حصيلة القتلى تخطت 33 ألف شخص.. وإسقاط طائرة حربية في ريف حلب
القوات السورية تقصف معرة النعـــــــمان لاستعادتها من يد «الحرّ»
قصف الطيران السوري، أمس، محيط مدينة معرة النعمان، التي تحولت معقلاً للجيش السوري الحر في ريف إدلب (شمال غرب)، بينما أسقط مقاتلون سوريون معارضون، أمس، طائرة حربية قرب قرية في ريف حلب كبرى مدن شمال سورية. في وقت بحث مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، سبل تسوية النزاع المستمر منذ نحو 19 شهراً، وأسفر عن مقتل 33 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأصيب 22 مقاتلاً من الجيش السوري الحر جراء قصف بالطيران الحربي استهدفهم، صباح أمس، خلال محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان بريف إدلب والمحاصر منذ أيام، بحسب المرصد السوري.
وقال المرصد «إن 22 مقاتلاً من الكتائب الثائرة المقاتلة أصيبوا بجروح إثر القصف الذي تعرضوا له من طائرة حربية لدى محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف للقوات النظامية المحاصر منذ أيام عدة». وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس» في اتصال هاتفي ان ثلاثة من المصابين في حالة حرجة. وكان الطيران الحربي قصف، أمس، مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل أيام، وقرية معرشمشة المحيطة بالمعكسر، بحسب المرصد.
كذلك افاد المرصد بتعرض بلدة حيش الواقعة جنوب معرة النعمان الى قصف بالطيران الحربي، بعدما «استشهد فيها ليل الجمعة (أول من أمس) 12 مقاتلاً من الكتائب الثائرة المقاتلة من محافظة حماة، خلال اشتباكات عنيفة دارت في البلدة».
ويفرض المقاتلون المعارضون منذ ايام حصاراً على معسكر وادي الضيف، القاعدة العسكرية الأكبر في منطقة معرة النعمان، الذي شهد محيطه، أول من أمس، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، بحسب المرصد.
وكان المقاتلون سيطروا، الثلاثاء الماضي، على مجمل معرة النعمان باستثناء حاجز واحد على مدخل المدينة، مازال تحت سيطرة القوات النظامية، بحسب المرصد. وتعد معرة النعمان مدينة استراتيجية، نظراً لوقوعها على خط امداد القوات النظامية الى حلب كبرى مدن شمال سورية التي قتل فيها، أمس، اربعة مقاتلين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في أحياء العامرية والإذاعة وصلاح الدين والأعظمية والزهراء والأحياء الغربية، بحسب المرصد.
وفي حلب أيضاً، قال المرصد إن «مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة أسقطوا طائرة حربية كانت تشارك بقصف محيط بلدة خان العسل قرب قرية كفرناها» في ريف حلب الغربي، مشيرا الى ان المنطقة «تشهد اشتباكات عنيفة».
وفي حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية، أمس، للقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية «رافقه اصوات انفجارات هزت ارجاء الحي المحاصر»، بحسب المرصد. كما تعرضت مدينة القصير في ريف حمص للقصف.
وتسعى القوات النظامية الى السيطرة على أحياء في حمص التي تعد معقلاً للمقاتلين المعارضين، وشهدت على امتداد النزاع السوري الممتد منذ 19 شهراً، معارك عنيفة، ولاتزال اجزاء منها خاضعة للحصار وتتعرض للقصف.
وفي درعا (حنوب)، تتعرض بلدة معربة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحامها، وتخوض اشتباكات مع المقاتلين المعارضين في محيطها، بحسب المرصد.
إلى ذلك، قال عبدالرحمن، إن عدد القتلى وصل الى 33 ألفاً و82 شخصاً، منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف مارس .2011 وأوضح ان الضحايا «هم 23 ألفاً و630 مدنياً، و1241 مقاتلاً منشقاً، و8211 من القوات النظامية». وتشمل حصيلة المدنيين أولئك الذين حملوا السلاح لقتال القوات النظامية من غير الجنود المنشقين.
ولفت عبدالرحمن الى ان قرابة 1000 شخص قتلوا في الايام الخمسة الاخيرة، معتبراً ان «ما يجري حاليا في سورية هو حرب رسمية»، موضحاً ان عدد الضحايا «قد يكون مضاعفاً» في حال إجراء تحقيق جدي بعد انتهاء النزاع.
ولا تشمل الحصيلة المئات من الجثث المجهولة الهوية، او «الشبيحة» من الميليشيات الموالية للنظام، او العدد الكبير من المفقودين الذين لا يعرف مصيرهم.
وقال المرصد إن المعدل اليومي للقتلى في أكتوبر بلغ 189 شخصاً.
سياسياً، بحث الابراهيمي، أمس، في اسطنبول مع وزير الخارجية التركي «كل أوجه» النزاع السوري. كما يصل الابراهيمي، غدا إلى بغداد في زيارة يلتقي خلالها رئيس الوزراء نوري المالكي، لبحث الأزمة السورية.
وقال علي الموسوي، مستشار المالكي، إن الابراهيمي «سيصل الى بغداد الاثنين (غدا) وسيلتقي رئيس الوزراء لبحث الأزمة السورية». وأضاف ان «العراق اعلن في مناسبات عدة دعمه مهمة الابراهيمي لحل الازمة السورية وإنهاء مأساة الشعب السوري بشكل سلمي».
من جهته، أعلن أحمد فوزي المتحدث باسم الإبراهيمي في بيان، ان المباحثات التي أجراها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الابراهيمي في مدينة جدة، أول من أمس، تطرقت الى«السبل الكفيلة بوقف إراقة الدماء» في سورية.
وأضاف ان «الأوضاع تزداد تدهوراً يوماً بعد يوم»، مشيراً الى «عذابات الشعب السوري التي لا مثيل لها». وأوضح أن الملك والابراهيمي أكدا «ضرورة تقديم مساعدات انسانية لنحو 2.5 مليون نازح»، واكثر من 350 الف لاجئ في دول الجوار.