عدم الوضوح بين جهازيها العاملين بنظامين مختلفين أدى إلـى مشكلة تسويق
دراسة تنصح «مايكروسوفـــت» بإعادة النظر في تصميم وسعر «سيرفـــس برو»
اعتبرت مؤسسة «آي دي سي» للدراسات، أن شركة «مايكروسوفت» الأميركية لاتزال غير موفّقة في مبيعات الكمبيوتر اللوحي الأخير الخاص بها «سيرفس برو»، داعية إياها إلى إعادة النظر في تصميمه وسعره.
وتفصيلاً، اعتبر مدير الأبحاث لأجهزة الكمبيوتر اللوحية في مؤسسة «آي دي سي» للدراسات، توم ماينيلي، أن شركة «مايكروسوفت» الأميركية لاتزال غير موفّقة بالنسبة لجهازها اللوحي الأخير «سيرفس برو»، العامل بنظام تشغيل «ويندوز 8»، بناءً على الأرقام الأخيرة التي نشرتها «آي دي سي»، في تقريرها المتعلق بمبيعات أجهزة الكمبيوتر اللوحية بالربع الأول من 2013، الذي أشار إلى أن «مايكروسوفت» شحنت 900 ألف وحدة فقط من الجهاز خلاله، وهو رقم يُشكل نسبة ضئيلة جداً من الحصة السوقية، مقارنةً بالأجهزة اللوحية الأخرى من شركتي «أبل» و«غوغل» كما أشار التقرير.
وقال ماينيلي، في تحليله الذي قدمه في لقاء مع موقع «سي نت» الإخباري، إن «تعثّر الجهاز يعود إلى أسباب رئيسة عدة، هي عمر البطارية الأقل من المتوقع، والوزن الثقيل، والسعر المرتفع، والحيرة لدى المستخدمين حيال طرح (مايكروسوفت) طرازين مختلفين من الكمبيوتر اللوحي، هما (سيرفس برو)، الذي يعمل بالنسخة الاحترافية الكاملة من (ويندوز)، و(سيرفس آر تي)، الذي يعمل بنسخة (ويندوز آر تي) الخفيف».
ويمتلك «سيرفس برو» مواصفات عالية، مقارنة بتلك الموجودة في أجهزة الكمبيوتر المحمولة، من حيث قوة المعالج والذاكرة وغير ذلك، في حين يقدم جهاز «سيرفس آر تي» مواصفات أخف، مماثلة للمواصفات الموجودة في معظم أجهزة الكمبيوتر اللوحية العاملة بنظامي «أندرويد»، و«آي أو إس».
وعلى الرغم من أن «مايكروسوفت» سوقت لـ«سيرفس برو»، على أنه جهاز عالي الأداء، فإن هذا ـ بحسب ماينيلي ـ سلاح ذو حدين، ففي حين أن أداء الجهاز يُجاري أداء أجهزة الكمبيوتر المحمولة، لكن كونه جهازاً لوحياً، يجعله قابلاً للمقارنة مع أجهزة لوحية أخرى، وليس مع أجهزة الكمبيوتر المحمولة.
وفي الوقت الذي تكفي فيه بطاريات أجهزة الكمبيوتر اللوحية، لتشغيل هذه الأجهزة بين ثماني و10 ساعات، فإن بطارية «سيرفس برو» لا تستطيع الصمود أكثر من أربع ساعات، بسبب مواصفاته المرتفعة.
وكانت الدراسة، التي نشرتها «آي دي سي»، وأسهم «ماينيلي» في إعدادها، أشارت إلى أن كمبيوتري «سيرفس آر تي» و«سيرفس برو» حققا مُجتمعين أقل من 4٪ من الحصة السوقية.
ورغم ذلك، يرى «ماينيلي» أن الفرصة لاتزال متاحة أمام «مايكروسوفت»، لتحقيق نجاح أكبر في الجيل المقبل من «سيرفس برو»، وذلك بعد طرح «إنتل» معالجها الجديد «هازويل»، الذي يمثل الجيل الرابع من معالجات «إنتل»، والمُطور بحيث يكون أكثر توفيراً للطاقة، ما يسمح بأجهزة ذات تصاميم أنحف، وأوزان أخف.
ويرى المحلل أن الفرصة الحقيقية لنجاح «سيرفس برو»، هي تقديمه بتصميم وسعر مقاربين لجهاز «سيرفس آر تي»، وحينها سيبدأ الكثير من المستخدمين بإلقاء نظرة جدية على «سيرفس برو»، حال تحققت هذه الشروط، على حد اعتقاده.
وأوضح أن «بوادر تعثر (مايكروسوفت) مع نظام (ويندوز 8 برو)، كنظام تشغيل لأجهزة الكمبيوتر اللوحية، بدأت قبل إطلاقه رسمياً، إذ أعلنت بعض الشركات مثل (آيسر) التايوانية عن تراجعها عن إنتاج أجهزة كمبيوتر لوحية تعمل بهذا النظام، كما ترددت شركات أخرى في اختيار نظام التشغيل المناسب لأجهزتها اللوحية، وقررت معظم الشركات إهمال «ويندوز 8 برو»، واعتماد «ويندوز 8 آر تي»، ما يدل على عدم ثقة الشركات بالنظام الأول، باعتباره نظام تشغيل يصلح لأجهزة الكمبيوتر اللوحية.
وأشار ماينيلي إلى أن هذا اللغط امتد من الشركات إلى المستهلكين، الذين يجدون صعوبة في معرفة نظام التشغيل المناسب لهم، لافتاً إلى أن «آبل»، على سبيل المثال، لديها نظام «ماك أو إس» الخاص بأجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية، ونظام «آي أو إس» الخاص بأجهزة الكمبيوتر اللوحية، والفرق بينهما واضح، وعدم وجود هذا الوضوح بين كمبيوتري «مايكروسوفت» اللوحيين العاملين بنظامين مختلفين، أدى إلى مشكلة في تسويق الجهازين.
ومن أبرز أسباب تعثر أجهزة «مايكروسوفت» اللوحية، طرحها بقياس شاشة وحيد، إذ قال ماينيلي إنه وفي ظل رواج الأجهزة اللوحية ذات الشاشات الصغيرة نسبياً، مثل أجهزة «كيندل فاير» من «آمازون»، و«نيكسوس 7» من «غوغل»، و«آي باد ميني» من «آبل»، طرحت «مايكروسوفت» جهازها اللوحي بقياس 10.6 بوصات في سوق كانت متعطشةً للأجهزة اللوحية بقياسات تراوح بين سبع و ثماني بوصات.
وفي حين أن وجهة نظر «مايكروسـوفت» كـانت أن الشـاشة الأكبر تسـاعد على تـقديم تجـربة أفـضل للمستخدم من حيث الإنتاجية، إلا أن الأمر كان مختلفاً من وجهة نظر السوق.
وعلى الرغم من أن «مايكروسوفت» أشارت، أخيراً، إلى أنها تعتزم إصدار نسخ أصغر حجماً من أجهزتها اللوحية، إلا أن ماينيلي يرى أنها تأخرت قليلاً.