قيل إن كنت تدري فتلك مصيبة وأن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم وهو الأمر الذي ينطبق تماما على استبيان مجلس الأمة حول معرفة أولويات المواطنين فإن كان نواب الأمة لا يعرفون أولويات المواطنين فتلك مصيبة وان كانوا يعرفونها ولكنهم يبحثون عن مبررات لعجزهم عن حلها فالمصيبة أعظم.
فاستبيان مجلس الأمة حول أولويات المواطنين كان بمثابة استهجان وغضب من الأمة خصوصا وانه صادر من نواب خرجوا من رحم هذه الأمة الذين يفترض بهم أن يعرفوا أولوياتها ومشاكلها وبالتالي قد تم اختيارهم لحلها وانهائها ولو ان الاستبيان جاء من قبل الحكومة لكان الأمر أهون وأخف ضررا وسخطا لكن ان يأتي من نواب الأمة أمر غير مقبول ومرفوض تماما لأن ذلك الامر يدين النواب ويدخلهم في دائرة الشك وعدم المصداقية خصوصا ووانهم كانوا يتبنون تلك الاولويات في حملاتهم الانتخابية وتم اختيارهم على هذا الأساس.
والحديث عن أولويات المواطنين بات حتى الرضيع يعرفه في الكويت بل ومضت على هذه الأولويات عقود طويلة وناقشته أغلب مجالس الأمة واثارته وسائل الاعلام بشكل موسع وكبير اضف إلى ذلك أن الدواوين الكويتية تتحدث بشكل يومي عن هذه الأولويات الأمر الذي جعل من تلك الاولويات حالة معروفة حتى عند مواطني الدول المجاورة ثم من المنطقي ان نواب الأمة هم جزء من هذه الأمة وممثلون عنها بمعنى انهم يعانون تلك المشاكل ويستشعرونها كبقية المواطنين فلم نأت بهم من جزر الواق واق حتى نحتاج ان نقدم لهم استبيانا حول اولويات المواطنين لكن يتبنون حلها وانهاءها كما اراد هذا الاستبيان الذي اصبح استهجانا من قبل المواطنين.
استبيان مجلس الأمة زاد من احباط المواطنين وشعروا بخيبة أمل بخصوص حل مشاكلهم وازدات الفجوة بينهم وبين نوابهم كما هو الحال بينهم وبين حكومتهم حيث زاد هذا الاستبيان الطين بلة لأنه دليل قاطع يقدمه النواب لناخبيهم عن جهل نواب الأمة لأولويات المواطنين وعدم معرفتهم لمعاناتهم ومشاكلهم الأمر الذي جاء عكسيا على صاحب هذه الفكرة الفاشلة وافقدت الناخبين الثقة بنوابهم الذين اختاروهم لمثل هذه الأمور.
وباعتقادي وبعد ان لاحظنا الاحباط الواسع الذي اصاب المواطنين من مؤسساته الدستورية وعجزها التام عن تبني اولويات المواطن وحل مشاكله فباتت الضرورة للتركيز على اولوية واحدة من شأنها ان تحل بقية الاولويات وهي اعادة الثقة لنفوس المواطنين في مؤسساتهم الدستورية.
يعني بالعربي المشرمح ان كان نواب الأمة جادين في معالجة اولويات المواطنين وجعلها في اولويات جدول أعمالهم فعليهم ان يعيدوا الثقة للمواطنين في مؤسساتهم الدستورية وخصوصا التشريعية والتنفيذية وبهذا ستحل جميع مشاكل المواطنين وستنهي معاناتهم للأبد بدلا من هذا الاستبيان الذي أصبح مستهجنا من قبل الأمة.