تعد ظاهرة الزوجة الثانية في حياة عدد من الرؤساء والملوك ملفتة للأنظار، وباستثناء حالة الرئيس السوداني عمر البشير الذي احتفظ بزوجته الأولى في إطار دعوته المتكررة إلى تعدد الزوجات، فقد انفصل عدد من الرؤساء والملوك عن زوجاتهم اللاتي شاركنهم أيام النضال والمعاناة والسجون، واستبدلوهن بعد وصولهم لكراسي الرئاسة بشابات جميلات صغيرات في العمر، بعض هذه الزيجات تم انفصالها في هدوء، وذهبت الزوجة الأولى، أو السيدة الأولى لحال سبيلها، بينما رفضت بعضهن التسليم بالأمر الواقع، وانتقلن إلى صفوف معارضة الرئيس أو الزوج السابق، وكثيرا ما استخدمتهن حركات المعارضة في النيل من الرئيس أيضا.
وتعتبر الحياة الخاصة لمشاهير السياسة وخاصة الرؤساء والملوك في العالم العربي مادة دسمة للصحافة والإعلام، لكن قليلة هي الحوارات واللقاءات التي يتحدث خلالها هؤلاء عن حياتهم الخاصة وعلاقاتهم وحتى طريقة تعارفهم وارتباطهم.
ـ نازلي صبري
ولدت الملكة نازلي في 15 يونيو 1894، في قصر أبيها في الإسكندرية في ضاحية سان ستيفانو، وكان هذا القصر مجاورا لقصر محمد باشا سعيد، رئيس الوزراء الأسبق، وكان والدها عبد الرحيم باشا صبري وزيرا للزراعة، وكان يتنقل بين القاهرة والإسكندرية، وبعد ذلك انتقلت أسرته إلى قصر كبير في حي الدقي، ووالدتها هي كريمة محمد شريف باشا، الذي يرجع نسبه إلى الأشراف، وجدها لأمها سليمان باشا الفرنساوي الذي جاء لمصر مع الحملة الفرنسية واعتنق الإسلام وأصبح قائد ومدرب الجيش المصري، وواصل مهمته حتى عصر سعيد باشا.
تزوج الملك فؤاد الأول من «نازلي» بعد طلاقه من زوجته الأولى، الأميرة شويكار، وكان يكبر «نازلي» بحوالي 20 عاما، لهذا كان شديد الغيرة عليها يخفيها داخل جدران القصر ويعين الجواسيس لمراقبتها دائما، بل وخرجت شائعات تفيد أنه كان كثيرا ما يعذبها، وأنجبت من الملك 5 أبناء هم «الملك فاروق، والأميرة فوزية، وفائزة، وفائقة، وفتحية».
وعندما توفي الملك في إبريل 1936 شعرت «نازلي» بالحرية للمرة الأولى بعد أن عاشت طويلا داخل جدران سجنها الملكي.
لعبت «نازلي» دورا كبيرا بعد وفاة «فؤاد» في تولى الملك فاروق للعرش، حيث كان عند وفاة والده لم يبلغ السن القانونية التي تمكنه من تسلم كامل لسلطاته الشرعية، حيث تم تعيين لجنة وصاية عليه كان يرأسها أبرز الطامعين في الحكم وقتها الأمير محمد علي توفيق، ما دفع «نازلي» لاستصدار فتوى من الإمام المراغي بأنه يجوز للإنسان أن يتصرف في أمواله عندما يبلغ 15 عاما من عمره ليتسلم فاروق حكم البلاد وهو في عمر 17، ويقال إن احمد باشا حسنين، رئيس الديوان الملكي، لعب دورا في هذا أيضا.
وارتبطت «نازلي» بعلاقة عاطفية مع أحمد حسنين وتزوجته عرفيا لما يقارب 9 سنوات، إلى أن توفي في حادث سيارة، في 19 فبراير 1946، إثر اصطدام لوري تابع للقوات البريطانية بسيارته على كوبري قصر النيل.
