48 قتيلاً بانفجار سيارات مفخخة في حلب.. والأزمة السورية تهيمن على «القمة العـــــربية اللاتينية»
روسيا ترفض مساعي الإطاحة بـالأسد.. وتعتبرها تحريضاً على حرب داخــلية
هزت سلسلة تفجيرات دامية وسط مدينة حلب، أمس، حيث تدور معارك طاحنة منذ أكثر من شهرين بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، أسفرت عن سقوط 48 قتيلاً على الاقل، بحسب منظمة حقوقية، و31 قتيلا وعشرات الجرحى، بحسب الأرقام الرسمية، وفي هذا الوقت تواصل القوات السورية عملياتها في عدد من المدن لجعل «أيام المرتزقة معدودة»، بحسب صحيفة رسمية، حيث تقوم بهجوم واسع على عدد من البلدات الواقعة في الريف الغربي للعاصمة، وتحرك عسكري غير اعتيادي في هذه المنطقة.
وقتل 15 جندياً على الأقل في هجمات شنها مقاتلو المعارضة، وفي معارك في بلدة بمحافظة ادلب.
وفي وقت اختتمت القمة العربية الاميركية اللاتينية الثالثة، التي طغت عليها الازمة السورية، اعمالها في ليما، أكد وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، مجدداً أن روسيا لن تؤيد المساعي الرامية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الصراع، قائلا إن هذا سيكون «تحريضاً على حرب بين الشعب الواحد»، يعرض أرواح مئات الآلاف للخطر.
وتفصيلاً، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن أربع سيارات مفخخة انفجرت في حلب، صباح أمس، ثلاث منها في ساحة سعدالله الجابري ومداخلها وسيارة رابعة بالقرب من غرفة التجارة في باب جنين عند مدخل البلدة القديمة. واسفرت الانفجارات بحسب حصيلة محدثة اوردها المرصد عن مقتل 48 شخصاً معظمهم من القوات النظامية، مشيراً الى احتمال ارتفاع عدد القتلى، بسبب وجود نحو 100 جريح، الكثير منهم بحالة خطرة.
ونقل المرصد عن مصادر طبية في المدينة قولها إن «معظم القتلى والجرحى من القوات النظامية التي استهدفتها التفجيرات في نادي الضباط وحواجز القوات النظامية».
وأفاد مصدر عسكري بأن سيارتين مفخختين انفجرتا بفارق دقيقة في شارعين قريبين من ناد للضباط يقع في ساحة سعدالله الجابري في قلب حلب، وبعد ذلك انفجرت سيارة ثالثة على مسافة 150 متراً من الساحة في حي باب جنين عند مدخل البلدة القديمة، ما ادى الى مقتل ثلاثة عسكريين. من جهتها، أوردت وكالة الانباء الرسمية «سانا» ان ثلاث سيارات مفخخة انفجرت بأوقات متقاربة «يقودها إرهابيون انتحاريون» في ساحة سعدالله الجابري بحلب، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المواطنين.
وأشارت الوكالة إلى أن «السيارة الأولى والثانية تم تفجيرهما من قبل إرهابيين انتحاريين قرب فندق النادي السياحي، ما أدى إلى استشهاد 31 وإصابة العشرات من المواطنين، إضافة إلى إحداث أضرار مادية كبيرة بموقع التفجيرين». وأضاف المصدر أن «السيارة الثالثة التي يقودها انتحاري أيضاً انفجرت في منطقة تجميل مشارقة بعد إطلاق النار عليها من قبل عناصر الحراسة الموجودين في المكان، ولم يسفر انفجارها عن وقوع ضحايا».
من جهتها، أكدت صحيفة «الثورة» الحكومية أن «الهزائم المتواصلة التي تلحقها قواتنا المسلحة بالعصابات الارهابية في مناطق عدة تؤكد من خلالها المضي بالمهمة الوطنية التي بدأتها حتى تخلص البلاد من رجس أولئك المرتزقة، كما تريد ان تقطع الشك باليقين بأن ايام تلك الميليشيات باتت معدودة، رغم ما تتلقاه من امدادات مالية وعسكرية، ورغم الضغط السياسي والاعلامي على سورية».
وميدانياً، واصلت القوات السورية قصفها لعدد من البلدات والمدن، اسفر عن سقوط عدد من الجرحى خلاله، بحسب المرصد الذي يعتمد في عمله على شبكة من الناشطين والاطباء في جميع أنحاء سورية.
ففي ريف العاصمة، تعرضت منطقة الغوطة الشرقية وبلدات الهامة وسقبا وقدسيا للقصف، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، كما استشهد شاب من بلدة ببيلا برصاص قناص، وسيدة برصاص قناصة في مدينة دوما. وفي شمال غرب البلاد، تعرضت مدن وبلدات اريحا والناجية وبداما وقرية رام حمدان بريف إدلب لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، في حين استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في منطقة الجبل الوسطاني. وجنوبا، حيث مهد الحركة الاحتجاجية، تعرضت بلدات عدة في ريف درعا، كداعل والغارية الغربية وصيدا، لقصف من قبل القوات النظامية، واستخدم الطيران المروحي، ادى إلى سقوط عدد من الجرحى. وأفاد المرصد بمقتل شاب من بلدة نامر برصاص القوات النظامية، أمس، والعثور على ثلاثة جثامين لمدنيين اعدمو ميدانيا في بلدة زيزون.
وفي حمص، تعرضت الأحياء القديمة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
وفي ريفها، تعرضت كذلك مدينة الرستن وبلدات الغنطو والسعن لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء في بلدة الغنطو وجرحى وتهدم في بعض المنازل.
كما تعرضت قرية البويضة الشرقية في ريف حمص لقصف من قبل القوات النظامية، ادى حسب معلومات أولية، إلى سقوط شهيد على الاقل وجرحى وتهدم في بعض المنازل. وشرقا، انفجرت شاحنة مفخخة استهدفت فرع الامن السياسي بمدينة الزور، ما اسفر عن قتل وجرح عدد من عناصر الامن السياسي، دون ان يحدد المرصد عددهم.
وأعلن رئيس بلدية بلدة اكجاكالي التركية أن قذائف اطلقت، أمس، من الجانب السوري للحدود تسببت في مقتل خمسة أتراك وجرح تسعة اخرين، واعتبر نائب رئيس الوزراء التركي، بشير اتالاي، الحادث بالغ الخطورة يتجاوز كل حدود»، فيما أطلع وزير الخارجية، أحمد داود اوغلو، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في اتصال هاتفي، على التطورات بشأن الحادث.
وفي البيان الختامي للقمة العربية الأميركية اللاتينية الثالثة، تجنب رئيس البيرو، اولانتا هومالا، التطرق بشكل مباشر للوضع في سورية، على الرغم من سيطرة هذا الموضوع على خطابات المشاركين. وإذا كان النقاش قد تركز بين مندوبي الدول المشاركة على كيفية فتح اسواق جديدة وايجاد بيئة ملائمة للاستثمارات، فإن كلمات قادة الدول ركزت على الملف السوري.
من جهتها، قالت الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، إن «دول اميركا اللاتينية والدول العربية تستطيع لعب دور في الأزمة السورية لكي يوافق الطرفان على الدخول في طريق السلام والحوار»، معتبرة ان الطريق الوحيدة لتحريك الوضع هي الحوار».