طبقًا لموقع «المجموعة 73 مؤرخين» فإن القنّاص هو ذلك الشخص الخفي الذي يتمتّع بدقة تصويب عالية، ويقوم بإنجاز المهام الموكّلة إليه دون أن يشعر به أحد نهائياً حتى الهدف الذي يتعامل.
وأضح الموقع أن عالم القناصة غامضا تماماً مثل طبيعة عملهم الخاصة جداً، وهو ما قد يجعلهم العنصر البشري العسكري الأكثر رهبة، موضحًا أن رغم ارتباط عالم القناصة بأعمال القتل القذرة إلا أن هناك قناصة كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ العسكرية العالمية؛ صوّبوا سلاحهم وأطلقوا نيرانهم على أعدائهم، وليس على رفقائهم ومواطني بلدانهم.
وطبقًا لفيديو نشره حساب يحمل اسم Elmos 10 على موقع «يوتيوب»، واستنادًا للتفاصيل التي نشرها موقع «مجموعة 73 مؤرخين» ننقل في التقرير التالي قصص أفضل 10 قناصة في العالم، كما جاءت في الموقع.
10. توماس بلونكيت
ان أوّل جندي أيرلندي ينضمّ إلى كتيبة الرماة البريطانية رقم 95، ولكن لم يكن هذا هو سبب كتابة اسمه في التاريخ العسكري العالمي، بل كانت التصوبية الشهيرة له والتي قتل بها الجنرال الفرنسي أوجست فرانسوا ماري دي كولبيرت.
كانت التصويبة في معركة Cacabelos؛ حيث استطاع بلونكيت أن يقتنص الجنرال من 600 متر تقريباً، وهو بُعد كبير ومذهل جداً، خاصة عند الوضع في الاعتبار عدم دقة البنادق في هذه الحقبة الزمنية (في أوائل القرن التاسع عشر)، وبالرغم من نجاح بلونكيت فقد اعتبره زملاؤه محظوظاً ليس إلا وهو ما دفعه لإعادة تعمير بندقيته مرة أخرى وتصويبها نحو أحد الجنود الذي هرع لنجدة الجنرال، وعندما أصابت الرصاصة هدفها أيقن زملاؤه أنهم أمام واحد من أعظم القناصة في التاريخ.
9. الرقيب جريس
المكان موقعة Spotsylvania والزمان هو التاسع من مايو عام 1864، والبطل هو الرقيب جراس الذي كان قنّاصاً في الكتيبة الرابعة للمشاة في جورجيا من جيش الجنوب في الحرب الأهلية الأمريكية، وقد استطاع ببندقيته بريطانية الصنع أن يقتنص من ألف ياردة القائد العسكري الكبير لقوات الشمال الجنرال جون سيدويك.
المثير للدهة أن العديد من الشهود أكّدوا أنه عندما بدأ إطلاق النار شرع جنود القوات الشمالية في الاختباء والبحث عن ساتر؛ خوفاً من تعرّضهم للإصابة، ولكن ظلّ القائد سيدويك متمسكاً بموقعه ومستهزأ في نفس الوقت بأعلى صوته من القوات الجنوبية؛ حيث ظلّ يُردّد أنهم لن يتمكّنوا من إصابة حتى الأفيال من تلك المسافة، فكانت تعتبر تلك المسافة في حينها نوعاً من المستحيل الذي يقف أمام تفكير أي قنّاص ليصوب منه، ولكن جراس استطاع أن يتحدّى المستحيل ويُصوّب سلاحه بدقة يُحسد عليه؛ حيث إنه أصاب الجنرال الشمالي أسفل عينه اليسرى مباشرة.
يُذكَر أن سيدويك كان الضابط الأعلى رتبة التي تُلقى حتفها في معارك الحرب الأهلية الأمريكية من جانب جيش الاتحاد «الشمال».
