بغداد (رويترز) – قال مسؤول عراقي كبير إن بلاده تتعقب مسلحين مجهولين قادوا هجوما على معسكر لمعارضين إيرانيين قرب بغداد وإن التحقيقات أكدت عدم ضلوع قوات الأمن فيه.
وقتل أكثر من 50 شخصا في معسكر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في سبتمبر أيلول في هجوم وصفته الأمم المتحدة بأنه ‘جريمة وحشية’ ونددت به الولايات المتحدة وبريطانيا. وكان لدى المهاجمين وقت كاف لتنفيذ عمليات قتل شبيهة بالإعدام وزرع قنابل.
وتريد منظمة مجاهدي خلق التي رفعتها وزارة الخارجية الأمريكية من قائمتها الخاصة بالتنظيمات الإرهابية العام الماضي الإطاحة بحكم رجال الدين في إيران وحاربت إلى جانب العراق في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات.
ولم تعد الجماعة مرغوبا في وجودها في العراق في ظل الحكومة التي يقودها الشيعة والتي تولت السلطة بعد الاطاحة بصدام حسين في عام 2003. وتتهم الجماعة قوات الأمن العراقية بالمسؤولية عن الهجوم.
وقال حيدر العقيلي وهو عضو في لجنة حكومية تشرف على التحقيق في الهجوم إن الشيء الرئيسي الذي كشفت عنه التحقيقات إلى الآن هو عدم ضلوع قوات الأمن العراقية في الهجوم وإن جماعة مسلحة غير معروفة هي المسؤولة عنه.
ونفت السلطات العراقية مرارا أي دور لها في الهجوم الذي فقد فيه كذلك بعض سكان معسكر أشرف. وتقول منظمة مجاهدي خلق إن القوات العراقية أخذتهم رهائن وإنهم نقلوا جوا إلى محافظة العمارة لتسليمهم لإيران.
ونفى العقيلي وهو مسؤول في وزارة حقوق الإنسان العراقية هذا قائلا لرويترز إن صور الأشخاص الذين ترددت مزاعم أنهم مفقودون وزعت على المطارات ونقاط التفتيش ولم تتلق السلطات أي أنباء تخصهم.
ويرأس لجنة التحقيق رئيس الأمن الوطني العراقي وتضم ممثلين من الوزارات وجهاز المخابرات والأمم المتحدة.
وأضاف العقيلي أن 53 شخصا قتلوا وليس 52 كما ورد أصلا في تقرير الأمم المتحدة التي قالت إن ممثليها رأوا جثث أشخاص مصابين بأعيرة نارية وبعضهم أيديهم مقيدة. وقال العقيلي إن القتيل الإضافي لم يعلن عنه حتى الآن لأن وجهه محروق ولم يتسن التعرف عليه من قبل كأحد سكان المعسكر.
ونقل آخر سكان من المعسكر إلى قاعدة جديدة في سبتمبر أيلول. وكان به زهاء 100 من أعضاء مجاهدي خلق وقت الهجوم.
وأفاد مسؤولون بأن السلطات العراقية أصدرت 148 أمر قبض على أعضاء من مجاهدي خلق بخصوص جرائم ضد العراقيين منذ عام 1991 لكن لم يعتقل أي منهم.
وقال العقيلي إن المجموعة التي نفذت الهجوم على المعسكر كان لديها على ما يبدو وقت كاف لإعدام الضحايا وزرع قنابل في سيارات ومبان فجرتها بعد ذلك عن بعد.
وتابع قائلا إن العملية دقيقة ومعقدة وكبيرة مضيفا أن أعضاء مجاهدي خلق الذين شاهدوا الهجوم لم يبدوا تعاونا مع سلطات التحقيق.
وأشار إلى احتمال وجود نزاع داخل المعسكر وأن بعض المهاجمين جاءوا من داخله. وقال إن من بين الاحتمالات الأخرى أن المفقودين السبعة هم المسؤولون عن الهجوم.
وكان عدد أعضاء مجاهدي خلق في العراق 4174 حتى عام 2003. وقال العقيلي إن الأمم المتحدة أعادت توطين نحو ألف منهم بينما رفض 1600 منهم مقابلة مسؤولين. ويجري إعادة توطين الباقين.
من سؤدد الصالحي
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير عمر خليل)