«مشكلتي معك ليست في: الحرية والحق والخير والعدالة..
أنا وأنت كلانا نغني لهذه الأشياء.
مشكلتي معك في الأدوات، والطريق الذي يؤدي الى هذه الأشياء!».
(محمد الرطيان)
هنيئاً لنا حرياتنا، فلطالما حسدنا القريب والبعيد على مقدار الحريات التي نتمتع بها هنا، بل ونتصدر قائمة الصحافة الحرة في البلاد العربية، التي تحتل المراتب الأخيرة من هذا العالم. وهذا، بالطبع، يسعدنا كما يسعد الطالب متوسط القدرات الذي وضع في صف الأغبياء فكان الأول عليهم.
وكي نحافظ على هذا المستوى من الحرية علينا أن نستخدمها بطريقة ذكية:
فحرية الصحافة مضمونة ما دامت توافق الحكومة وقوانينها.
وحرية الاعتراض مكفولة إن كان اعتراضنا مع اعتراض السلطة.
وحرية العقيدة مكفولة إن كانت تبعاً لمذهب الدولة.
ولنا أن نتمتع بحرية الفكر إنْ كان فكرنا موالياً!
وحرية التعبير تحت أعين السلطات «الساهرة».
وحرية النشر تحت مقص الرقابة «الحريصة».
وحرية الكتابة – قبل النشر – في كل المواضيع الهامشية والابتعاد عن التفاصيل المصيرية.
وحرية «الخوض» في أي أمر تسمح لنا الحكومة «الخوض» فيه!
لا تنسوا أننا نمتلك حريات من نوع آخر… كحرية عدم «الخوض» وعدم التعبير وعدم النشر وعدم التفكير وعدم الاعتراض، وعدم تكملة هذا المقال خوفاً من أن تمنعه «معايير الحرية».
كل هذه الحريات مو عاجبتكم!