وفى منتصف مايو 1947 هاجرت «نازلي» إلى الولايات المتحدة، وأصيبت بمرض عضال وبعد شفائها منه، قيل إنها اعتنقت الكاثوليكية عام 1965، وهو نفس عام وفاة ابنها الملك فاروق.
– ناريمان صدقي
بعد أن تم الطلاق بين الملك فاروق والملكة فريدة في 19 نوفمبر 1948، كان يعرض عليه بعض الفتيات لكي يختار عروسة جديدة، وكان الملك فاروق يضع شروطا محددة للملكة القادمة، وكان من تلك الشروط أن تكون وحيدة والديها، وأن تكون فتاة مصرية 100%، أي لا يجري في دمها أي دماء أجنبية، وان تكون من الطبقة المتوسطة العليا، ولا تكون من طبقة الباشوات، وأن تكون مؤهله صحيا وعمريا لأن تكون أما لولى العهد.
وكانت ناريمان حسين فهمي صادق وشهرتها الملكة ناريمان مواليد 31 أكتوبر 1933، الزوجة الثانية للملك فاروق الأول، وأم ولي عهده الوحيد احمد فؤاد، الذي تولى العرش وهو لم يتجاوز 6 أشهر تحت لجنة وصاية برئاسة الأمير محمد عبد المنعم.
تزوجت من «فاروق» وجلست على عرش مصر 14 شهرا بدءا من 6 مايو 1951، بعد أن شاهدها في محل الجواهرجي، أحمد نجيب، الذي رتب اللقاء مع الملك دون علمها، وكان الملك يقف خلف ستار حتى يراها وهي تختار شبكتها مع الدكتور محمد زكي هاشم الذي كان يعمل في مجلس الدولة، وأعجب بها الفور وتوجه إليها مباشرة وطلب منها الزواج، وبالفعل فسخت خطبتها لتتزوجه.
كانت «ناريمان» مع الملك حين تنازل عن العرش 26 يوليو 1952، ورحلت معه من الاسكندرية على ظهر الباخرة المحروسة متوجهة إلى إيطاليا.
وفي 6 أكتوبر 1952، طلبت الملكة السابقة الطلاق من الملك المخلوع ولم تحصل عليه إلا في فبراير 1954، وبعد أن تنازلت عن حضانة ابنها «أحمد فؤاد»، لتتزوج بعد شهور من الدكتور أدهم النقيب وأنجبت ولدها الثاني «أكرم» ثم انفصلت عنه وابنها عمره 3 أعوام، وفي آخر أيامها كانت تعيش مع زوجها الثالث الدكتور إسماعيل فهمي، حتى توفيت في 16 فبراير 2005.
عائشة محمد لبيب ـ
تزوج الرئيس السابق، محمد نجيب، من زينب أحمد وأنجب منها ابنته «سميحة» التي توفيت وهي بالسنة النهائية بكلية الحقوق عام 1950، وبعد طلاقه منها تزوج من عائشة محمد لبيب، عام 1934، حيث كانت أخت صديقه، محمود لبيب، وأنجب منها 3 أبناء «فاروق، وعلي، ويوسف».
وتعد «عائشة» زوجة أول رئيس مصري يحكم البلاد منذ فجر التاريخ، حيث عاشت معه فترة حكم مصر، وهي السيدة التي استقبلت زوجات الحكام وكبار المسئولين الذين زاروا مصر خلال فترة توليه رئاسة الجمهورية على مدار 19 شهرا من 18 يونيو 1953 حتى تاريخ إقالته في 14نوفمبر 1954.
والزوجة الأولي لـ«نجيب» كانت «سميحة» ريفية تزوجها في بداية حياته العسكرية، ولم ينجب منها سوي ابنة واحدة «سميحة» في عام 1931، وكانت فتاة هادئة طيبة، وحصلت علي ليسانس الحقوق وأصيبت بسرطان الدم وماتت في عام 1950 ويومها أحس محمد نجيب بحزن عميق وسيطر عليه الاكتئاب وفكر أن يستقيل من الجيش، لكن تمت ترقيته بعد ذلك فأغرته الترقية بالاستمرار في الجيش.
