لم تغرق الكويت بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد بضع ساعات بل غرقت بسبب سوء إدارة الدولة وإهمال القائمين عليها ونتيجة انعدام الضمير وانتشار الفساد والعبث المبرمج والمستمر دون رادع ومحاسبة ، ونتيحة تهاون متعمد وانعدام الرقابة والمسؤولية الوطنية والقانونية، بل ولانعدام الضمائر الحية الحريصة على وطنها ومقدراته وأمواله التي تهدر بعبث ودون أي رقابة أو محاسبة لمن يديرها..
هذه الأمطار وغيرها جاءت لتعري الحكومة والمدافعين عنها وتكشف لنا مدى العبث والفساد الذي صاحب المشاريع الحكومية التي طالما تبجحت بها الحكومة والمتنفذين ومرتزقتهم بأنها إنجازات في سجلاتهم وخدمات يتفاخرون بها أمام وسائل الإعلام وفي أول امتحان في بضع ساعات كشفت لنا الأمطار فساد تلك المشاريع التي نفخت جيوبهم وبطونهم من أموال الأمة ..
هذه الأمطار أتت بموعد انعقاد القمة الافرو-عربية لتبعث برسالة تذكيرية لمن انتقد المعارضة من إقامة تجمعها في ساحة الإرادة وقت انعقاد القمة الاقتصادية بأن ما حدث في ذلك الوقت أبرز لضيوف الكويت الوجه الديمقراطي لها ومساحة الحرية التي يتمتع بها المواطن الكويتي وهو وجه مشرق وحضاري أمام وفود تلك القمة وليس كما قيل بأنه إساءة لسمعة ومكانة الكويت، بل الإساءة الحقيقية للكويت هي ما كشفته الأمطار التي هطلت عشية وصول الوفود الافرو-عربية عن الوجه القبيح والسيء للبنية التحتية والخدمات التي تشرف عليها الحكومة وعجز الحكومة ومدى الفساد في مشاريعها وهو الامر المخزي الذي تعجز حكومة دولة بحجم حكومة الكويت التي تدير مليارات من ادارة أزمة هطول أمطار لبضع ساعات أمام وفود الدول التي ستدعم بعضها حكومتنا لتحسين بنيتها التحتية وتطوير خدماتها ..
هذه الأمطار اتت كرسالة لمن أغمض عينيه عن الفساد والعبث في المشاريع الحكومية ولمن استمات مدافعا عن الحكومة وتنميتها ولمن يبرر للهبات والمساعدات التي تنفق على دول بعضها وقفت مع أعداء الكويت وبعضها لم نسمع بها يوما من الأيام بينما الكويت وشعبها بأمس الحاجة لهذه الهبات والمساعدات لتغطي ما كشفته لنا الأمطار من ترهل وفساد في بنيتنا التحتية..
يعني بالعربي المشرمح :
غرقنا من الفساد الذي عم البلاد لا من أمطار أتت لنا رحمة لتكشف لنا مدى تأثير هذا الفساد على بنيتنا التحتية التي انهارت في أول أمتحان لها ولو أن ما حدث لنا قد حدث في دولة أخرى تحترم شعبها لقُدم المسؤولون عن هذا الفساد للمحاكمة والحبس والعزل من الوظائف العامة أما وقد حدث هذا في الكويت فلن تقبل الحكومة أن يسجل في سجلاتها التاريخية أنها حاسبت وسجنت فاسدا في سابقة لم تحدث في تاريخ الحكومات التي سبقتها..
شرمحة مليارات :
بمناسبة الدعم الذي خصص للدول الإفريقية لمساعدتها في تطوير وتحسين الطرق والبنية التحتية في أوطانها هل سيكون جزء من هذه المليارات لدولة الكويت لمساعدتها على تطوير بنيتها التحتية وتحسين طرقها بعد أن كشفت لنا الأمطار بأنها بأمس الحاجة هي الأخرى لتلك المليارات ..؟! اعتبروها دولة افريقية واعتبرونا شعبا شقيقا؟