اكتئاب ما بعد الولادة
1. خلفية الظاهرة:
من المتبع كثيرا النظر إلى حياة الفرد والعائلة، كعملية مركّبة من عدّة مراحل. وهنالك فترات انتقال بين مرحلة وأخرى. تعتبر هذه المراحل مسألة عامّة وشاملة، لكنها تختلف بين حضارة وأخرى.
إن المرحلة التي نتحدّث عنها، في الحالات العادية، هي مرحلة الانتقال من الزوجية إلى الأبوّة، والتي ترتبط كغيرها من مراحل الانتقال، بحدوث أزمة ما.
الحمل
عندما يحصل الحمل، تتغيّر كثير من الأمور، أولاً لدى المرأة التي تمر بتغييرات على المستوى البدني، المستوى الهورموني، ومستوى المظهر الخارجي. أحياناً يكون هذا الأمر مصحوبا بحالة من عدم الراحة الجسدية وصعوبة التصرف بارتياح وسهولة. كذلك على المستوى العاطفي، (هل أنا قادرة أو جاهزة للاعتناء بطفل، أي أم سأكون، هل سيمر الحمل بأمان؟ هل سيساعدني زوجي؟ كيف سيبدو جسمي بعد الحمل؟ هل سأفقد شبابي؟ وغير ذلك). كما يمر الرجل أيضاً، بتغييرات، ويعيش، هو أيضاً، حالة من التساؤلات المتعلقة بالأبوّة القريبة. يبدأ الزوجان مرحلة يتحولان خلالها من شخصين إلى ثلاثة. تتغير اهتماماتهما، فيؤثر هذا على العلاقة بينهما، التي تشهد تحولاً.
كذلك، يتعامل المجتمع مع المرأة الحامل بحساسية، ومن المتعارف عليه إيلائها معاملة خاصة، انتباهاً، قلقاً واهتماماً. وتصبح هي وطفلها في مركز الاهتمام، بينما يتم تحييد الزوج جانباً.
كل هذا بالإضافة إلى أن الحمل يتطلب إجراء فحوص متابعة وتعقّب تمرّ خلالها المرأة وزوجها بعمليات تمنحهما الهدوء والأمان، من جهة، ولكنها تكون مصحوبة بشيء من عدم اليقين أحيانا كثيرة، بالإضافة إلى الضغط والتساؤلات. يلقي هذا الوضع بظلاله الحمل وعلى المرأة، ويخل بالتوازن الذي كان سائدا قبل هذه المرحلة.
الولادة
ينطوي حدث الولادة نفسه على إمكانيات وأسباب حدوث أزمة. فعلى الرغم من أن الولادة تكون بالعادة مرتبطة بكثير من الفرح، إلا أنها تكون مصحوبة أيضا بأحاسيس متضاربة:
يمكن للنساء، في لحظة معينة، أن يشعرن بالفرحة والنشوة إزاء حقيقة تحوّلهن إلى أمهات، ولكن في لحظة أخرى، يمكن أن يبدأن بالشعور بفقدان شبابهنَ. في لحظة ما يمكنهن الشعور بتحقيق أنوثتهن وأنفسهن، وفي لحظة أخرى يشعرن بحالة من الهبوط النفسي وغياب الأمل لأن أجسامهن تغيّرت ولم تعد أنثوية وجذّابة كما كانت.
من جهة تكون النساء سعيدات لأنهن جلبنَ حياة جديدة، ولكن من جهة أخرى تشعرن بأنهنّ فقدنَ حياتهنّ السابقة.وتنضم إلى الصورة الذاتية السابقة للمرأة، صورة أخرى، هي صورة الأم. أما في ما يتعلق بالأمومة، فتبدأ الكثير من التساؤلات، المخاوف، القلق، قلّة المعرفة، قلّة التجربة مع الولد الأول وقلّة الثقة بالنفس.
ويبقى السؤال المطروح هو: كيف تجتاز المرأة هذه المرحلة بسلام؟
2. استعراض العوامل والتغييرات التي تؤثر على ظهور الاكتئاب بعد الولادة:
على المستوى البدني، تحدث تغييرات هرمونية. فمستوى الهرمونات التناسلية، (بروجسترون (Progesterone) واستروجين (Estrogen)) ينخفض بشكل كبير، فيما يرتفع مستوى البرولاكتين (Prolactin) والكورتيزون (Cortisone). يؤدي هذا إلى حالة من عدم التوازن في الهورمونات.