والزوجة الثانية في حياة «نجيب» تزوجها في أغسطس 1934 بعد أن طلق زوجته بـ40 يوماً فقط، كانت هذه الزوجة تدعي عائشة محمد لبيب، ابنة قائد عسكري راحل في سلاح الفرسان، وكانت تعيش مع أمها الأرملة و3 شقيقات في بيت كبير بحلمية الزيتون وهو نفس الحي الذي عاشت فيه مع «نجيب».
– جيهان السادات
تزوج الرئيس السابق محمد أنور السادات مرتين، المرة الأولى من إقبال ماضي وأنجب منها 3 بنات هم «رقية، وراوية، وكاميليا» حيث طلقها ليتزوج عام 1949 من جيهان رؤوف صفوت وأنجب منها 3 بنات وولد هم «لبنى، ونهى، وجيهان، وجمال».
وجاءت الزيجة الأولى من «إقبال» تقليدية إلى حد بعيد عن طريق الأسرة، فوالد «السادات» كانت تربطه علاقة صداقة قوية بوالد «إقبال»، كما أن «السادات» كان صديقاً لأشقاء «إقبال»، ورغم أنها كانت تكبره بعام إلا أنه طلب يدها من شقيقها، ورغم عدم اقتناعها به في البداية خاصة أنها ابنة أحد أعيان المنوفية إلا أنها وافقت على الخطبة وتمت خطبتها وكان أنور ملازماً وظلا مخطوبين 3 أعوام من عام 1937 وحتى عام 1940».
وفي بداية زواجهما عاشا في بيت والد السادات في كوبري القبة في جو يسوده التفاهم والاندماج حيث انبهرت «إقبال» بشخصية السادات القوية الأخاذة بالإضافة إلى خفة دمه، ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها مع «أنور» خاصة في فترة سجنه واعتقالاته إلا أنها صبرت معه خاصة بعد إنجابها 3 بنات، فكانت تبيع مصوغات أجهزة منزلها حتى تستطيع مشاركته في مصاريف المنزل.
لكن دوام الحال من المحال حيث انقلبت الأحوال بسبب حب جديد سيطر على قلب السادات وهو حبه لـ«جيهان»، ما دفع «إقبال» لطلب الطلاق وتم بالفعل عام 1949 بعد 9 سنوات من الزواج.
وتعرف السادات على «جيهان» للمرة الأولى لدى قريب في صيف عام 1948 وكانت وقتها لا تتجاوز الـ15 من عمرها وكان السادات في الـ30، ووقعت «جيهان» في غرام السادات منذ الوهلة الأولى لكن والدتها الإنجليزية رفضت السادات فور سماعها، إلا أن كل ذلك لم يضعف من عزيمة «جيهان» في الدفاع عن حبها.
وبالفعل تم الزواج بعد عدة أشهر من طلاق «السادات» لزوجته الأولى «إقبال» وبعدها بأشهر عاد «السادات» للجيش وكان راتبه لا يتعدى 40 جنيهاً حيث أقاما في شقة بـ 12 جنيهاً في حي الروضة، وكانت الأحوال المالية السيئة التي عانى منها الزوجان في البداية دافعا لـ«جيهان» الفتاة المدللة التي بدأت في تعلم كافة الأعمال المنزلية من كنس وكي وطبخ حيث كانت تحضر كتبا خاصة في الطهو للاسترشاد بها.
7-منى الحسين
أنطوانيت والتر غاردنر أو الأميرة منى الحسين والدة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الزوجة الثانية الملك الحسين، ولدت في أبسويتش بالمملكة المتحدة في 24 إبريل 1941 ، وتزوجت «الحسين» عام 1961.
