سيدا زار سورية.. والجيش الحرّ يسيطر على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في ريف إدلب
تفجير مجمّع الـمخابرات في حرستا.. واقتحام حي الخالدية
قتل عشرات الأشخاص في هجوم انتحاري مزدوج استهدف، مساء اول من أمس، مركزاً للمخابرات في حرستا بريف دمشق، وتبنته جماعة اسلامية، وفيما اقتحمت القوات السورية حي الخالدية في حمص، سيطر الجيش الحر على مجمل مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، وكشف مسؤولون في المعارضة أن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، عبدالباسط سيدا، زار الأراضي السورية، وتجول في منطقة قريبة من الحدود مع تركيا، والتقى وفداً من المجلس الوطني في مقر القيادة المشتركة للجيش الحر.
وفي هجوم تبنته جبهة «النصرة الاسلامية»، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس، امس، ان عشرات الأشخاص قتلوا في هجوم انتحاري مزدوج استهدف الفرع الرئيس للمخابرات الجوية في حرستا بريف العاصمة.
وأضاف عبدالرحمن ان التفجيرين استهدفا الرحبة 411 (وهي مركز صيانة للآليات العسكرية) وفرع المخابرات الجوية الواقع على اطراف مدينة دمشق ومداخل مدينة حرستا.
وأضاف ان الانفجار الاول وقع، وتلاه انفجار ثانٍ بفارق نحو 20 دقيقة، مؤكدا ان الفرع المستهدف هو الاكبر والأكثر شهرة للمخابرات الجوية في دمشق وريفها.
وفي بيان نشرته مواقع إلكترونية جهادية، تبنت جبهة النصرة الاسلامية المتشددة الهجوم، مشيرة الى ان انتحاريين يقودان سيارتين مفخختين احداهما سيارة اسعاف، فجرا سيارتيهما المفخختين بفارق زمني بسيط، ثم اعقب التفجير قصف الفرع الامني بقذائف الهاون.
وإذ اكدت الجبهة ان الهجوم «ثأر لمن ظلم او قتل من المسلمين، فقد تم اخذ القرار بضرب فرع المخابرات الجوية في حرستا»، أشارت الى ان المرحلة الاولى شملت «نسف المبنى بسيارة مفخخة محملة بتسعة أطنان من المتفجرات يقودها البطل أبوذر الشامي». وأضافت «بعد 25 دقيقة من النسف الأول، اقتحم البطل أبويحيى الشامي لينسف تجمع من بقي من عناصر الجوية، ومن جاء لمددهم وإسعافهم»، مشيرة الى ان المرحلة الثالثة كانت عبارة عن إمطار الموقع بعد التفجير الثاني بوابل من قذائف الهاون.
وصباح أمس، تعرضت مدينة حرستا للقصف من جانب القوات النظامية، بحسب المرصد.
وأفاد المرصد بأن القصف تجدد على مدينة حرستا، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في المدينة، فجر امس.
وأبدى عبدالرحمن خشيته على مصير المعتقلين في الفرع الذي يعد اكبر مركز اعتقال في ريف دمشق، لاسيما مع تكتم النظام على ما حدث، محملاً اياه مسؤولية كشف مصير هؤلاء.
وقال عبدالرحمن، ان النظام قام بتحويل السير على اوتستراد حمص ـ دمشق حيث يقع المركز لئلا يرى الناس ما جرى.
في الأثناء سيطر الجيش الحر على مجمل مدينة معرة النعمان الاستراتيجية الواقعة على الطريق العام الذي يصل دمشق بحلب في محافظة ادلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، ان القوات النظامية انسحبت من كل الحواجز الواقعة في مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار، باستثناء حاجز واحد عند احد المداخل، مشيراً الى الاهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكماً كل تعزيزات النظام في طريقها الى حلب.
وكانت اشتباكات عنيفة وقعت في المدينة استمرت 48 ساعة.
وقتل، امس، في قصف على معرة النعمان طفل، بعد مقتل 12 مقاتلاً معارضاً و10 مدنيين، اول من امس، في القصف والمعارك، بحسب المرصد.
وباتت مجمل مناطق ريف ادلب خارج سيطرة القوات النظامية.
واقتحمت القوات السورية، امس، حي الخالدية في حمص، احد ابرز معاقل المعارضة المسلحة في المدينة كما افاد التلفزيون السوري الرسمي.
وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون الى تقدم للقوات النظامية داخل الحي، لكن من دون ان تتمكن من السيطرة عليه. وذكر التلفزيون في شريط اخباري ان «قواتنا المسلحة تبسط الامن في اجزاء كبيرة من حي الخالدية، وتلاحق فلول المسلحين في ما تبقى منه».
وذكر المرصد السوري من جهته، ان هناك تقدماً للقوات النظامية في حي الخالدية، الذي تدور حوله معارك منذ اشهر طويلة، لكن هذه القوات لم تتمكن من الوصول الى وسط الحي.
وقال الناشط ابوبلال الحمصي، الموجود في حمص القديمة، لوكالة فرانس برس، في اتصال عبر «سكايب»، ان الجيش اقتحم جزءاً من حي الخالدية، ولم يقتحم الحي بشكل كامل. واضاف هناك 800 عائلة محاصرة في حمص، وستحدث مجزرة لم تشهدها الثورة ان تم الاقتحام الكامل.
وكشف مسؤولون في المعارضة السورية أن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبدالباسط سيدا زار، اول من امس، الأراضي السورية، وتجول في منطقة قريبة من الحدود مع تركيا.
وقال مسؤولان في الجيش السوري الحر، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إن سيدا زار بلدة باب الهوى المحاذية لتركيا في محافظة إدلب، حيث التقى العديد من قادة هذا الجيش المعارض. وهي الزيارة الأولى للمعارض السوري إلى داخل الأراضي السورية منذ تسلمه رئاسة المجلس الوطني في يونيو الماضي من سلفه برهان غليون.
وأكدت المصادر نفسها أن سيدا اجتمع مع رئيسي المجلسين العسكريين في محافظتي إدلب وحلب عن الجيش السوري الحر، وتم التطرق خلال الاجتماع إلى سبل تمويل ودعم الجيش في هذه المناطق الواقعة شمال غرب البلاد.