.
وقال العنزي إنه تنقل بين ستة سجون أشهرها سجن أبوغريب، مضيفاً أنه تعرّض للتعذيب بشتى أنواعه، وكان يُسمح للميليشيات والحرس الثوري الإيراني بدخول الزنزانات وتعذيب السجناء وتعذيبه مع بقية السجناء، خصوصاً في سجن الناصرية.
وأشار العنزي إلى أن هناك عدداً من السعوديين المسجونين والمحكوم عليهم بسنوات ومدد طويلة، فيما حكم على بعضٍ منهم بالإعدام، في حين لا يزال بعضهم الآخر في انتظار المحاكمة.
غياب دولة القانون
وعن ذلك، قال تامر البلهيد، رئيس لجنة قضايا المعتقلين السعودين بالعراق،” إن المواطن عبدالله العنزي المفرج عنه مؤخراً تم اعتقاله عام 2001 وإيداعه بسجن أبوغريب، وعانى من الإهمال الصحي الجسيم حتى أصيب بالدرن والسل، ولم تمكّنه الحكومة العراقية من توكيل محامٍ للدفاع عنه وهو بسجن بغداد المركزي، وحكمت المحكمة المركزية الجنائية ببغداد بالسجن عليه لمدة 10 سنوات.
ولفت إلى أن المعتقل العنزي خضع للتعذيب الجسدي على أيدي عناصر من الجيش المهدي والحرس الثوري الإيراني بمقر الشعبة الخامسة، وتنقل ما بين عدة سجون منها: التاجي، والناصرية، وسوسة. وهو حال كل المعتقلين السعوديين بالعراق الذين أصبحوا تحت وطأة الحرس الثوري الإيراني.
وأوضح البلهيد أن الإفراج عن عبدالله العنزي بعد 8 سنوات من الاعتقال التعسفي وفي ظل غياب دولة القانون واستفحال الصراع الطائفي، يسلّط الضوء عن قرب على ما يخص قضايا السعوديين قيد الاعتقال بالعراق.
وأضاف “لدينا ما يقارب من 60 سعودياً قابعاً في سجون العراق المختلفة، ويتعرضون لإهمال جسيم ولشتى صنوف التعذيب، وهذا ما تعرض له المعتقل مازن عبدالله الحربي الذي قضى نحبه في سجن سوسة بالسلمانية عام 2007 في شهر فبراير/شباط، ولغاية وقتنا هذا لم يتم ترحيل جثته إلى الرياض. فضلاً عن حقن أحد المعتقلين بمادة “إبرة الأسيد” قبل 11 شهراً وتوفي داخل السجن، ولم تبلغ السلطات في بغداد عن ذلك”.
كما صرح بأن 3 شباب سعوديين تم اختفاؤهم قسرياً من قبل حكومة المالكي، وهم الآن متواجدون بسجن المثى بمطار بغداد، فضلاً عن وجود المواطن محمد الجوهري داخل جدران مبنى وزارة الداخلية بالطابق السابع.
اهتمام سعودي بالقضية
وفيما يتعلق بالإجراءات المتبعة للإفراج عن المعتقلين، أفاد تامر البلهيد بأن السلطات السعودية تعاطت مع القضية بقدر من المسؤولية، وتم إصدار مرسوم رسمي من العاهل السعودي آواخر رمضان بالموافقة على الاتفاقية مع العراق، إلا أننا فوجئنا بتعنّت من قبل حكومة المالكي.
وقال “حينما طلبت السفارة السعودية في الأردن من بغداد بضرورة نقل جميع السجناء السعوديين إلى سجن سوسة بالسليمانية، لمساعدة ذويهم في رؤيتهم بواسطة الصليب الأحمر الدولي، فوجئنا قبل أربعة أيام بأن المسؤولين العراقيين نقلوا 20 سجيناً سعوديا إلى سجن التاجي بغداد، حتى يتم حجبهم عن ذويهم”.
وأوضح أن الصليب الأحمر الدولي ليس بمقدروه، زيارة السجون، بدعوى أن الوضع الأمني غير مستقر وهشّ، فضلاً عن أن هناك شباباً سعوديين تتحفظ عليهم الحكومة العراقية.
وأنهى حديثه قائلاً: “حكومة بغداد تناست وجود 130 سجيناً عراقياً في سجون المملكة محكوم على 9 منهم بالإعدام، وأطلقوا نداءات استغاثة لحكوماتهم، ومراجعهم الدينية، بضرورة التحرك لحل قضيتهم”.