قالت وسائل الإعلام الكورية الشمالية الرسمية إن زعيم البلاد كيم جونغ أون قد فاز بنسبة 100% من أصوات الناخبين في دائرته، وذلك قبل إعلان اللجنة المسؤولة عن الانتخابات النتائج رسميا.
وكان الناخبون الكوريون الشماليون قد توجهوا إلى مراكز الاقتراع أمس الأحد لانتخاب أعضاء “المجلس الأعلى للشعب” للمرة الأولى منذ تولى الزعيم كيم جونغ أون السلطة خلفا لوالده الزعيم الراحل كيم جونغ إيل قبل عامين.
وتنظم هذه الانتخابات عن طريق خوض مرشح واحد للانتخابات في كل دائرة انتخابية، أي أن خيارات الناخبين مقتصرة على التصويت بنعم أو لا للمرشح المتاح، ولكن المراقبين المتابعين لنظام الحكم الشيوعي يتابعون عادة تسمية المرشحين بحثا عن دلالات على حدوث تغيير في الخارطة السياسية.
ونقلت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للانتخابات عن جانغ يونغ سيوك -وهو أحد الباحثين البارزين في معهد السلام والوحدة بجامعة سول الوطنية- القول إنه “من المرجح إلى حد كبير أن تكون كوريا الشمالية قد أعادت تنظيم هيكل السلطة قبل الانتخابات”.
يشار إلى أن المجلس الأعلى للشعب هو اسميا أعلى هيئة تشريعية في كوريا الشمالية، ولكن من الناحية الفعلية فإنه يجتمع فقط مرة أو مرتين سنويا ليصدق روتينيا على السياسات التي يضعها حزب العمال. وفي آخر دورة للمجلس التي انتهت في أبريل/نيسان 2013 أُقر مرسوم خاص يؤكد وضع كوريا الشمالية كقوة نووية.
”
الانتخابات يمكن أن تكشف فرار أي كوري شمالي إلى الصين أو كوريا الجنوبية
”
نيو فوكس إنترناشونال
تغييرات مستمرة
ويعتقد أن إجراء التغييرات في أوساط كبار المسؤولين مستمر في كوريا الشمالية منذ واقعة إعدام جانغ سونغ تايك زوج عمة الزعيم في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
يذكر أن الانتخابات تجري كل خمس سنوات في 687 دائرة انتخابية في كوريا الشمالية، وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إن التصويت جرى أمس الأحد بلا صعوبات، موضحة أن نسبة المشاركة بلغت 91% بحلول بعد ظهر الأحد. وكانت نسبة المشاركة في انتخابات عام 2009 قد بلغت 99.98%.
وقد أدلى الكوريون الشماليون بأصواتهم في أجواء احتفالية، وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن “الناخبين الفرحين جدا” يهرعون إلى مراكز الاقتراع في البلاد وهم يرقصون ويعزفون الموسيقى على شرف كيم جونغ أون رجل البلاد القوي. وظهر في لقطات بثها التلفزيون الرسمي مئات الأشخاص يرتدون الزي التقليدي ويرقصون في حلقات.
وقد سار الزعيم الحالي كيم جونغ أون على خطى والده وترشح عن الدائرة رقم 111 في جبل بيكتو شمال البلاد بالقرب من الحدود الصينية، وهو يعد موقعا مقدسا لدى الكوريين الشماليين لأن كيم إيل سونغ والد كيم جونغ إيل أقام فيه معسكرا للمقاتلين ضد اليابان بعهد الاستعمار الياباني لكوريا. وتؤكد الرواية الرسمية أن كيم جونغ إيل ولد بهذا الموقع في 1942.
وأوضح موقع نيو فوكس إنترناشونال الذي يشرف عليه كوريون شماليون لاجئون في كوريا الجنوبية أن “الانتخابات يمكن أن تكشف فرار أي كوري شمالي إلى الصين أو كوريا الجنوبية”.
لكنه قال إن “أقرباء الأشخاص الغائبين يمكنهم دائما تدبر أمرهم بالقول إن هؤلاء يعملون في دوائر أخرى أو برشوة الموظفين” الذين يقومون بزيارة البيوت وتسجيل الناخبين.
المصدر: الجزيرة