يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باح اليوم الخميس اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية، وذلك للاستماع إلى تقديرات أجهزة الأمن بشأن الوضع في غزة، وبحث وسائل الجيش الإسرائيلي للرد على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. يأتي ذلك في ظل هدوء نسبي يعيشه القطاع منذ توقف الغارات الإسرائيلية أمس.
فقد شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية في مناطق مختلفة من جنوب وشمال قطاع غزة، من بينها مواقع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد السياسي في بيت لاهيا ورفح بقطاع غزة، وقصفت الدبابات الإسرائيلية مواقع قرب الشريط الحدودي بين القطاع والمناطق المحتلة عام 1948.
وفي خطوة تصعيدية أخرى أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبري كرم أبو سالم وبيت حانون مع قطاع غزة.
وهدد نتنياهو في وقت سابق بما وصفه بـ”رد قوي للغاية” على الهجمات الصاروخية من غزة. وقال إن إسرائيل ستستمر في ضرب من يلحقون الأذى بها، على حد تعبيره.
وأضاف أنه أمر الجيش “باتخاذ أي إجراء ضروري لاستعادة الهدوء في جنوب إسرائيل”، وأنه “إذا لم يعد الهدوء إلى الجنوب فسوف يحل الصخب في غزة، وهذا أقل ما يقال في هذا المقام”.
من جهته, دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، ردا على الهجمات الصاروخية التي قال مسؤول إسرائيلي إنها الأعنف من عامين تقريبا.
وقال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب للجزيرة إن سرايا القدس أطلقت نحو تسعين صاروخا وقذيفة ردا على الاعتداءات الإسرائيلية التي أوقعت العديد من الشهداء بغزة والضفة الغربية في الآونة الأخيرة.
وأضاف أن إسرائيل تمارس الإرهاب, وتريد في المقابل من الفلسطينيين أن يصمتوا على أعمال القتل التي تستهدف الأبرياء, مشيرا في هذا الإطار إلى اغتيال ثلاثة من عناصر سرايا القدس الثلاثاء, وقتل عدد من الفلسطينيين في الضفة الغربية. كما أشار شهاب إلى أن إسرائيل انتهكت 1400 مرة التهدئة السارية منذ نوفمبر/تشرين الثاني2012.
وقالت سرايا القدس -في بيان- إن من بين الصواريخ التي أطلقتها 15 صاروخا على سديروت, وتسعة صواريخ أخرى على كيبوتس سعد, وأربعة على نير إسحاق, وستة على كفار عزة, وأربعة على موقع صوفا العسكري. وأضافت أنها لم تتخلَ عن التهدئة, لكن من حقها الرد على العدوان الإسرائيلي في المكان والزمان المناسبين.
إدانات
ولم ترد على الفور تقارير من غزة عن وقوع أي خسائر. وقال حاييم يلين وهو مسؤول محلي إسرائيلي في الجنوب لراديو الجيش “إنه وابل لم نشهد مثله منذ عامين”، مشيرا إلى المواجهة التي استمرت ثمانية أيام بين الاحتلال والمقاومة في غزة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012.
ودوت صفارات الإنذار في أجزاء من جنوب إسرائيل لتحذير السكان كي يلزموا منازلهم.
من جهتها, حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد العسكري الذي لوح به نتنياهو ووزير خارجيته. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن “الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن عملية التصعيد, وهو يرتكب جرائم يومية كان آخرها أمس بارتقاء عدد من الشهداء”, في إشارة إلى عناصر سرايا القدس الثلاثة.
كما أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بيانا من خلال المتحدث باسمه يحث على إنهاء “التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
من ناحيتها، نددت وزارة الخارجية الأميركية بالهجمات الصاروخية للمقاومة، وقالت إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي في بيان “لا مبرر لمثل هذه الهجمات، ونحن ندعو للكف عن هذه الهجمات الإرهابية على الفور”.