ثمة رواية قديمة قيل أن أهالي الأسكندرية كانوا يتوقعون غزوا بربريا مدمرا لمدينتهم، ليعيشوا حالة من الخوف والأرق والمعاناة النفسية بانتظار مصيرهم وما قد يحدث لهم بسبب هذا الغزو، إلا أن الغزاة قد غيروا رأيهم ولم يغزوا مدينتهم فقال أحدهم لقد غزونا وإن لم يغزونا، فلقد غزانا التعب والخوف والإرهاق وحطم عقولنا وقلوبنا وأحبط عزيمتنا وقدرتنا على الحياة والابداع..
ما يحدث في بلدي حالة من أسوأ حالات الإرهاق النفسي فهناك إرهاق اجتماعي وآخر اقتصادي وثالث سياسي، وبات الجميع محبطا مما يجري ويتساءل لماذا ولمصلحة من كل هذا العبث، والى أين نحن سائرون؟
لقد طغت علينا ظروف أكبر منا وجرفتنا سيول لسنا بحجمها وبقوتها حتى شعرنا بعملقتها وعجزنا أمامها، دون أن نعرف خلاصنا أين ومتى، فكل ما هو محيط بنا أسوار عالية وعاتية لا أحد يستطيع القفز فوقها، وثم مصير مجهول لا نعرفه يلازمنا منذ فترة كالأشباح يهدد مستقبلنا ويزيد من إحباطنا ويرهقنا نفسيا وجسديا..
لقد أصبحنا نعيش في وطن تطورت به أساليب الإرهاق وتعددت به أشكال التعب والاحباط وأصبح اليأس والقلق يدخلان علينا من كل جانب ويراودانا في كل خطوة حتى شل تفكيرنا وتوقفت أفكارنا وأصبحنا جامدين لا نعرف ماذا يحصل ولماذا؟
حالتنا يرثى لها حيث نعيش أسوأ حالات الإرهاق التي أصابت كل مؤسساتنا الدستورية «تنفيذية وتشريعية وقضائية» والمدنية قد أصابها الإرهاق، كما أصاب مستشفياتنا ومدارسنا وطرقنا ومساكننا وكهرباءنا وماءنا وأغذيتنا، بل حتى فسادنا أصيب بالإرهاق..
يعني بالعربي المشرمح ما يقى فينا مغر إبرة صاحي من الإرهاق ومع الأسف أن الإرهاق الذي نمر به صناعة محلية ومتعمدة كالفساد وغيره من مظاهر العبث المنظم والمبرمج لذلك أصبنا بالعجز والشلل التام نتيجة هذا الإرهاق المفتعل وعلى قولت الشعب السوري «مالنا غيرك يا الله» تشفينا من هذه العلل التي أصابتنا.
شرمحة دستورية
أتمنى ممن أعلن احترامه لحكم المحكمة الدستورية بشأن الصوت الواحد وقرر ترشحه للانتخابات أن يحترم أيضا حكم المحكمة ذاتها بشأن تجريم الفرعيات ويقاطع الفرعي وإلا فكيف يحترم حكما هنا ويخالف حكما آخر لذات المحكمة!!