متى نبدأ باحتواء أبنائنا؟ ولماذا نقبل بأن يحتويهم غيرنا ونحن أولى بهم؟
قبل ايام، وأنا أقرأ الرسائل التي تصلني عبر الواتس اب، شدتني واستفزتني رسالة لتوظيف «البدون» في قطر. وظهرت قطر كأنها الدولة الرائدة والراعية للانسانية بوضع الحل الذي سيعوض تلك الفئة سنوات الحرمان التي عاشتها.
لا يخفى على المجتمع الخليجي حقيقة مشكلة «البدون»، التي لا صعوبة في حل طلاسمها، ولكن التهاون من قبل البعض في تطبيق القانون جعل هذه المشكلة وهذه الفئة هدفا لمكتسبات شخصية لكثير من الرموز السياسية.
فلا أعتقد أن قطر قد جاءت بالمفتاح السحري، فمعظم «البدون» كويتيون شاء من شاء وأبى من أبى، وهم اولاد هذا الوطن، لا يعرفون وطناً غيره، بل لا يحلو لهم وطن غيره، وهم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا. فارتباطهم بالوطن ليس موضوع توفير فرص عمل فقط. وان كان هناك خلل من البعض في تطبيق القانون فهذا لا يعني ان نتبرأ منهم.
على المجتمع الكويتي ان يتقبل حقيقة ان «البدون» هم ابناء هذه الارض الطيبة، فلن نقبل بأن تغريهم قطر وهم في عز حاجتهم للقمة العيش الكريمة وأبسط الحقوق المدنية والانسانية، ربما يتحولون الى جزء من لعبة سياسية.
تساؤلات كثيرة مستحقة:
أين نحن من كفاءات «البدون»؟ وماذا قدمت الدولة لـ«البدون» ذوي التخصصات النادرة للاستفادة منهم بدلا من استيراد العمالة الأجنبية؟ ولماذا لا تستفيد الدولة من هذه الثروة البشرية (الفئة المحرومة)؟ ولماذا لا تكون الكويت سباقة في الاستفادة من مواردها البشرية ورعاياها؟ وما ردة فعل الحكومة حول عرض قطر بالتوظيف؟ ما الجديد للجنة التنفيذية مع «البدون»؟ وما دورها الآن؟ ومتى الحل؟
متى نبدأ باحتواء ابنائنا؟ ولماذا نقبل بأن يحتويهم غيرنا ونحن اولى بهم؟ لا نشكك في نية بعض الدول بتبني طاقاتهم، ولكن لماذا لا نكون السباقين والمبادرين في جني ثمار طاقات ساهمنا في رعايتها، وتعويضهم عن حرمان سنوات عديدة وهم يعيشون تلك الغصة بمرارة امام اعيننا؟
عجبي من تبرير البعض بعدم تجنيس «البدون» بأنهم سيشكلون عبئا اقتصاديا على الدولة، في حين ان الفئة المؤهلة تشكل مصدرا للتنمية والتطوير، ناهيك عن ان الدولة ممكن ان تستفيد من طاقات «البدون» عوضا عن العمالة الوافدة التي تشكل عدم انسجام مع المجتمع في الكثير من الأحيان بثقافتها المختلفة.
نداء:
ندائي لحكومتي ورئيسها الموقر معالي الشيخ جابر المبارك باحتواء ابنائه «البدون» المخلصين، الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل تراب هذا الوطن، وتجنيس المستحقين ومعالجة اوضاعهم بشكل ملموس «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».