حين سمعت بالمليارات التي ذهبت لمصر في الآونة الأخيرة توقعت أن يخرج لنا وزير المالية الأسبق بدر الحميضي ليصرح لنا عن اعتراضه على تلك الهبات والعطايا ويحدثنا عن «العجز الإكتواري » الذي طالما يتحدث به حين يتقدم البرلمان أو الحكومة بزيادة رواتب للمواطنين أو إسقاط قروضهم أو حتى منحة مقطوعة ، كما توقعت أن تخرج لنا الوزيرة الحالية رولا دشتي لتصرخ من قمة رأسها وتقول « لكويت راح تفلس إزا عم تبعزؤا المصاري هيك» كما كانت تقول عند أي علاوة أطفال أو زيادة لمعاشات المتقاعدين ..
الكويتيون يقولون « المال عديل الروح « ولأن تلك الهبات والعطايا ليست بمالهم بل أموال الشعوب ومقدراته وهم فقط مؤتمنين على إدارتها لذلك نجدهم لا يكترثون في « فسفستها « هنا وهناك ، وأعتقد أن الشعوب الخليجية لا تعترض على تلك العطايا والهبات خصوصا اذا كانت تذهب لأشقائهم من الشعوب العربية والأسلامية ، لكنهم حتما سيغضبون ويسخطون عندما تكون أحوالهم المعيشية بهذا السوء ويشاهدون حكوماتهم تنفق أموالهم بهذه الصورة العبثية ..
لو قامت حكومات الخليج بصرف تلك الأموال على شعوبها وتحسين أوضاعهم المعيشية وخدماتهم العامة ثم بعد ذلك تصرفوا كيفما شاؤوا بالفائض لديهم لما كان هذا الغضب والسخط عليهم من قبل مواطنيهم ..
ولو أن تلك الأموال ذهبت في عهد الرئيس مرسي المعزول لما شاهدنا ما حصل بمصر من انقلاب على الشرعية ..
ولو أن تلك الأموال ذهبت لثوار سوريا وشعبها المنكوب لما بقي الأسد يوماً واحداً متربعاً على جثث وجماجم الأطفال والنساء والشيوخ ..
يعني بالعربي المشرمح :
سيقول المنقلبون في مصر على الشرعية بسنا فلوس يا خليج .. بسنا فلوس ياربي .. وسيأتي علينا يوم ما نبحث عن تلك الأموال فلا نجدها خصوصا حين يعبث بها بهذه الطريقة التي تنم عن عدم وجود حصافة سياسية وادارة حكيمة لأموال الأمة التي تبعثر هنا وهناك وملاكها ينظرون لها دون أي يطولوا شيئاً منها ..
شرمحة حكومية :
في مثل كويتي يقول «فوق شينه قواة عينه» وحكومتنا القوية مازعلت على المستشار أبو زند يوم صرح قبلهم بالهبات، شاطرين علينا يوم سمعوا أن الشعب مستاء وغير راض عن العبث بأمواله بهذه الطريقة فخرج الشمالي ليقول للشعب لاصوت يعلو على صوت الحكومة ، وأقول له صدقت يا معالي الوزير ويحق لك هالكلام بعد ما عرفت مخرجات الصوت الواحد .. ودور بيها يالشمالي دور بيها .. دور بيها ولا تبالي دور بيها !!