وكانت «منى» برفقة والدها الذي ذهب إلى الأردن في بعثة تدريب وبقي هناك لمدة عام وانخرط بمشاريع لحل مشكلة شح المياه، والتقت بالملك أثناء عملها في التحضير لفيلم عن «لورنس العرب»، حيث سمح الملك لبعض القوات العسكرية بالمشاركة في التصوير وكان يزور مواقع التصوير من وقت لآخر، وأحبها في تلك الفترة.
وتم التعارف بين الملك ووالد الأميرة، وتقدم لخطبتها وتزوجها عقب انفصاله عن الملكة «دينا» عام 1957، وبعد الزواج منحها لقب أميرة، وأطلق عليها اسم «منى»، أما أسباب عدم تسميتها بالملكة منى والإبقاء على لقب أميرة يرجع إلى أنها لم تعلن إسلامها وبقيت مسيحية، وأنجبا 4 أبناء، ولدين وبنتين، منهم «عبد الله» الملك الحالي للأردن.
– فاطمة بنت مبارك
فاطمة بنت مبارك الكتبي أو أم الإمارات هي إحدى زوجات الحاكم الإماراتي الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأم ولي عهد أبوظبي الحالي، محمد بن زايد، وأنجبت 6 أبناء وبنتين.
و«فاطمة» من مواليد منطقة الهير في العين في إمارة أبو ظبي هي الابنة الوحيدة لوالديها عاشت طفولتها في قبيلة «بني كتب» العربية وداخل أسرة بدوية محافظة متدينة، تلقب في وسائل الإعلام الرسمية الإماراتية بلقب أم الإمارات، تزوجت بـ«آل نهيان» في الستينات، وكان وقتها حاكما للمنطقة الشرقية وانتقلت إلى مدينة أبوظبي منذ تسلم زوجها الحكم في الإمارة في 6 أغسطس 1966.
كانت «فاطمة» هي المفضلة عند زوجها بين بقية زوجاته، وكان لا يرفض لها طلبا، فسلم ولدها «محمد» مقاليد الرئاسة والسيطرة على الجيش، ثم سلم ولدها الآخر وزارة الخارجية، ويعقد لولدها الثالث على دائرة المخابرات ويتوج ولدها الرابع رئيسا لوزارة الإعلام.
وتزوج «زايد» بـ«فاطمة» رغم معارضة أمه الشيخة سلامة، التي رفضت الظهور العلني لـ«فاطمة» في ظل مجتمع قبلي بدوي محافظ، وكانت «سلامة» تريد لـ«فاطمة» أن تكون مجرد زوجة من زوجات الشيخ، لا تزيد عن ضرتها حصة بنت محمد وفاطمة بنت معضد، لكن فاطمة بنت مبارك كانت تطمح إلى أكثر من ذلك، وكانت تسعى للدخول إلى عالم الأضواء بأي طريق، ولم تتح لها الفرصة إلا بعد موت حماتها عام 1970.
وطلبت «فاطمة» من زوجها بعد دفن أمه أن تخرج إلى العمل العام، وبعد ذلك بعامين أعلن عن إنشاء أول تجمع نسائي في الإمارات وهو جمعية نهضة المرأة، وكانت برئاستها، وبدأ اسم «فاطمة» يأخذ مكانه في الصحف ووسائل الإعلام في حين انزوت أسماء زوجات «زايد» الأخريات.
ولعبت الصحافة دورها في تلميع «فاطمة»، التي أجادت لعبة الإعلام وفرضت نفسها كأمر واقع على الزوج والدولة والناس، وأصبحت تستغل المناسبات الوطنية والدينية لتظهر إلى جانب زوجها، إعلاميا على الأقل، فتتحدث عنه وعن الدولة وعن الأسرة والقصر حديث الزوجة الواحدة التي ليس لها ضرائر.
وبعد عودة «زايد» من الولايات المتحدة الأمريكية وإجرائه لجراحة ناجحة سارعت «فاطمة» باستغلال الحادثة للدعاية إلى نفسها فطارت إلى ولاية هيوستون الأمريكية، ثم وزعت على المجلات والصحف لقاء أجرته مع نفسها تحدثت فيه وكأنها الزوجة الوحيدة لزايد متجاهلة أولاده وبناته من زوجاته الأخريات.
