التوتر عملة لها وجهان أحدهما سلبي والآخر إيجابي فالدراسات الحديثة تشير إلى أن أمراضاً عدة ترتبط بالانفعال والتوتر.
مثل داء السكري والغدة الدرقية، وتحفيز السرطان، ويسبب بعض أمراض البشرة. كما انه يعتبر مفيداً أحياناً لأنه يتيح لنا إنجاز بعض الأعمال التي ما كنا لنفعلها لولا ضغط التوتر.
فالتوتر إيجابي إذا كان موجهاً، وهو يساعدنا على التركيز والتصرف بفاعلية وتطوير أدائنا ومهاراتنا…
تخلص من التوتر من أجل صحة أفضل:
التوتر يصبح سلبياً حين يصبح حالة دائمة مسيطرة على حياتنا. وقد أثبتت دراسات عدة أجراها باحثون من كل أنحاء العالم أن التوتر الدائم يؤثر سلباً في صحتنا وهو سبب بعض الأمراض والالتهابات.
تنشيط داء السكري :
تؤكد الدراسات العلمية أن التوتر يسرّع داء السكري. فتوتر العمل والقلق والعواطف السلبية تضاعف خطر التعرض لداء السكري لأن التوتر يحفز إنتاج الأدرينالين، الهرمون المقاوم للأنسولين الذي يبطل فاعلية الإنسولين ويسرّع داء السكري. لهذا السبب، نلاحظ أن بعض الأشخاص يصابون بداء السكري بعد الموت المفاجئ لأحد أقاربهم أو بعد تعرضهم لحادث سير فظيع.
التأثير في الغدة الدرقية :
يخفف التوتر الدفاعات المناعية ويؤثر في عمل الغدة الدرقية. والواقع أن الخلل في عمل الغدة الدرقية يصيب خصوصاً الأشخاص الذين يشغلون مناصب رفيعة لأن هؤلاء يواجهون صعوبات عدة في العمل ويعانون عموماً من التعب والإرهاق والاكتئاب.
تحفيز السرطان :
نلاحظ أحياناً أن بعض الأشخاص يصابون بالسرطان بعد فترة وجيزة من طلاقهم أو الموت المفاجئ لأحد أقاربهم. يقول البعض إنه لا يوجد أي رابط بين الحدث الأليم ونشوء السرطان، لكن بعض العلماء يؤكدون أن السرطان هو مرض متعدد العوامل، يؤثر فيه التوتر بشكل مباشر.
وقد أظهرت إحدى الدراسات العلمية أن السرطان تسارع بشكل كبير وملحوظ عند الفئران التي وضعت في علبة صغيرة، وتعرضت بالتالي لتوتر كبير. في المقابل، تضاءل انتشار السرطان عند هذه الفئران فور إخراجها من دائرة التوتر.
ويرى أطباء السرطان أن هذه الاستنتاجات بالغة الأهمية وباشروا فعلاً في اعتماد علاجات “استرخاء” مع مرضى السرطان، مثل التأمل والعلاج النفسي والاسترخاء، للحد قدر الإمكان من التوتر الناجم عن علاج المرض.
استهلال بعض أمراض البشرة :
يلاحظ بعض الأشخاص معاناتهم من الأكزيما في الظهر والكتفين فور تعرضهم لعواطف قوية، فيلجأون حينها إلى المسكّنات وتقنيات الاسترخاء لمعالجة مشكلة البشرة! ويرى أطباء الجلد أن العلاقة بين التوتر وأمراض البشرة قوية جداً، ويؤكدون أن التوتر والقلق والاكتئاب تكون غالباً وراء ظهور العديد من أوجاع البطن وأمراض القولون.
التحدث إلى الغرباء مفيد جداً :
قد يبدو لك الأمر غريباً لكنه فعال جداً. فإذا أردت تحسين مزاجك، تحدثي مع غريب. يقلل الأشخاص عموماً من التحسن الذي يشعرون به بعد التحدث الى غرباء .. لكن في دراسة أميركية شملت 38 ثنائياً توقع معظمهم الشعور بالتحسن بعد التحدث الى الشريك الآخر وليس إلى شخص غريب . إلا أن الذين تحدثوا مع شخص لا يعرفونه كشفوا عن تحسن كبير في المزاج و المعنويات.