8. تشارلز تشوك ماوهيني
هو أحد أشهر القنّاصة الأمريكيين في التاريخ العسكري؛ حيث انضمّ لقوات المارينز عام 1967، وانضم إلى القوات الأمريكية في حرب فيتنام، واستطاع فيها أن يُحطّم الرقم القياسي لقناص المارينز التاريخي كارلوس هاتكوك؛ ففي 16 شهرا فقط استطاع تنفيذ 103 عمليات قنص قاتلة كرقم مؤكّد، ونحو 216 عملية قنص أخرى غير مؤكّدة، لم يستطِع الجيش الأمريكي التأكّد إذا ما كانت هذه العمليات قد أسفرت عن قتل الهدف المراد أم إنه أُصيب فقط.
بعد أن ترك المارينز، لم يتحدّث تشارلز عن دوره في الحرب، وظل مجهولاً تماماً لمدة 20 عاماً تقريباً، قبل أن يقوم أحد الكتّاب بعمل كتاب عنه تحديداً يستعرض فيه أبرز مهاراته كقناص، وهو ما دفعه للخروج إلى النور، وأصبح أحد أشهر المحاضرين في المدارس والأكاديميات المتخصصة لتعليم القناصة؛ حيث إنه اعتاد القنص من مسافات طويلة تراوحت بين 300 و 800 ياردة، ولكن هناك عمليات أخرى تمكّن فيها من قنص أهداف من مسافات تجاوزت ألف ياردة.
7. روب فورلونج
عريف سابق في القوات الكندية، وهو صاحب أطول تصويبة قاتلة مؤكّدة على الإطلاق في التاريخ العسكري؛ حيث استطاع إصابة هدفه من بُعد 2430 مترا (وهو ما يُعادل طول 26 ملعب كرة قدم).
التصويبة الخارقة كانت عام 2002، عندما كان مع فريقه للقنص في عملية ميدانية تُسمّى أناكوندا، عندما رصد فريق مسلّح من تنظيم القاعدة يجوب المنطقة التي كان يقوم بحمايتها، وقرّر أن يتعامل معهم ببندقيته المتقدّمة، وقام بالفعل بإطلاق الطلقة الأولى، ولكنها لم تصب هدفها، ثم أطلق الثانية التي أصابت المخلاة على ظهر أحد أعضاء الفريق، وحينها أدرك أعضاء تنظيم القاعدة أنهم يتعرّضون للهجوم، وشرعوا في الهروب فوراً، وما زاد من صعوبة تصويب الطلقة الثالثة أن الهدف بدأ يركض بحثاً عن مأمن، كما أن الرصاصة تحتاج إلى 3 ثوانٍ كاملة للوصول إلى الهدف؛ نظراً للمسافة البعيدة، وهو ما يمنح العدو وقتاً أطول للهرب، ولكن الرصاصة الثالثة -ورغم كل هذه التحديات- استقرّت في صدر قائد المجموعة.
6. فاسيلي زايتسيف
قد يكون فاسيلي هو القناص الأشهر في التاريخ؛ حيث تمّ سرد قصته في الفيلم الشهير Enemy At The Gates، وجسّد شخصيته الممثل العالمي جود لو بنفس الاسم، ولكن الفيلم أضاف بعض البهارات المقبولة فنياً على الفيلم، ليُغيّر من الواقع الذي لا يقل روعة عن خيال الفيلم؛ فالفيلم أشار إلى أن ألمانيا أرسلت كبير قنّاصيها للتخلّص من فاسيلي بالذات، وهو أمر لم يحدث في الحقيقة، ولكن الحقيقة أنه كانت هناك معركة فعلية بين فاسيلي وأحد القنّاصة الألمان.
بداية قصة فاسيلي -الذي كان يعمل موظفاً في البحرية الروسية- مع القنص بدأت عندما قرأ عن المعارك في مدينة ستالينجراد، وحينها قرّر التطوع، وطلب وضعه في الصفوف الأمامية، كما قام بافتتاح مَدرسة ميدانية لتعليم القناصة في مصنع Metiz وكانت نواة لمدرسة القناصة في الجيش الروسي، وقد استطاع المتدربون في مدرسته أن يقتلوا أكثر من 3 آلاف جندي ألماني في الحرب العالمية الثانية.
