جِمال سائبة تقتحم بيوت مواطنين في «المليحة»

البلدية تدرس وضـع حواجز حول الأحياء السكنية

جِمال سائبة تقتحم بيوت مواطنين في «المليحة»

الحيوانات السائبة تزعج سكاناً وتتسبب في حوادث مرورية في منطقة المليحة
الحيوانات السائبة تزعج سكاناً وتتسبب في حوادث مرورية في منطقة المليحة

شكا سكان في منطقة المليحة بالشارقة انتشار الجمال السائبة وسط الأحياء السكنية، ودخولها إلى أفنية البيوت، وأكل وإتلاف المزروعات، ما يسبب لهم خسائر مالية، لافتين إلى أن الحيوانات السائبة تقتحم بيوتهم وتهدد حياة أطفالهم الصغار.

وأضافوا أن الجِمال تنتشر بأعداد كبيرة في الشوارع الداخلية طوال ساعات اليوم، مشيرين إلى أن وجود عدد من العزب والحظائر وسط الأحياء السكنية يؤدي إلى انتشار روائح كريهة وتصاعد أدخنة مضرة بالصحة، خصوصاً عند قيام أصحاب العزب بحرق مخلفات المزارع، مطالبين بلدية المليحة بإزالة العزب المنتشرة بين بيوت الأهالي، وإلزام ملاكها حجز حيواناتهم داخل العزب، حتى لا تزعج سكان الحي، وتهدد حياة الأطفال.

من جانبه، أكد مدير عام بلدية المليحة، مصبح سيف الكتبي، أن شعبة مراقبة الحيوانات السائبة في البلدية قامت باحتجاز الجمال السائبة، بعد أن وجهت إلى أصحابها إنذارات عدة، لافتاً إلى أن البلدية بصدد دراسة مشروع جديد يقر وضع حواجز حول الأحياء السكنية.

وتفصيلاً، قالت المواطنة (أم سيف) لـ«الإمارات اليوم»، إن الجمال السائبة تتجول وسط الأحياء السكنية طوال ساعات النهار، وخلال ساعات الليل أيضاً، لافتة إلى أن الحيوانات السائبة تعبث في حاويات القمامة الكبيرة المنتشرة بين البيوت وتبعثر محتوياتها وسط الطريق، بالإضافة إلى دخول بعضها إلى المنازل، فيتلف الأشجار ومزروعات الحدائق.

وأضافت أن سكان المنطقة يعانون منذ نحو ‬15 عاماً وجود عزب قديمة وسط الحي السكني الخاص بالعائلات، وهذه العزب تضم أعداداً كبيرة من الجمال والبقر والأغنام، ما يسبب للسكان إزعاجاً طوال الوقت، نتيجة انبعاث روائح كريهة غير مرغوبة، خصوصاً عندما يحرق أصحاب العزب مخلفات تلك الحيوانات.

وأوضحت أن ظاهرة الجمال المتجولة منتشرة في ثلاثة أحياء سكنية في منطقة المليحة، كما أنها تكثر على طريق مليحة ـ الشارقة، وطريق المدام ـ الذيد، ما يسبب خطورة على أرواح السائقين، خصوصاً خلال خلال ساعات الليل، مشيرة إلى أن البلدية وجهت إنذارات لأصحاب الحيوانات السائبة لكن دون جدوى.

وطالبت ملاك الجمال بحجزها في عزب بعيدة عن الأحياء السكنية بمسافة خمسة كيلومترات، أو تخصيص راعٍ لها لمنعها من دخول بيوت الأهالي.

وأعربت المواطنة (أم سالم) من سكان منطقة المليحة عن استيائها من وجود أعداد كبيرة من الجمال يصل عددها إلى ‬30 جملاً تدخل فجأة عبر بوابات المنازل غير المغلقة، وتقضي على أغلب المزروعات في حديقة المنزل، متابعة «أكثر من مرة ذهبنا إلى أصحاب الجمال، وشكونا لهم الأضرار المادية التي سببتها الجمال، وطالبناهم بحجزها في الأماكن المخصصة لها، لكنهم يتجاهلون مطالبنا ولا يستجيبون لنداءاتنا».

وطالبت البلدية بتخصيص دوريات لمنع حرق نفايات العزب ومخلفات الجمال، خصوصاً في نهاية الأسبوع، وفرض عقوبات مشددة، وتغريم كل من يشعل النيران في مخلفات العزب، حرصاً على الصحة العامة.

وعزا المواطن (أبوهزاع) سبب انتشار الجمال السائبة في الشوارع الداخلية ومنازل منطقة المليحة، إلى وجود عزب عشوائية تتمركز في قلب الأحياء السكنية.

وأبدى تضرره من الحرائق التي يشعلها أصحاب تلك العزب في المخلفات، مؤكداً أنها ضارة صحياً، خصوصاً بالنسبة للأطفال .

وناشد الأهالي بحجز جمالهم في الفترة ما بين الساعة الخامسة مساءً والخامسة صباحاً، منعا لإيذاء أصحاب المنازل، وتلويث أرضية الأفنية المنزلية بمخلفات الحيوانات، وتقليصاً لعدد الحوادث المرورية على الطرقات العامة.

من جهته، قال مدير عام بلدية المليحة، مصبح سيف الكتبي، إن الجمال المنتشرة وسط الأحياء السكنية أغلبها لسكان المنطقة نفسها، مشيراً إلى أن شعبة الحيوانات السائبة في البلدية نفذت حملات توعية لأصحاب الجمال السائبة، وتم توزيع منشورات أمام المساجد والجمعيات التعاونية، وداخل العزب، ومطالبة الملاك بحفظ جمالهم داخل العزب، وإبلاغهم بالعقوبة المترتبة عليهم في حال عدم الالتزام بالقانون.

وأضاف أن البلدية طلبت من الأهالي إرفاق كل قطيع من الجمال براعٍ، لمنعها من دخول منازل السكان، أو حجز الحيوانات في الأماكن المخصصة لها، لكن أصحاب الحيوانات رفضوا حجزها، بحجة أنها ترعى من أشجار السمر والأعشاب البرية المتوافرة، ولعدم قدرتهم على شراء الأعلاف المرتفعة السعر في حال مكثت الجمال داخل العزب، مطالبين الحكومة بدعم الأعلاف الحيوانية وبيعها بأسعار مخفضة. وبدوره رفع المجلس البلدي في المليحة طلب مربي الحيوانات إلى هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة ومازال الموضوع قيد الدراسة.

وتابع الكتبي، أن البلدية خصصت ثلاث دوريات تفتيش حول المعابر التي تربط الأحياء السكنية بالشارع العام، لمنع الجمال القادمة من العزب الداخلية من الوصول إلى الشارع الرئيس حتى لا تشكل خطورة على حياة السائقين، كما تتولى دوريات التفتيش التابعة للبلدية حجز الجمال المتجولة أثناء الليل، ما خفف من كثافتها على الطرق، وقلل من عدد الحوادث.

وحول العزب القديمة التي تتوسط الأحياء السكنية، أكد الكتبي أنها لا تتعدى الأربع حظائر قديمة، وجميعها مملوكة لكبار السن، وهناك مخطط لبناء حديقة مليحة العامة في تلك المنطقة، وأبلغت البلدية أصحاب العزب بذلك، ووافقوا على إخلاء عزبهم وإزالتها فور الشروع في وضع مخطط الحديقة. ولفت إلى أن البلدية خصصت حاويات قمامة كبيرة لتلك العزب، ويتم تفريغ محتوياتها بشكل دوري، مطالباً أصحاب العزب بعدم حرق المخلفات حفاظاً على البيئة العامة.