– صفية فركاش
صفية فركاش زوجة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الثانية، وهي ممرضة ليبية سابقة تعرف عليها أول مرة عام 1970 أثناء خضوعه للعلاج في أحد المستشفيات وتزوج منها في العام نفسه.
و«فركاش» هي حفيدة، إيفان فركاش، أحد أشهر الشخصيات في مدينة موستار التي تقع الآن في جنوب جمهورية البوسنة والهرسك علي حدود جمهورية كرواتيا، التي درس بها «القذافي» أواخر الستينات وأقام بها فترة دراسته في أكاديمية القوات الجوية التابعة للجيش اليوغسلافي، وهناك تعرف «القذافي» على زوجته «صفية».
وكانت «فركاش» تعمل ممرضة حين تعرف عليها«القذافي» في المستشفى، إثر دخوله في حالة طارئة لاستئصال الزائدة الدودية في العام 1971، حيث تزوج بها في العام نفسه وأنجبت منه 7 أبناء.
وقرر «القذافي» تطليق زوجته الأولى بعد 6 أشهر من زواجهما وإنجابه منها ابنه «محمد»، قبل أن يرتبط بزوجته الثانية «فركاش» .
وأنجب «القذافي» كل أولاده المشهورين من «فركاش» وعددهم 7، كما أن الزوجان قررا تبني ابن وابنة هما «ميلاد» و«هناء» التي لقيت حتفها أثناء القصف الأمريكي على «طرابلس» عام 1986 ولم يتجاوز عمرها 4 أعوام.
وفي بداية حياتهما الزوجية، لم تظهر «فركاش» في وسائل الإعلام إلا نادرا، لكن في السنوات الأخيرة قبل الثورة الليبية بدأت «فركاش» تقوم بنشاطات مختلفة، فظهرت في احتفالات ليبيا بالثورة، مع زوجات الرؤساء الضيوف، كما حضرت حفل تخرج فتيات الثورة الليبية من كلية الشرطة في عام 2010.
ـ سميرة الشهبندر
تنحدر سميرة الشهبندر من إحدى الأسر العراقية الثرية وكان والدها تاجرا، تعرف عليها رئيس العراق السابق، صدام حسين، كامل حنا، أحد حراس صدام حسين الشخصيين ومتذوق الطعام الخاص به، وتزوجها بالسر دون علم زوجته الأولى، عام 1984، وأنجبت له ابنه «علي»، أثارت هذه العلاقة حنق زوجة «صدام» الأولى ساجدة خير الله طلفاح وابنه «عدي» الذي أحس أن هذه العلاقة إهانة لوالدته.
هذا الزواج سبب شرخا في العلاقات الأسرية لـ«صدام»، حيث قتل نجله «عدي»، «حنا»، اعتقادا منه أنه هو من تسبب في إحداث هذا الشرخ العائلي.
وكان «صدام» أذهل بجمال «شهبندر» عندما رآها للمرة الأولى عام 1982 أثناء ذهابها برفقة طياره لتفقد طائرة جديدة من نوع «بوينج 747»، وكانت وقتها في الأربعينات من عمرها، وبرفقة زوجها المهندس، نور الدين الصافي.
وبعد ذلك ذهب «صدام» لزيارتها في البيت حاملا باقة من الورد وعلبة من الشوكولاتة، ثم خطف زوجها وأرغمه على تطليقها، ولاحقا عينه رئيسا لمجلس إدارة الخطوط الجوية العراقية، لتتزوج هي من «صدام»، على رغم أنها من عائلة أرستقراطية، كانت تنظر بدونية إلى «صدام» القادم من منطقة فقيرة.