أما فاسيلي فقد استطاع أن يقتل 242 جنديا ألمانيا بين أكتوبر 1942 ويناير 1943، ولكن تشير التقديرات إلى أن هذا الرقم يمكن أن يصل إلى 500 جندي، فاسيلي اعترف في مذكراته أنه صادف أثناء وجوده في معارك ستالينجراد قنّاص ألماني، واستمتع لمدة ثلاثة أيام ضمن هذه الفترة بمنافسة ذلك القناص الألماني الذي كان يُدعَى Erwin King؛ حيث كانا يطاردان بعضهما البعض بين خرائب المدينة المدمّرة كلياً، وقد استطاع فاسيلي أن يقتله بل ويحتفظ بعدسته المكبّرة، والتي وصفها بأهم جائزة حصل عليها على الإطلاق؛ نظراً لأن ذلك القناص الألماني كان بارعاً للغاية؛ وذلك على حد تعبيره.
5. ليودميلا بافيلتشينكو
قرّرت ليدوميلا الالتحاق بقوات المشاة في الجيش السوفيتي، عندما قامت قوات ألمانيا النازية باجتياح بلدها في صيف 1941، وكانت من بين أوائل المتطوّعين للدفاع عن بلدها، وتم توزيعها لتكون من ضمن جنود الفرقة 25 مشاة في الجيش السوفيتي، وكانت مِن بين ألفي امرأة التحقوا بسلاح القناصة في الجيش، واستطاعت أن تبرع في القنص لتكون واحدة من أخطر القناصة الإناث في العالم إن لم تكن أخطرهم على الإطلاق.
استطاعت أن تقتل 187 جنديا ألمانيا في أول شهرين ونصف من مشاركتها في المعارك، وقد استطاعت على مدار الحرب العالمية الثانية أن تقتل 309 جنود ألماني كرقم مؤكّد، من بينهم 36 قناصا ألمانيا.
4. العريف فرانسيس بيجاماجابو
أحد أهم المقاتلين في الحرب العالمية الأولى؛ حيث لم يكن مجرّد قناص بل كان بارعاً في مهام الاستطلاع وأَسر جنود العدو، وهو المنحدر من قبيلة Ojibwa الهندية (أحد أكبر قبائل الهنود الحمر في أمريكا الشمالية)، ولقد كان مسئولاً عن قتل 378 جنديا ألمانيا، كما أَسر أكثر من 300 جندي آخر.
نال فرانسيس ثلاث ميداليات عسكرية رفيعة؛ حيث كشف أثناء الحرب عن شجاعة كبيرة؛ إذ تمكّن في عدة مرات من نقل الرسائل عبر نيران العدو ومناطقه، كما ساهم في إحدى المهام في القيام بتوجيه وتوصيل مساعدات عسكرية ضرورية إلى إحدى وحدات الجيش الأخرى، وذلك بعد أن أصيب قائده في المعارك.
كما قام ذات مرة باقتحام مناطق العدو للحصول على الذخيرة اللازمة لاستمرار المعارك بعد أن نفدت ذخيرة وِحدته، وغيرها من الأعمال البطولية التي لا يتذكّرها الكثيرون في كندا حالياً؛ حيث ظلّ مجهولاً حتى حينما عاد إلى موطنه في كندا، ولم يتذكّروا له أنه أصيب بإصابتين خطيرتين خلال مشواره العسكري من أجل بلاده في موقف يوضح مدى التفرقة والتمييز ضد الهنود الحمر في أمريكا الشمالية.
3. أديلبرت إف والدرون
القناص الأمريكي صاحب أعلى عدد ضحايا على مدار تاريخ أمريكا العسكري من خلال قتله نحو 109 جنود من جنود العدو، ولكن في الحقيقة الرقم القياسي الذي حقّقه ليس هو سبب دخوله هذه القائمة، ولكن دقته الفائقة في التصويب.