تؤدي الليالي التي تكون فيها حاجة للعناية بالمولود الجديد، إلى حالة من قلّة النوم بشكل متواصل. ويمكن للتعب وقلّة النوم المتواصلين لفترة طويلة، زيادة وتيرة حالات الضغط والاكتئاب بعد الولادة.
كذلك، فإن عدم الراحة الجسمانية التي ترتبط في كثير من الأحيان بظواهر الولادة: الجراحة القيصرية، القطب (الغـُرَز)، أو الجهد المتواصل، تفرض قيوداً على الأداء وحريّة الحركة، بالإضافة إلى قيود على المستوى العاطفي: قلق على مصير الطفل من خلال طرح الأم لتساؤلات حول مقدرتها على أن تكون أماً جيّدة، أن تعتني بطفلها وتوفر له كل احتياجاته، وأن تميّز الحالات التي تشير لوجود مشكله.
يتغيّر التعامل مع الوالدة بعد الولادة. فمن وضع كانت فيه تعتبر مركز الاهتمام، تصل إلى وضع تكون فيه مُطالَبة بالاعتناء بالطفل. وفي حين كانت تحظى بالعناية، يصبح عليها الآن العناية بمولودها، ويتوقع منها تحمل العبء. لا تكون النساء دائماً جاهزات لمثل هذا التحول، الذي يولّد لديهن شعورا بالقلق وعدم الثقة.
حسب نظرة المجتمع، تأتي الأمومة بشكل طبيعي مع الولادة، وتأتي معها، أيضاً، القدرة على الاحتواء، تقبّل الطفل وغرائز الأمومة التلقائية. حين يكون الاعتقاد السائد أن هذا الوضع هو الوضع الصحيح، المرغوب بهن والمتوقع، فإن المرأة التي لا يحدث لديها هذا التحول، تبدأ بالشعور بالخجل، الإحباط، الذنب وعدم الثقة بقدرتها على أن تكون أماً جيدة بما بكفي.
تخلق التوقّعات بأداء المهام بشكل كامل، والحب الفوري للوضع الجديد، للطفل المولود، حالة من الضغط على الكثير من النساء. فلا يشعرن دائما بأن هذه التجربة هي تجربة جيدة وممتعة بالشكل الكافي. من الصعب عليهنّ التعوّد وحب وضعهن الجديد، إمضاء الليالي دون نوم، فقدان مكانتهن ومكان عملهنّ، فقدان الأنوثة التي كانت تميز جسمهن، الارتباك وفقدان الثقة بالذات بسبب ما يتعلّق بوظيفتهنّ الجديدة (الأمومة). وعندها، تنتظرنَ حدوث ذلك، تكتمنّ مشاعرهّن وأفكارهّن الصعبة وتخفين المصاعب والضائقة. ويؤدي هذا الوضع إلى ألم لا يجري الحديث عنه ولا تتم معالجته، وتشعر الوالدة بأن شيئاً ما ليس طبيعياً لديها. وتبدأ عملية الإخفاء والخجل والذنب.
من الناحية الجنسية، يمكن للمرأة أن تشعر بالنقص، لأنها لا تبدو بنظرها جذابة أو مثيرة جنسياً كما كانت من قبل. وبالمقابل، تنخفض بشكل طبيعي رغبتها وقدرتها الجنسية بعد الولادة.
إجازة ولادة أم سجن انفرادي؟
تقضي المرأة التي تبقى في البيت مع الطفل، فترة باتت تعرف بـ’إجازة الولادة’. ولكن، هل يمكن حقا اعتبار هذه الفترة إجازة؟ هل تستمتع النساء فعلاً خلال هذه الفترة التي تخرجن خلالها عن مسار حياتهنّ الطبيعي والمعتاد؟ إذ لا تخرجن للعمل، لا تنمن جيداً في الليل، دائما مشغولات باختبار أمومتهنّ، وتبقين كثيراً لوحدهن في البيت، فيما يواصل الرجل حياته كالسابق، ولا يكون لديه الوقت دائماً للمساعدة.