واستطاعت «سميرة» وحدها أن تلفت نظر «صدام»، ولم يحب أحدا مثلما أحبها، وكانت تعمل طبيبة عيون، وأصبحت زوجة صدام الثانية، وعن هذا تقول «شهبندر» إن «صدام كان يحب ساجدة كزوجة وأم لأولاده.. لكنه لم يحب أحدا مثلما أحبني»، وأضافت أنها بعد الزواج أصبحت تنتقل معه من منزل إلى منزل مفضلا إبقاء الزواج سرا، لكن بعد إنجابها «علي» قرر الإعلان عن الزواج.
– ليلى بن علي
ولدت ليلى الطرابلسي بن علي في 24 أكتوبر 1975، وهي الزوجة الثانية والحالية للرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي، وكانت سيدة تونس الأولى حتى 14 يناير 2011.
كانت «الطرابلسي» ابنة لعائلة بسيطة، وكان والدها بائعا للخضر والفواكه، لها 4 أشقاء، بعد حصولها على الشهادة الابتدائية، التحقت بمدرسة الحلاقة، حيث التقت رجل أعمال يدعى خليل معاوي، وهي في سن الـ18، وتزوجت منه قبل أن تطلق منه بعد 3 سنوات.
وبفضل معارف زوجها السابق بدأت في التوغل في عالم رجال الأعمال، وعملت «الطرابلسي» في تجارة بعض السلع بين تونس وإيطاليا.
وأثناء توليه مديرية الأمن الوطني تعرف «بن علي» على «الطرابلسي»، التي كانت مالكة لصالون حلاقة حريمي في تونس، وكان «بن علي» يشرف بنفسه على مداهمات تحصل لمحلات أو أماكن تصل أخبار عنها إلى الأمن، وفي إحدى مداهماته لمحل «طرابلسي» وقع في غرامها وانتهى بعلاقة سرية استمرت سنوات حتى انتهت بزواج مستمر حتى اليوم.
وعندما عين «بن علي» ملحقا عسكريا في المغرب كانت «الطرابلسي» تـزوره باستمرار في منفاه القريب، رغم وجود زوجته الأولى نعيمة الكافي وبناته الـ3 معه في المغرب، وبعد توليه رئاسة الجمهورية، قام «بن علي» بتطليق زوجته الأولى، ليتزوج «طرابلسي»، إذ لا يسمح القانون التونسي بتعدد الزوجات.
وكانت الزوجة الجديدة موضع سخرية المجتمع التونسي، واعتبرت رمزا للفساد في فترة حكم «بن علي»، ويشاع أنها حاولت الانتحار بواسطة السم بعد قيام الثورة التونسية.
ـ وداد بابكر
كان الرئيس السوداني، عمر البشير، متزوجا حين وقع في حب امرأة سودانية هي وداد بابكر، استطاعت أن تكسب قلب «البشير» بشخصيتها القوية، وتزوجها في وقت كانت زوجته الأولى تتلقى العزاء في وفاة والدتها.
وكانت «بابكر» متزوجة قبل ذلك من اللواء إبراهيم شمس الدين أحمد الذي قتل في حادث سقوط طائرة هليكوبتر عام 2001، ولها منه 5 أبناء.
ولدت «بابكر» في إحدى قرى منطقة المناقل وتنتمي إلى قبيلة «الكواهلة»، أكبر قبيلة عربية في السودان، لكنها كانت ابنة عامل بسيط، ودخلت «بابكر» للقصر كزوجة ثانية للرئيس وهي في ريعان شبابها إذ لم تكمل الصف الثالث من تعليمها الثانوي، وانقطعت عن الدراسة لأكثر من 10 سنوات عاشتها في كنف زوجها الأول.
بعد زواج «بابكر» و«البشير» بـ3 أعوام، عادت للدراسة فجلست لامتحان الشهادة السودانية عام 2005 فأصبحت الممتحنة الأولى، والتحقت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
ونجحت «بابكر» بسرعة أن تكسب حب الشعب السوداني من خلال تقديمها المساعدات لمنكوبي دارفور، لكنها عادت للاختفاء بعد انتقادات وجهت للبشير في أنه يستغل زوجته لتلميع صورته أمام العالم، أما زوجة «البشير» الأولى فلا يعرف أحد عنها شيئا.