دقته الفائقة كانت محور حكاية مشوقة في الكتاب العسكري الشهير للكولونيل مايكل لي لاننج بعنوان Inside the Crosshairs: Snipers in Vietnam، والذي يحكي تفاصيل مواجهة شرسة بين والدرون وأحد القنّاصة الفيتناميين أثناء وجود والدرون مع مجموعة من الجنود الأمريكيين في أحد قوارب الخفيفة في نهر ميكونج، حينما بدأ القناص الفيتنامي في قنص الجنود الأمريكيين واحداً تلو الآخر من مكان خفي، وإذ بـوالدرون ينتفض فجأة شاهرا بندقيته ومطلقاً طلقة واحدة أصابت هدفها المختبئ في إحدى أشجار جوز الهند العالية؛ حيث إن قنص أحد الأهداف من على منصة متحركة يعدّ من أصعب المهام التي يمكن أن تواجه أي قناص.
2. كارلوس نورمان هاتشكوك
أهم قنّاص في قوات المارينز الأمريكية، كما أنه أحد أبطال الرماية الكبار في الولايات المتحدة ونال عشرات البطولات فيها، وقد كان أبرز الجنود الأمريكيين في حرب فيتنام؛ حيث رصد الجيش الفيتنامي مكافأة تبلغ 30 ألف دولار أمريكي لمن يقتله؛ نظراً لما كبده من خسائر في صفوف الفيتناميين بلغ 93 قتيلا مؤكدا، فيما يشير الخبراء إلى أن العدد الحقيقي يفوق ذلك بكثير.
شهرة هاتكوك الحقيقية جاءت من أنه صاحب أشهر تصويبة في التاريخ العسكري كله، وهو من اشتهر باسم القناص صاحب الريشة البيضاء، وهي ريشة بيضاء كان يضعها دائما فوق قبعته، هذه التصويبة كانت عندما اقتنص أحد أعتى القناصة الفيتناميين في عينه (وهو قناص قتل الكثير من الجنود الأمريكيين)، حيث صوب على العدسه المكبرة لخصمه واخترقت الرصاصة العدسة، واستقرت في عين القناص الفيتنامي، ولكن هاتكوك اعترف أن الحظ حالفه في هذه التصويبة، مؤكدا أن هذا الوضع لا يأتي إلا عندما يكون كلا القناصين يريان بعضهما البعض ولكنه كان أسرع تصويباً عندما لمح انعكاس الضوء على عدسة القناص الفيتنامي.
تلك التصويبة لم تكن هي السبب في وضع هاتكوك في مقدمة القناصة الأمريكيين على الإطلاق، بل مهمة أخرى تطوع فيها بدون أن يعرف تفاصيلها والتي كانت تهدف لاغتيال أحد القادة العسكريين الكبار في جيش فيتنام الشمالية، المهمة كانت بالفعل مستحيلة، فعندما اتجه لتنفيذها لم يكن يعلم أي تفاصيل عن العملية سوى اسم القائد والمكان، وبالفعل وصل إلى المكان بعد أن زحف لمدة 4 أيام و 3 ليالٍ بتمويه وعزيمة شديدة لدرجة أن أحد الجنود الفيتناميين عبر وداس عليه، ولكنه لم يلاحظ أنه داس على إنسان، كما أنه تعرض للدغة من أفعى سامّة أثناء زحفه بدون أن يجفل أو يلاحظ وجوده أي من الجنود الفيتناميين، وظل مكانه حتى وصل الجنرال الفيتنامي وأطلق هاتكوك طلقة واحدة في القلب كانت كفيلة بقتل الجنرال، والأدهى أن الجنود الفيتناميين بحثوا عنه في كل مكان، ولم يعثروا عليه بالرغم من أنه عاد إلى المعسكر الأمريكي بنفس الطريقة أي زاحفاً.
1. سیمو هاوها
عندما نتحدّث عن القناصة وتاريخهم العسكري لا يوجد من يمكن أن يجادل في حقيقة أن القناص الفنلندي سيمو هايا هو أعظمهم على الإطلاق، وهو القناص الذي أطلق عليه الاتحاد السوفيتي اسم الموت الأبيض؛ نظراً لتمكّنه من قتل أكثر من 700 جندي روسي، وهو ما يجعله الأكثر فتكاً في التاريخ العسكري إجمالاً.