هنالك حالات تستطيع فيها النساء الاستمتاع بهذه الفترة، بالأساس عندما تتلقّين مساعدة وتكون حولهن بيئة عائلية أو اجتماعية داعمة ومساعدة، على المستوى العملي وكذلك على المستوى العاطفي والمشاعر. يؤدي هذا الواقع، أحياناً، إلى ضائقة ويخل بالتوازن.
تكون المحبة للمولود كبيرة، ولكن مع هذه المحبة ينشأ القلق وتساؤلات، مثل:هل أحب الطفل بشكل كاف، هل أستطيع أن أكون أماً جيدة بما يكفي؟ (كما تظهر علامات ارتباك الشخصية، قلق عام وخوف من كل ما يتعلق بالمسؤولية تجاه الطفل).
عندما لا تمتلك الأم تجربة طفولة جيدة، لأنها لم تحظّ شخصياً بأمومة جيدة بما يكفي، من الصعب عليها تخيّل العلاقة بينها وبين طفلها، فتخلق هذه الحالة مشاكل في العلاقة بينها وبين طفلها منذ المراحل الأولى.
تتحول البنت إلى أم، وتتوقع أحياناً من زوجها أن يأخذ عنها وظيفة الأم. لكن بما أنه لا يقدر أو غير مستعد لأخذ هذه الوظيفة، فإنها تدخل في حالات صراع وغضب.
لا يشخص الزوج، دائما،ً هذه الاحتياجات، ويكون في كثير من الأحيان مشغولاً باحتياجاته الشخصية، بل ربما يغضب من الطفل الذي احتلّ مكانه في حياة زوجته. وربما تكون جهود الأمهات بالنسبة له مسألة مفهومة ضمناً. أحياناً لا يكون للمرأة زوج، وتكون حالة الوحدة لدى الأم التي لا تحظى بالتشجيع عميقة وصعبة. في نظرها، سيكون الطفل وحيداً كذلك، وبدل أن يوقظ فيها الحب فانه سيوقظ فيها الشفقة الذاتية. وعندما يبكي، تبكي هي أيضاً على نفسها وعليه.
مع دخول الطفل إلى منظومة العلاقة الزوجية، تصبح هنالك عملية تكيف الأم، تكيف الأب وتكيفهما معاً كزوجين.
لقد جاء كل منهما من طفولة مختلفة، وكل منهما يتعامل مع الأبوّة بشكل مختلف. التكيف مع الوضع الجديد هو مسألة شخصية، ولا يحدث دائماً بذات الوتيرة، فقا لوذات المعتقدات. يختلف تقاسم الوظائف، وتختلف مكانة كل واحد منهما، وعليهما أن يتعاملا بحساسية مع الوضع الجديد ومع الصدمة التي يدخلهما إليها هذا الوضع. ويؤدي فقدان التوازن الزوجي إلى تولد الضغط في الحياة المشتركة.
لا تختفي التغييرات التي تحدث للمرأة خلال الحمل مع خروج الطفل من الرحم.
خلال الفترة الأولى، بعد الولادة، تتكون لدى الوالدة مشاعر مفرطة يمكن أن تتمثّل باضطرابات نفسية مختلفة. الاضطراب الأكثر انتشاراً هو الاكتئاب. إن مصطلح الاكتئاب بعد الولادة لا يصف وضعاً واحداً، وإنما مجموعة كاملة من الاضطرابات النفسية على درجات متفاوتة من الخطورة، وفي أوقات ظهور تتغير بعد الولادة.
3. اكتئاب ما بعد الولادة، أعراض وميّزات، وعلاج
يمكن تقسيم الأعراض التي تميز حالة الوالدة، الزوج، وأولادهما، إلى قسمين مركزيين: أعراض تتعلّق بالوضع الجسدي، وأعراض تتعلق بالوضع النفسي. لقد تبين أن هذه الأعراض مترابطة ببعضها وتؤثر على احتمال تطوير ضائقة اكتئاب ما بعد الولادة.
هناك نهجان مركزيان للتعامل مع متغيرات الوضع النفسي بعد الولادة:
النهج البيوكيميائي: الذي يبحث عن سبب الظاهرة بالمواد الكيميائية المتواجدة في دم الوالدة. والنهج النفسي الاجتماعي: الذي يربط الضائقة الآخذة بالتطر بالضغط الكبير خلال الحمل والولادة، بحالة الإجهاد خلال الولادة وما بعدها، وبالعبء والمسؤولية الواقعين على المرأة، وبشبكة الدعم المحيطة بالمرأة الوالدة.
في الماضي اعتقدوا أن العوامل الهورمونية هي المسبب الرئيس لحدوث الاكتئاب بعد الولادة. أما اليوم، فتكثر الأبحاث التي تظهر أهمية العوامل النفسية الاجتماعية في تطور الاضطراب.
بإمكان التعامل مع هذه العوامل خلال فترة الحمل وبعد الولادة، أن يقلل من مخاطر تطورها.
وصف الظاهرة:
كآبة الأمومة (Baby blues)،هذا الوضع هو الأكثر اعتدالاً. الحزن والاكتئاب بعد الولادة.
2. اكتئاب ما بعد الولادة (POST PARTUM DEPRESSION)
الأعراض والمميزات:
يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة ظاهرة شائعة، تصاحبها معاناة كبيرة للوالدة وللعائلة، وهي ظاهرة من المهم تمييزها بشكل عاجل، خاصة وأنه بالإمكان علاجها بنجاح في أغلب الحالات.
يمكن لاكتئاب ما بعد الولادة الظهور بعد الولادة مباشرة، أو خلال عدّة أشهر تليها. (من المتبع التطرق لفترة الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، ولكن يمكن أن تحدث هذه الظاهرة بعد ذلك أيضا).
انتشاره: لدى 10% حتى 15% من الوالدات.
هنالك عدد كبير من التعبير النفسية والجسدية الفسيولوجية عن اكتئاب ما بعد الولادة:
التعابير العاطفية لاكتئاب ما بعد الولادة:
الشعور بالوحدة، حالة نفسية متعبة خلال عدد كبير من ساعات اليوم، عصبية زائدة ونوبات غضب غير مبررة، يأس، مشاعر سوداوية، خوف من عدم القدرة على التعامل مع الأمومة، فقدان الأمل، البكاء، مشاعر لا مبالية ورفض الطفل، الشعور بالخجل (خاصة في حالات الشعور بالاغتراب ورفض الطفل)، الامتناع عن إشراك الآخرين بما يتعلق بالتفكير والمشاعر، تشعر الأم بشكل أكبر بالإنهاك والإحباط وتتزعزع ثقتها بنفسها كأم وكامرأة، الشعور بالفشل، فقدان القيمة الذاتية، تدني التقييم الذاتي، انتقاد وكراهية الذات، قلق مبالغ فيه على صحة الطفل، مخاوف وقلق زائد، بلبلة، ضغط، عدم الراحة، التشاؤم والشعور بعدم وجود مخرج، عزلة وفقدان الاهتمام بالأمور التي كانت ممتعة من قبل.
التعابير الفيزيولوجية لاكتئاب ما بعد الولادة:
التعب المتواصل، عدم راحة جسدية، صعوبة كبيرة في أداء المهام اليومية، تحوّل المهام البسيطة إلى عبء غير محتمل، مصاعب في النوم، (صعوبة الإغفاء، استيقاظ مبكر) مصاعب في تناول الطعام (فقدان الشهية، انخفاض الوزن)، نبض سريع، آلام في الصدر، في البطن، صداع، قلة النشاط، جفاف الجلد وأطراف باردة.
التعابير الذهنية لاكتئاب ما بعد الولادة:
صعوبة التفكير، صعوبة اتخاذ القرارات، قلة التركيز، تفكير استحواذي، تفكير بالموت أو الانتحار.
ملاحظات
يجب الإشارة إلى أنه ليس من الضرورة أن تظهر كل هذه الأعراض.
كذلك، هنالك أعراض ترتبط بالولادة وتجربة الامومة، لا تظهر بعد الولادة مباشرة، لكنها تظهر بعد فترة ما، في مراحل مختلفة من مراحل تطور العلاقة بين الأم والطفل.