حكاية هايا، مثيرة فعلاً للإعجاب وتدعو كل عسكري يدافع عن تراب وطنه أو قناص يحمي أبناء بلده أن يفتخر باحتواء السجلات العسكرية على اسم عظيم مثله حيث إن هايا المولود في مقاطعة على الحدود الفنلندية – الروسية بدأ حياته العسكرية في عمر العشرين أي عام 1925، ولكن بدايته كقناص بدأت مع حرب الشتاء عندما قامت القوات السوفيتية بغزو بلاده في 30 نوفمبر 1939، وحينها ظهرت قدراته في القنص؛ فعلى مدار 3 شهور كاملة استطاع قنص نحو 505 جنود روس مؤكّدا، ويمكن أن يصل الرقم إلى 542 قتيلا إذا ما تمّ تضمين الأرقام غير المؤكّدة، إلا أن المصادر على أرض المعركة بعيداً عن الأوراق تشير إلى أنه قتل ببندقيته أكثر من 800 جندي روسي، بخلاف قدرته على القنص فقد كان بارعاً في استخدام المدفع الرشاش من طراز Suomi KP/31، واستطاع به أن يقتل أيضاً 200 جندي روسي، وهو ما يعني أن الأرقام المؤكّدة تؤكّد أنه قتل بمفرده 705 جنود روس أثناء حرب الشتاء، في ظروف قاسية وفي درجات حرارة منخفضة جداً لا يمكن لبشر أن يتحمّلها كانت تصل إلى سالب 40 مئوية.
وصل سيمو إلى هذا الرقم من خلال التفاني التام في أداء الخدمة؛ حيث ظلّ لمدة 3 أشهر في أراضي المعركة متخفياً في معطفه الأبيض، ومستعيناً ببندقيته الفنلندية المعدّلة من طراز M28، والتي كانت تناسب قصر قامته (1.62 مترا)، كما كان يستعين بمنظار حديدي معدل بدلاً من المنظار العادي الذي قد يساعد على كشف موقعه للروس من خلال الوهج أو الانعكاس الذي قد يخلفه، كما أنه يساعده على اقتناص أصغر هدف ممكن لما يتمتّع به من دقة عالية، وقد استطاع أن يُلحق فعلا بالقوات الروسية خسائر جسيمة بدأت ببضعة جنود، وهو ما تقبّله الروس في البداية، ولكن عندما عرفوا أن شخصا واحدا فقط هو من قتلهم أرسلوا له أحد أهم قناصي الاتحاد السوفيتي، ولكنه عاد إليهم جثة هامدة أيضاً، فأرسلوا له فريق روسي متخصص في تتبع وقنص القناصة، ولكنهم لم يعودوا إلى القاعدة السوفيتية مرة أخرى؛ إذ استطاع سيمو أن يقضي عليهم جميعاً، وهو ما جعلهم يطلقون كتيبة كاملة في إثره للقضاء عليه، ولكن كان يعرف أرضه جيداً فأسقط منهم الكثير من الضحاياـ ولم يتمكّنوا أيضاً من الإمساك به أو حتى تحديد مكانه، وهو ما دفعهم للجوء أخيراً إلى القصف المدفعي والجوي للمنطقة التي يتواجد فيها؛ للتخلّص من كابوس سيمو هايا، الذي كان بارعاً جداً في استغلال البيئة المحيطة، وتحديداً الثلوج التي أحاطت به، إذ كان يحيط فوهة بندقيته بالثلج بحيث لا يتبعثر الثلج مع إطلاقه للرصاص، وينكشف أمره كما كان دائماً يضع الثلج في فمه حتى لا تتكثف أنفاسه وينكشف موقعه.
أصيب سيمو في إحدى المعارك، وفقد نصف رأسه السفلي وتحديداً منطقة الفك، ولكنه لم يمت ودخل في غيبوبة طويلة وأفاق يوم إعلان السلام بين الدولتين بعد شهر كامل تقريباً من إصابته، وبعد الحرب تمّت ترقيته من عريف إلى ملازم في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ فنلندا العسكري.