الأعراض ليست واضحة، وهي مع ذلك، متنوعة جداً ويمكن لعَرض ما أن يختلف بين حالة وأخرى. (يُصعّب من تمييز الظاهرة، إلى جانب الوضع الاعتيادي للتعب وفقدان القوة، والتستر)
خلافاً للعصبية التي تنشأ بعد الولادة، فإنه يمكن لهذا الاكتئاب، إذا لم يتم علاجه، أن يستمر لفترة طويلة، بل لأشهر طويلة. في مثل هذه الحالات يتطلب الأمر علاجاً فورياً، بسبب التأثيرات الخطيرة للأعراض، وأيضاً بسبب خطر انتحار المريضة.
العلاج
عندما يكون هنالك اشتباه، من قبل أبناء العائلة، الأقارب، الأصدقاء، بأن الوالدة ليست كما كانت في الأمس القريب، يجب التوجّه بدون تأخير لتلقّي المساعدة المهنية والطبية.
هنالك طرق علاجية مختلفة لعلاج الاكتئاب بعد الولادة.
أحياناً تحتاج المرأة لعلاج طبي نفساني، دوائي، ولكنه غير كاف إطلاقاً. هنالك حاجة للعلاج النفسي.
أولاً وقبل كل شيء، من المهم استخدام العلاج الدوائي. الذي يتضمنأدوية مضادة للاكتئاب (مثبطات انتقائية للسيروتونين) مثل: سيروكسات (Seroxat)، بريزما، (يلاحظ تأثير الـS.S.R.Iبعد أسبوعين أو ثلاثة.) عادة ما تبدد الأدوية حالة الضغط ويتحسن الشعور العام والأداء والطاقة. لا يجب إيقاف العلاج في أعقاب تحسّن الحالة، إلا بتعليمات من الطبيب.
يجب الاستمرار بالعلاج لعدّة أشهر على الأقل. مع ذلك، من المحبّذ، أيضاً، إجراء محادثات، ووجود شبكة داعمة حول الأم، تساعدها على الخروج من وحدتها وتهتم بمرافقة العلاج مع إمكانية توفير الراحة والنشاط جسماني، والنوم والتغذية المناسبة لها.
العلاج الدوائي والرضاعة:
عندما تكون الأم المرضعة تعاني من أعراض اكتئاب بعد الولادة يجب الأخذ بالحسبان حدة الأعراض، الضرر الأدائي، الحالات المشابهة من الماضي وتحديد العلاج. تمر جميع الأدوية إلى حليب الأم بمستويات مختلفة، ولكن بعضها يمر بمستويات منخفضة جدًا، وهنالك شك في ما إذا كان هذا الامر يترك أثراً. بالنسبة لبعضها هناك معلومات متراكمة تصب في مصلحة استمرار الرضاعة الطبيعية بالرغم من العلاج الدوائي.
الحمل بعد حدوث اضطرابات نفسية إثر الولادة
يزداد احتمال الإصابة بالاكتئاب بعد الحمل من 1:10 لدى مجمل السكان إلى 1:2 لدى النساء اللاتي عانين في الماضي من الاكتئاب.
في المرحلة الأولى، عندما تكون المرأة لا تزال تتلقّى العلاج الدوائي، من المحبّذ الامتناع عن الحمل مرة أخرى.
فيما بعد يجب التفكير بموضوع الحمل مجدداً بشكل عميق، حسب الوضع النفسي، الأدائي، وشبكة العلاقات الزوجية والعائلية. يجب تعقّب التغييرات أثناء الحمل، وهناك من يوصون بعلاج دوائي وقائي أثناء الحمل أو بعد الولادة مباشرة.
مع ذلك، من المهم المعرفة بأن الكثير من النساء اللاتي مررن بحالة اكتئاب بعد الولادة وعولجن نفسياً ودوائيًا، يلدن بعد ذلك بدون أي اضطراب.
كلما كانت الأم منقطعة لفترة أطول عن الاعتناء بطفلها، كلما ازداد انعدام الثقة والخوف، لذلك، يتم السعي خلال المحادثات العلاجية إلى منح أو إعادة الثقة للأم بقدرتها على العناية بالطفل. بالإضافة لذلك هنالك أهمية كبيرة للمساعدة في تقليل الشعور بالذنب لدى الأم عن طريق خطوات عميقة وإعطاء الشرعية للمشاعر السلبية إزاء الطفل.